جريدة الجرائد

إلى هيئة كبار العلماء الموقرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

زينب غاصب


كلنا أيها السادة نجلكم، ونوقركم، ونقدر دوركم، وأهميتكم في الحياة كمصابيح منيرة يستضيء بها الناس في شؤون حياتهم الدينية، والدنيوية، والإسلام دين الحضارة، ودين الانفتاح على كل مستحدث، لا يتعارض مع جوهره ولا يعبث بمفاهيمه الثابتة التي هي أركانه من صوم، وصلاة، وزكاة، وحج، وقبل هذا غاية التوحيد الذي هو الإقرار بالعبودية المطلقة لله سبحانه وتعالى، والبشر ولدتهم أمهاتهم أحراراً، فلا هم عبيد للوعاظ، ولا هم عبيد للعابثين بالدين، بحسب أهوائهم، ولا لمن يستثيرون عواطف الناس ويلعبون بها، لتكون أهدافاً ومفتاحاً لفرض آرائهم الأحادية وإجبار الناس على إتباعها، والأخذ بها، مستغلين الدين في أبشع صورةٍ مخزيةٍ، أضرت بسماحته، وعدالته، واتساعه، حتى تراجع في حضارته الباهرة، وبعد أن كان النصارى في الأندلس يقبلون على كتب العلماء المسلمين ويكرهون كتب علمائهم، أصبح الآن المسلمون يكرهون كثيراً من كتب بعض المنتسبين للعلم جراء تطرفهم، وتشددهم، وطمسهم للكثير من معاني الدين الجميل التي سادت في العصر النبوي وما بعده، فلا فرق بين رجل وامرأة، وكل له تقديره في فكر أو علم، أو نحوه، والرسول "صلى الله عليه وسلم" يقول: "من قال لا إله إلا الله فقد عصم دمه، وماله، وعرضه"، فكيف بمن يؤدي كل فروضه وواجباته الدينية والإنسانية، فيفاجأ بمن يكفره علانية تحت مسميات ملغومة كالعلمانية، والليبرالية، وغيرهما من مسميات، لا يعرف معظم الناس مدلولاتها، ولا يفرقون بينها كنظام، أو معتقد.

أيرضيكم أيها السادة الأفاضل أن يظهر أحد - ممن يُسمي نفسه من العلماء - على إحدى الفضائيات يسب، ويشتم، ويقذف، ويخوّن، ويقول عن المثقفين أو غيرهم "ما يعدلون جزمة"، أكرمكم الله، متناسياً أنه هو صنيعة المثقفين الذين يردون عليه، أو ينتقدون آراءه، أهذه هي أخلاق العلماء والدعاة؟ أيرضيكم أن يقول: إن له رجاله الذين يأتون له بالأخبار من فندق "كذا"، وهناك من الشباب العاملين في الفندق من يوافيه بالأخبار، هل أعطى له الدين الإسلامي هذه الصلاحية ليتجسس على الناس؟ لم يبقَ إلا أن يرسل أعينه إلى منازل الناس ليتجسس عليهم؟ يقول، في البرنامج نفسه، الذي ظهر عليه، إن لديه أيضاً مجموعة من الملفات عن المثقفين وغيرهم، هل أعطى له الدين هذه الصلاحية أيضاً ليرصد أفعالهم وأقوالهم؟ أيرضيكم أن يقول: بتعالٍ وغرور ليذهبوا إلى المحكمة إن شاؤوا، في إشارة توحي بأن المحاكم الشرعية تقف في صفه، ليمنع المثقفين من التحاكم إليها، ويشكك في نزاهتها، وبذلك يعطل قانوناً شرعياً، بالتهديد والإيحاء، وكأن كل المحاكم تحت إمرته، هل أعطى له الدين هذه الصلاحية؟ هل أجاز له الدين أن يسخر من خلقة الله حتى يسخر من خلقة فلان وفلانة؟ هل أعطى له الدين الصلاحية في شرعنة العنف فيمن لا يستمع للنصيحة، ويقول: من لا يأتي باللين فليس له إلا الشدة؟ أهكذا أمر الله تعالى الدعاة أو غيرهم.

هل أعطاه الدين الصلاحية في مباركة قذف النساء من المثقفات وغيرهن وامتهان المرأة وتحقيرها؟ وتشكيك الآخرين في وطنيتهم؟ إنه يعلن على الملأ بأنه الحاكم بأمر الله، حتى علق أحد القراء على قوله "المرأة للبيت ثم القبر"، وهذا هو نتاج الفكر المتطرف، والخروج عن قواعد الدين.

أكتب لكم هذا لست بصفتي كاتبة على هذه الصفحة، ولا مثقفة، بل مواطنة تغار على دينها، الذي بدّل العابثون مفاهيمه، حتى أضحى الناس على شفا حفرة من الكره، والتناحر، والتصادم، في هذا الوطن الغالي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اسمعي يابنتي
المسعودي -

نحن هيئة كبارالعلماء هذا ردنا ان الشيخ المذكور جزاه االله خيرا قد اجتهد فان اصاب فله اجران وان اخظأ فله اجر نذهب الى متصل اخر ولكن بعد الفاصل

اسمعي يابنتي
المسعودي -

نحن هيئة كبارالعلماء هذا ردنا ان الشيخ المذكور جزاه االله خيرا قد اجتهد فان اصاب فله اجران وان اخظأ فله اجر نذهب الى متصل اخر ولكن بعد الفاصل

إلى السيدة زينب أقول
sahar -

نعم المحاكم الشرعية ملك رجال الدين، يظهر أنك لم تحتاجي للذهاب لها فلهذا انتي تجهلين ما يدور هناك. اسألي أي إمرأة احتاجت إلى المرور عبر محكمة هؤلاء، أي إمرأة ذهبت لا لتقول نعم أوافق على الزواج من فلان بل ذهبت لأي موضوع آخر. اسأليني فأنا اضطررت لتثبيت طلاقي الكندي عندهم لأنهم هم الحاكم بأمره حتى في بلد متعدد الطوائف كلبنان. نعم هم الآمر الناهي رغم وجود الدولة ونحن ما زلنا نسمي الظالم عالم، ما زلنا ننعتهم بالعلماء وهم أجهل الناس. أتعرفين أن كل إمرأة دخلت محكمتهم كانت كاليتيم على مأدبة لئيم؟ فلا حق لها لا بالطلاق لأنها ناقصات عقل ولا حق لها بالنفقة ولا بالحضانة (إلا مؤقتاً ريثما يرتب الرجل أموره) ولا حق لها إلا بنصف ميراث؟ آن الأوان أن نثور على هكذا واقع بدل أن نسايره. آن لنا أن نقول للظالم يا ظالم!

إلى السيدة زينب أقول
sahar -

نعم المحاكم الشرعية ملك رجال الدين، يظهر أنك لم تحتاجي للذهاب لها فلهذا انتي تجهلين ما يدور هناك. اسألي أي إمرأة احتاجت إلى المرور عبر محكمة هؤلاء، أي إمرأة ذهبت لا لتقول نعم أوافق على الزواج من فلان بل ذهبت لأي موضوع آخر. اسأليني فأنا اضطررت لتثبيت طلاقي الكندي عندهم لأنهم هم الحاكم بأمره حتى في بلد متعدد الطوائف كلبنان. نعم هم الآمر الناهي رغم وجود الدولة ونحن ما زلنا نسمي الظالم عالم، ما زلنا ننعتهم بالعلماء وهم أجهل الناس. أتعرفين أن كل إمرأة دخلت محكمتهم كانت كاليتيم على مأدبة لئيم؟ فلا حق لها لا بالطلاق لأنها ناقصات عقل ولا حق لها بالنفقة ولا بالحضانة (إلا مؤقتاً ريثما يرتب الرجل أموره) ولا حق لها إلا بنصف ميراث؟ آن الأوان أن نثور على هكذا واقع بدل أن نسايره. آن لنا أن نقول للظالم يا ظالم!