جريدة الجرائد

ميريل ستريب: أولادي سر سعادتي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تقترب من الأوسكار للمرة الثالثة

أشرف مرحلي


اقتربت أسطورة هوليوود من نيل الأوسكار للمرة الثالثة بعد فوزها بجائزة أحسن ممثلة في ldquo;غولدن غلوبrdquo; لأدائها المبهر لشخصية مارغريت تاتشر في فيلم ldquo;المرأة الحديديةrdquo; الذي بدأ عرضه مؤخراً بدور السينما العالمية، حاصداً إعجاب ملايين الجماهير التي تعرف ستريب بذكائها كيف تجتذبهم عبر اختياراتها المتجددة دوماً، وإشادة مئات النقاد السينمائيين، ولم تنج من انتقادات السياسيين التي غالباً لا تروقهم الأعمال السينمائية عنهم .

ومن الآن ولعدة أسابيع أخرى قادمة حتى موعد توزيع جوائز الأوسكار في فبراير/شباط المقبل ستحتل ستريب واجهات الصحف والمجلات العالمية لعبقريتها في أداء واحد من أصعب أدوارها على الإطلاق، إضافة إلى الجدل السياسي الذي لن يتوقف عن سر إنجاز عمل عن حياة تاتشر بأعوامها الأخيرة بعد معاناتها من الزهايمر والخرف، خاصة وأن الأولى كان تجسيدها قوتها ودهائها السياسي أثناء أعوام حكمها الطويلة .

ستريب صاحبة أعلى عدد من الترشيحات لنيل جائزة الأوسكار ب 15 ترشيحاً، وفازت مرتين الأولى كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها بفيلم كرامر ضد كرامر ،1979 والثانية كأفضل ممثلة عن فيلم ldquo;اختيار صوفيrdquo; ،1982 كما إنها صاحبة الرقم القياسي في نيل ثماني جوائز غولدن غلوب من أصل 26 مرة ترشحت لها عن أدوارها المختلفة، لم تغيرها حياة النجومية فهي واقعية متعقلة، تضع حياتها الزوجية وأمومتها دوماً بمقدمة أولوياتها .

وفي حوار لها مع مجلة womens own تحدثت ستريب عن دورها بفيلمها الجديد، والأسباب التي تجعلها تولي أسرتها اهتمامها الأول، فكان هذا الحوار:

تفضلين أداء الأدوار الصعبة المعقدة فهل كان ذلك سبباً في الاعتقاد بأنك امرأة جميلة ولكن جادة وجامدة المشاعر؟

- أنا لست جامدة المشاعر ولا جادة، وأكره كثيراً من ينعتني بذلك . فأنا لا أختلف عن الآخرين، لي شكوكي الشخصية، كما أؤمن تماماً بأنني إنسانة سعيدة .

كيف تتصرفين في منزلك؟ هل تختلف طبيعتك؟

- عندما أكون بعيدة عن العمل أكون طبيعية بشكل يبعث على السخرية، فلا أنسى أبداً أنني زوجة وأم في المقام الأول . وعملي في التمثيل اعتبره هاجساً رائعاً أغذيه من حين لآخر . أميل إلى دعوة جيراني لتناول الشاي وتجاذب أطراف الحديث معهم . كما أحب الحديث مع أولادي، هنري، ،31 ومامي ،28 وجريس ،25 ولويزا 20 سنة، عن حياتهم .

إذن فعائلتك تحتل مكانة مهمة في حياتك!

- أضع عائلتي على مقدمة اهتماماتي، ومنذ البداية أوليتهم جل اهتمامي وكثيراً ما تفرغت لهم، ربما يكون التمثيل شغفاً وولعاً بالنسبة لي، لكن أبنائي كانوا دائماً سبب سعادتي الدائمة في حياتي . وعندما كانوا أطفالاً، تعمدت ألا اعمل بمشاريع كبيرة تبعدني عنهم لفترات طويلة، لأنني كنت أشعر أنني حققت معظم أهدافي، ولم أكن أطمح إلا في العمل في أعمال بسيطة، لاتجعلني أتغيب عن بيتي لأكثر من شهرين، وكثيراً ما كان يغلبني الحنين إليهم .

هل يمكننا القول بأنك بيتوتية، تحبين الطهي بالمنزل؟

- عندما كان أولادي صغاراً، كان من الصعب علي الاهتمام بواجبات كل منهم المنزلية وتحضير الطعام في نفس الوقت . ولكني كنت أحب إعداده بنفسي في بعض الأيام، وفي أيام أخرى، لم أجد لدي ميلاً لذلك، ربما بسبب انشغالي بالأطفال . وفي أحايين كثيرة، كنت أبدأ في إعداد الطعام، وسرعان ما كنت أسأم منه، فنضطر إلى طلب البيتزا .

تبدين رائعة، ما يجعلني أسالك عن رأيك في جراحات التجميل .

- أتفهم تماماً ما يحدث للإنسان كلما تقدم به العمر، خاصة المرأة . لكني اعتقد أن من يجري هذه العمليات تبدو ملامحه غريبة، واعرف أن كثيراً منها يجرى في لوس انجلوس .

كيف كان شعورك وأنتِ تجسدين شخصية مارغريت تاتشر في فيلم ldquo;السيدة الحديديةrdquo;؟

- كل ما أود قوله إنني أتمنى أن يكون أدائي رائعاً، وقريباً من الشخصية الحقيقية . وأعتقد أن الفيلم من الأعمال النادرة، ففيه أظهرت موهبتي بالنظر إلى أعماق الحياة بشيء من التعاطف .

هل زاد ذلك من مشاعر التعاطف تجاهها في الوقت الحالي؟

- ليس تعاطفاً ولكني أتعجب ماذا يكون شعورها عندما تقدم شخصيتها بهذه الطريقة . ولازلت اعترض على سياساتها، بالرغم من إعجابي الشخصي بها .

هل التقيتِ تاتشر من قبل؟

- رأيتها مرة واحدة في حياتي ،2001 أثناء إلقائها محاضرة في جامعة ابنتي . بدت جميلة، وكان ذلك صادماً لنا لأننا في أمريكا نعتقد أنها امرأة رثة الثياب . امتدت المحاضرة لساعة كاملة، أعقبها جلسة تخللتها أسئلة وإجابات استمرت لساعة ونصف، نالت خلالها إعجاب الحضور .

ما أكثر الصعوبات التي واجهتكِ عندما جسدتِ شخصيتها؟

- كان الصوت أشد العقبات التي واجهتها، بالرغم من استماعي لها كثيراً وهي تتحدث على التلفاز، فقد أردت أن يكون الصوت مطابقاً تماماً لصوتها .

هل حصلتِ على مزيد من الأدوار بعد نجاحك في تجسيد شخصية السيدة تاتشر؟

- نعم حصلت على عديد من الأدوار، لا أدري ما السبب، ولكن أعتقد أنه بسبب تزايد أعداد السيدات التي تتولى اتخاذ القرار في هوليود، أو ربما لأن شركات الإنتاج لديها وعي كبير بالأفلام التي يمكنها أن تدر عوائد ضخمة . وأنا سعيدة لأنني مازلت أعمل .

هل كان التمثيل رغبة ملحة بالنسبة لكِ؟

- حقيقة الأمر، لم أكن حتى متأكدة من حبي للتمثيل إلى هذه الدرجة، أو من كونه مهنة بتلك الخطورة . فكنت اعتقد أنه شيء سخيف ومبتذل، ولكنه الآن أكثر الأشياء متعة في حياتي .

هل شعرت بالندم على اتخاذك أياً من القرارات المهنية؟

- إطلاقاً . ولكن منذ سنوات مضت، شعرت بالملل من هذا العبء العاطفي الثقيل الذي كنت أتحمله كلما بدأت استعد لأداء دور في عمل ما . وشعرت بأنني اكتفيت من هذه الأدوار، وتولدت لدي رغبة شديدة في الابتعاد عن هذا المجال، لذا لم أجد صعوبة في الانسحاب والعودة إلى أسرتي والاستمتاع بالحياة إلى جوار زوج محب، لم يتخل عني أبداً، وأربعة من الأبناء الذين لا يقلون روعة عن أبيهم . وأنا أؤمن تماماً بأن الشهرة والمكانة الرائعة التي أضافها عملي إلي، قليلة جداً إذا ما قورنت بالمتعة التي أجدها في القرب من أسرتي . ولكن الآن كبر الأبناء، ولم تعد لديهم الحاجة لأم ترعاهم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف