جريدة الجرائد

السلفية بين مصر والسعودية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

بعض الصحافة المصرية يضخم ما يسمى تدخل السعودية في مجريات الثورة المصرية. يقال إن الرياض رفضت محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، وقدمت عرضاً بدفع كل المبالغ التي سرقها النظام مقابل عدم محاكمتها، هكذا. وإنها تسعى إلى السيطرة على الساحة السياسية في مصر، من خلال دعم السلفيين. هذه الآراء يرددها مثقفون وناشطون في الثورة المصرية، ما أصبح أحد مسلمات الحوار في صحف، وقنوات فضائية.

هذا الكلام الخرافي يصور مصر دولة هامشية ومرتشية، ويقزم دورها السياسي والثقافي، ويستخف بكل مكانتها التاريخية والحضارية، فضلاً عن أن تصوير التيار السلفي باعتباره بضاعة سعودية ينم عن جهل بتاريخ البلد. فالحركة السلفية موجودة في مصر قبل توحيد المملكة، وتأثير السلفيين المصريين في الدعوة السلفية في السعودية سابق ومعروف. ولعل أبرز شواهده الحديثة هو أن أحد أبرز أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية، وعلى مدى عقود، هو الراحل الشيخ عبدالرزاق عفيفي، وهو عالم مصري، جاء إلى السعودية وتتلمذ على يديه عدد كبير من المشائخ السعوديين. ناهيك عن أن حركة التأليف والنشر للكتب السلفية كانت مصرية بامتياز حتى وقت قريب.

لا شك في أن التأثير السعودي في العالمين العربي والإسلامي حقيقة لا تقبل الجدل. ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وجدت صدى واسعاً في الدول الإسلامية، وهي كانت الشعلة التي عاودت حماية العقيدة، وصححت الكثير من المفاهيم المغلوطة، بفعل انتشار الخرافات والبدع في سلوك بعض المسلمين. لكن هذا التأثير لم يلغ دور علماء سلفيين في مصر والشام والهند وباكستان وبقية الدول. وحين يأتي بعض المثقفين المصريين ويقرر أن السعودية أصبحت تتحكم في توجهات القيادات السلفية في مصر فهو يهين مصر والمصريين. صحيح أن جيلاً كاملاً من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين، والمدرسين، الذين ساهموا، في التنمية التي شهدتها السعودية في سبعينات القرن الماضي، نقلَ إلى بلده بعض التقاليد السعودية. لكن هذا الجيل لم يكن قطيعاً من البسطاء، وإعجابه بالتجربة السعودية في بعض الممارسات، لا يمنح الآخرين حق اتهامه بالارتشاء والخيانة.

الأكيد أن الحملة على السلفيين في مصر لا تهدف إلى خلق قطيعة بين السعوديين والمصريين فحسب، وهي تسعى إلى خلق صراع بين الإسلاميين المصريين، ولعل بعض التيارات الإسلامية في مصر يسكت عن اتهام السلفيين المصريين بالعمالة، لأسباب سياسية معروفة، لكنه من أجل ذلك يدفع ثمناً باهظاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الوهابية التكفيرية
د.عبد القادر -

سيد شريان اسمح لي استغرب خلطك للأوراق بهذه الطريقة اذ ليس من الحكمة ان تدافع عن بلدك اولا بل ان تدافع عن الحقيقة وتلك هي مهمة الصحافي المحترف والنزيه ...مايطلق عليه بالموجة السلفية التي ضربت عددا من البلدان العربية ماهي الا الوهابية التكفيرية ..وهي من دون ادنى شك مدعومة بالمليارات من الدولارات وبالفتاوى التكفيرية واباحة دماء واعراض جميع المسلمين ماعدا اصحاب الثياب القصيرة ...هذه هي المأساة الحقيقية ..الوهابية التكفيرية السلفية تتلقى اموالا طائلة في مصر لمقراتها ورواتب اعضائها ودفع الرشى ..السلفية الوهابية التكفيرية هي التي انتجت عار القاعدة ومجرميها ..هذا العار الذي مازال يلاحق المسلمين الى اليوم

رسالة سعودية
منصف -

يرفض الكاتب داود الشريان في مدخل مقاله رفضا باتا ما تشير إليه الصحافة المصرية من تقديم للدعم المالي والسياسي والإعلامي من طرف السعودية للسلفيين المصريين، غير أن الكاتب يعود في خاتمة مقاله القصير هذا ليشير إلى أن ( أن الحملة على السلفيين في مصر لا تهدف إلى خلق قطيعة بين السعوديين والمصريين فحسب، وهي تسعى إلى خلق صراع بين الإسلاميين المصريين)، يصعب فهم كيف أن الحملة على السلفيين في أم الدنيا قد تؤدي إلى خلق قطيعة بين السعودية ومصر. الحملة ضد السلفيين المصريين شأن مصري داخلي. أن ينتقد الكاتب السعودي الكبير داود الشريان ربط انتشارها في مصر بدعم سعودي، فهذا حقه الذي لا غبار عليه، ولكن أن يعتبر أن نقد السلفيين المصريين من طرف صحافة بلدهم قد يكهرب العلاقات المصرية السعودية، فهذا يؤكد أن نصرة السلفيين في مصر، قضية سعودية محورية، وأن التهمة التي توجه لهم في هذا الباب لها ما يزكيها. فالتهمة التي يتصور الكاتب أنه ينفيها في هذا المقال يتبثها من حيث لا يدري. ولم يكتف داود الشريان بذلك، بل يقرر بأن ( بعض التيارات الإسلامية في مصر يسكت عن اتهام السلفيين المصريين بالعمالة، لأسباب سياسية معروفة، لكنه من أجل ذلك يدفع ثمناً باهظاً). لا نعلم ما هو هذا الثمن الباهض الذي ستدفعه التيارات الإسلامية الساكتة عن الاتهامات الموجهة للسلفيين؟ وما هي قيمته؟ وأي شكل وحجم له؟ ومن هي الجهة التي ستجعل التيارات الإسلامية تدفع ثمن سكوتها هذا، وكيف سيقع ذلك؟ هل هي جهة داخلية أم خارجية؟ مصرية أم سعودية؟ في كل الأحوال نقد سلوك السلفيين وخطابهم في الصحافة المصرية يدخل في نطاق ممارسة هذه الصحافة لحقها في التعبير عن رأيها بخصوص قضايا مصرية عمومية. وما كان ينبغي لداود الشريان، وهو الصحافي المهني، أن يضيق صدره من ممارسة زملاء له في المهنة لحقهم في نقد ظواهر قد تبدو لهم رجعية ولا تمت للعصر بأي صلة، اللهم إلا إذا كان مكلفا بتبليغ رسالة سعودية ما للمصريين سواء كانوا سلفيين أو غير سلفيين، رسالة مفادها أن عين الرياض على القاهرة، وأنها تريد أن تكون لها كلمة في كيفية تدبير شأن هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر.. الله يستر..

السلفيه و الوهابيه واحده
صباح -

الوهابيه و السلفيه نفس التفكير و المفاهيم و تفسيرهم للاسلام الذي هو عن تكفير المذاهب و الديانات الاخري و باعتبار بانهم حاميين الاسلام بل الصحيح ان الوهابيه و السلفيه تعمل علي تدمير الاسلام و تكفير الاخر لان اصبح في العالم التعايش و المحبه و احترام كل شخص للمذهب و الديانه الاخري و الاسلام اول من احترم ذلك لا اكره في الدين ارجو من الكاتب صحيح انه سعودي ان يكتب بانصاف و انه كاتب مرموق و معروف و لكن لو كان هناك جزء من الانصاف لكان افضل