حروب أم معارك انتخابية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سمير عطا الله
ثمة أسئلة مصيرية تدور في عقل كل مقيم في الشرق الأوسط الآن: هل المنطقة ستفجر حربا عالمية ثالثة؟ هل إنها فقط (وهذا ليس بالقليل إطلاقا) تطلق، كما هو واضح، شرارة الحرب الباردة من جديد؟ هل هي حرب إقليمية كبرى تشمل، بنسب متفاوتة، إيران وتركيا وسوريا ولبنان وإسرائيل؟ أم أن كل هذه الأصوات المرتفعة تعكس المعارك الانتخابية القريبة في ثلاث دول: روسيا وأميركا وإيران؟ هذا الأسبوع كان كبير معاوني فلاديمير بوتين يقول إن أمن إيران من أمن روسيا، فهل هذا صحيح حقا؟ وكان بوتين نفسه قد اتهم هيلاري كلينتون الشهر الماضي بأنها دبرت المظاهرات ضده في مدن روسيا. لكن باراك أوباما اطمأن من ناحيته إلى وصول سفيره الجديد إلى موسكو، مايكل ماكفاول، (48 عاما)، الذي يعتبر أهم خبراء الشؤون الروسية في الولايات المتحدة، وله صداقات عدة بين رجال رئيس الوزراء الروسي، الذي من الأرجح أن يعود بعد انتخابات مارس (آذار) المقبل رئيسا للجمهورية الاتحادية.
لعب الوضع في سوريا دورا أساسيا في تأزيم العلاقة بين واشنطن وموسكو. فقد حال الموقف الروسي دون مشروع أميركي - أوروبي في مجلس الأمن يدين القمع الرسمي ويطلب عقوبات على النظام. وذهب الروس إلى حد إرسال شحنة أسلحة "شديدة الخطورة" إلى سوريا، أوقفتها قبرص بناء على بنود العقوبات الأوروبية على دمشق، ثم تركتها تبحر، وآخر ما قيل إنها توقفت قبالة الساحل التركي.
ومصادرة السلاح الذاهب إلى سوريا (سواء الإيراني في تركيا، جوا وبحرا، أو الروسي)، دليل سيئ في تطورات الأزمة، لأن تسليح فريق معين قد يفتح الباب أمام تسليح فريق آخر. وقد وسعت روسيا نطاق المواجهة الحادة مع الغرب، عندما رفعت مستوى الدعم الاستراتيجي لسوريا وإيران معا، خصوصا أن إيران هددت بإغلاق أهم معبر نفطي دولي في العالم، كما اتخذت خطوة غير مسبوقة في عالم السياسة والدبلوماسية وعلاقات الجوار والسيادة، عندما حذرت دول الخليج من زيادة صادراتها النفطية، تعويضا عن خفض النفط الإيراني.
إلى أي مدى جميع هؤلاء الفرقاء جديون؟ أم أنها أيضا مناورة لرفع سعر النفط، الذي تبيعه إيران شرقا لا غربا في أي حال؟ صحيح أن ذلك سوف يفيد روسيا إلى حد بعيد، لكن إلى أي مدى سوف يؤثر على حليفة طهران الأهم اقتصاديا، أي الصين؟ هل الجميع يلعبون لعبة حافة الهاوية وسوف يتراجعون في اللحظة الأخيرة، كما تفعل إيران كل مرة في مسألة تفتيش منشآتها النووية؟ هل تتوصل واشنطن وموسكو إلى انفراج، ويتغير كل شيء؟ أي أثمان سوف تدفع في مثل هذه التسويات؟ وأين؟