جريدة الجرائد

تركيا إلى أين؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد نور الدين

بقدر ما ينشغل العالم العربي بتركيا من زاوية تأثيرها وموقعها من التطورات الجارية في دول ldquo;الربيعrdquo; العربي، تغيب عن الساحة العربية الإعلامية والسياسية أيضاً تلك العواصف التي تعصف بالداخل التركي في شقيها العسكري والكردي، فضلاً عن القلق من موضوع الحريات الصحافية والسياسية .

يردد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان في كل خطاباته أنه نال خمسين في المئة من أصوات الناخبين . هذا يتيح له أن يحكم بمفرده لكنها لا تعني أن يتفرد بالقرارات التي تطال كل المجتمع، خصوصاً تلك التي تمس أسس النظام الذي يحاول حزب العدالة والتنمية أن يؤسسه منذ وصوله إلى السلطة في تعزيز الديمقراطية وتوسيع الحريات وإعداد دستور جديد ضامن لكل الهويات السفلى في المجتمع غير المعترف بها حتى الآن .

ليس من فترة يتعرض فيها أردوغان للانتقاد مثل هذه الفترة . والانتقاد يأتي من كل الأطراف، من الأكراد ومن القوميين ومن الليبراليين واليسار الاجتماعي كما من خارج الحدود ولا سيما الاتحاد الأوروبي . وحدها واشنطن لا تبدي مثل هذه الحماسة في الانتقاد، وهذا يجب ألا يريح أردوغان، كما قد يظن، بل أن يقلقه لأنه يمكن أن يفسّر الموقف الأمريكي ضمانة لعدم المساءلة في ما يكون يصل إلى نقطة لا عودة في إمكانية التراجع عن الخطأ .

تبدو أخطاء أردوغان بقوة في طريقة تعاطيه مع المسألة الكردية في شقها المدني، رغم أن العمليات العسكرية التركية ضد حزب العمال الكردستاني لا تجد غالباً مبررات منطقية لها، غير أن الاعتراض الشديد هو في طريقة تعاطي حكومة أردوغان مع الفئات والمجموعات المدنية التي تناصر المسألة الكردية، وليس تحديداً حزب العمال الكردستاني .

منذ انتهاء الانتخابات النيابية في يونيو/ حزيران الماضي والعلاقة في سوء يومي بين حكومة حزب العدالة والتنمية والقاعدة السياسية الكردية والمنظمات المدنية المدافعة عن الحريات . ومع أن الجميع كانوا يتوقعون أن يمرر أردوغان محطة الانتخابات للانتقال من موقع قوة إلى الانفتاح وطرح خطة جديدة جريئة لحل المشكلة الكردية إذا به يعتبر انتصاره الشعبي، لا البرلماني (لم ينل ثلثي المقاعد، 367 مقعداً، ولا 330 مقعداً الضرورية للذهاب إلى استفتاء شعبي)، مبرراً لشن أوسع حملة اعتقالات على كل منتقدي سياساته الكردية وغير الكردية .

بات التعبير عن موقف سياسي أو فكري أو صحافي لمعارضي أردوغان مجازفة وتذكرة للاعتقال والسجن، وشملت الاعتقالات كل الشرائح من صحافيين، حيث هناك تسعون صحافياً معتقلاً، ومثقفون وأساتذة جامعات ومخرجون وممثلون سينمائيون ونقابيون ورؤساء بلديات وجمعيات، وصودرت كتب لم تذهب بعد إلى المطبعة، فضلاً عن نواب فازوا وهم في السجن ولا يزالون .

وبالأمس لامست الإجراءات خطاً أحمر عبر انتهاك حرمة منزل النائبة الكردية ليلى زانا في أنقرة وخلعه وتفتيشه ومصادرة أجهزة كمبيوتر وغير ذلك، رغم أنه لا مذكرة بهذا الخصوص، وهي في الأساس تحظى بالحصانة النيابية .

زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو قسم المجتمع التركي إلى قسمين: قسم في السجن المغلق المعهود، وقسم في السجن الكبير المفتوح .

ويذكّر المخرج والكاتب جان دوندار بأنه عندما اقتحمت قوات الأمن في عام 1999 منزل النائبة المنتخبة التي لم يسمح لها بأداء اليمين، مروة قاواجي، وما لبث أن أسقطت المحكمة الدستورية عضويتها النيابية، قامت قيامة الإسلاميين حينها، وكان معهم حق . لكن يتساءل دوندار عن سبب تكرار أردوغان اليوم مع ليلى زانا الخطأ نفسه الذي ارتكبه المتشددون حينها بحق قاواجي .

ترى النائبة غولتان قاشاناق نائبة رئيس حزب السلام والديمقراطية الكردي أن نيل أردوغان خمسين في المئة من الأصوات لا يعني أنه وحده يملك المعرفة . وتساءلت أن هتلر كان وراءه الملايين لكن بماذا يذكره الناس اليوم؟

أما رئيس الحزب نفسه، صلاح الدين ديميرطاش، فلا يجد فرقاً بين الانقلابات العسكرية التي كان ينفذها العسكر وبين الانقلاب الأمني الذي ينفذه حزب العدالة والتنمية اليوم، متهماً أردوغان بأنه أعطى أوامره لمحو الأكراد، فيما يرى الكاتب الليبرالي المعروف حسن جمال أن حملة الحكومة على المتهمين بدعم الإرهاب غير مقنعة، وكلما تواصلت حملة الاعتقالات بالوتيرة الحالية تتأكد صوابية الرأي الذي يتهم حكومة أردوغان بأنها تتحول إلى حكومة شمولية قامعة لكل أنواع الحريات .

فهل يدرك أردوغان خطورة المرحلة التي تمر بها تركيا في ظل العواصف التي تهز المنطقة، وتركيا جزء منها، بل تطرح نفسها ldquo;نموذجاًrdquo; لها؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تركيا بين الحزم والحكمه
عبدالله العثامنه -

تركيا محاطه بالأعداء احاطة السوار بالمعصم والقاده الأتراك يعلمون ذلك فأوروبا المسيحيه لا تريد ان ترى تركيا الأسلاميه تزداد قوة يوما بعد يوم ان من الناحيه الأقتصاديه او من الناحيه العسكريه كذلك سوريا لديها ثأر لا تخفيه تسعى لأخذه من الأتراك لتخفيف الضغط عنها... العراق حدث ولا حرج فحزب العمال الكردستاني يجد الدعم اللوجستي ويتلقى المعونات الماليه والأستشارات العسكريه والتحريض من العديد من الفرقاء العراقيين وايران ايضا تقف بقوه وراء حزب العمال الكردستاني سرا بعد ما تلاقت مصالحها معه ومع الأخرين في ضرب تركيا واضعافها... واسرائيل تسعى ايضا للأنتقام وتلقين الأتراك دروسا تذهلهم عن فضح اسرائيل وسياستها وعن الأهانات والصفعات الغير مسبوقه التي تلقتها على يد الأتراك ...اذن اسرائيل وايران وسوريا واطراف اوروبيه اجتمعوا على تقويض تركيا وكلهم مجتمعين لهم انصار في الداخل التركي يحركونهم كالدمى مما يضطر اردوغان للتعامل معهم ليأتي من يقول: حرية الصحافه!! حقوق الأنسان!! الحريه في خطر!! القمع الأردوغاني!! الديكتاتوريه الأردوغانيه!! يا سيدي تركيا تجر جرا الى مواقف تحرجها وتعريها وتفتح عليها ابواب الجحيم،،، لكني متأكد من حكمة قادة تركيا وحزمهم ورجاحة عقولهم.

تركيا بين الحزم والحكمه
عبدالله العثامنه -

تركيا محاطه بالأعداء احاطة السوار بالمعصم والقاده الأتراك يعلمون ذلك فأوروبا المسيحيه لا تريد ان ترى تركيا الأسلاميه تزداد قوة يوما بعد يوم ان من الناحيه الأقتصاديه او من الناحيه العسكريه كذلك سوريا لديها ثأر لا تخفيه تسعى لأخذه من الأتراك لتخفيف الضغط عنها... العراق حدث ولا حرج فحزب العمال الكردستاني يجد الدعم اللوجستي ويتلقى المعونات الماليه والأستشارات العسكريه والتحريض من العديد من الفرقاء العراقيين وايران ايضا تقف بقوه وراء حزب العمال الكردستاني سرا بعد ما تلاقت مصالحها معه ومع الأخرين في ضرب تركيا واضعافها... واسرائيل تسعى ايضا للأنتقام وتلقين الأتراك دروسا تذهلهم عن فضح اسرائيل وسياستها وعن الأهانات والصفعات الغير مسبوقه التي تلقتها على يد الأتراك ...اذن اسرائيل وايران وسوريا واطراف اوروبيه اجتمعوا على تقويض تركيا وكلهم مجتمعين لهم انصار في الداخل التركي يحركونهم كالدمى مما يضطر اردوغان للتعامل معهم ليأتي من يقول: حرية الصحافه!! حقوق الأنسان!! الحريه في خطر!! القمع الأردوغاني!! الديكتاتوريه الأردوغانيه!! يا سيدي تركيا تجر جرا الى مواقف تحرجها وتعريها وتفتح عليها ابواب الجحيم،،، لكني متأكد من حكمة قادة تركيا وحزمهم ورجاحة عقولهم.

تركيا اختار الأسلام السيا
هولير -

تركيا اختار الأسلام السياسي لارضاء أمريكا والشعب التركي كالاغنام يريدون راعي اسلامي المسمي (العدالة والتنمية ) لانهم قوميون قبل أن يكونوا مسلمون والاسلام التركي أو العثمانية الجديدة المصنوع في تل ابيب خير من التمدد الايراني والتطرف الوهابي التكفيري لاسرائيل وامريكا ، والاتراك يرضون باي شيء ماعدا تقسيم تركيا واعطاء الأكراد حقوقهم واللذين يشكلون 35% من الشعب التركي والربيع العربي يحرق الاخضر واليابس لذا تري أن تركيا غير متحمسة لنجاح الثورة السورية والموساد لايرغب بها ولكن النجاح تحصيل حاصل رغم أنوف أعداء الشعوب في الشرق الأوسط من قيادات اليهود والاتراك والفرس والدكتاتورٍين في طرقيهم إلي جحيم صدام في الدنيا قبل الأخره وعوائلهم يرون نفس المصير في فنادق دبي أو عمان هولير

تركيا اختار الأسلام السيا
هولير -

تركيا اختار الأسلام السياسي لارضاء أمريكا والشعب التركي كالاغنام يريدون راعي اسلامي المسمي (العدالة والتنمية ) لانهم قوميون قبل أن يكونوا مسلمون والاسلام التركي أو العثمانية الجديدة المصنوع في تل ابيب خير من التمدد الايراني والتطرف الوهابي التكفيري لاسرائيل وامريكا ، والاتراك يرضون باي شيء ماعدا تقسيم تركيا واعطاء الأكراد حقوقهم واللذين يشكلون 35% من الشعب التركي والربيع العربي يحرق الاخضر واليابس لذا تري أن تركيا غير متحمسة لنجاح الثورة السورية والموساد لايرغب بها ولكن النجاح تحصيل حاصل رغم أنوف أعداء الشعوب في الشرق الأوسط من قيادات اليهود والاتراك والفرس والدكتاتورٍين في طرقيهم إلي جحيم صدام في الدنيا قبل الأخره وعوائلهم يرون نفس المصير في فنادق دبي أو عمان هولير

اردوغان دیکتاتور جدید
محمد زاویتی -

کلما تقراء و تسمع خطابات اردوغان ، تلاحظ بانه یعتبر نفسه‌ و نظامه‌ وصی علی العالم الاسلامی و انهم منقذون جدد! .یهدد الانظمة و ینصح الاخریات بان یحترم لدیهم حقوق الانسان و و الرآی الاخر.فحین تقرآ و تتمعن فی السیاسة الداخلیة الترکیة تری بانها ای ترکیا تعیش فی ازمة حقیقیة لاتحسد علیها و الاکثر من هذا ترێ بان بعض دول المستبدة فی المنطقة فی قسم من النواحی السیاسیة و الاجتماعیة احسن بکثیر من وضع ترکیا!.فی ترکیا لاتوجد قضاء مستقل بل مسیس و تستعمل لتصفیة حسابات السیاسیة ، هذا ماجاء فی تقریر المعهد الدولی للازمات .ان اکثر من 100 صحفی قابعون فی سجون اردوغان دون محاکمة ، الصین معرف عالمیا بانها لاتحترم فیها حقوق الانسان و تعداد سکانها 20 مرة اکثر من ترکیا لاتوجد فی سجونها الا 25 صحفیا !.و اما بالنسبة لوضع الاکراد فحدث و لاحرج ، الان یعیش الکرد فی ترکیا فی حالة مزریة و غیر انسانیة و یعیشون کما عاشوا اکراد العراق فی زمن صدام ، حیث القتل ، تخریب القری ، تعذیب و زج النشطاء فی السجون و استخدام اسلحة الکمیاویة و المحرمة دولیا ضد الحزب العمال الکردستانی و قتل المدنیین و الخ.ان اردوغان و سیاسة حزبه‌ لایمکن وصفه‌ الا ب الدیکتاتوریة و بات معلوما للجمیع ان خطاباته‌ الرنانة حول الدیموقراطیة و حقوق الشعوب ماهی الا کذبة کبیرةو نفاق سیاسی کبیر.

اردوغان دیکتاتور جدید
محمد زاویتی -

کلما تقراء و تسمع خطابات اردوغان ، تلاحظ بانه یعتبر نفسه‌ و نظامه‌ وصی علی العالم الاسلامی و انهم منقذون جدد! .یهدد الانظمة و ینصح الاخریات بان یحترم لدیهم حقوق الانسان و و الرآی الاخر.فحین تقرآ و تتمعن فی السیاسة الداخلیة الترکیة تری بانها ای ترکیا تعیش فی ازمة حقیقیة لاتحسد علیها و الاکثر من هذا ترێ بان بعض دول المستبدة فی المنطقة فی قسم من النواحی السیاسیة و الاجتماعیة احسن بکثیر من وضع ترکیا!.فی ترکیا لاتوجد قضاء مستقل بل مسیس و تستعمل لتصفیة حسابات السیاسیة ، هذا ماجاء فی تقریر المعهد الدولی للازمات .ان اکثر من 100 صحفی قابعون فی سجون اردوغان دون محاکمة ، الصین معرف عالمیا بانها لاتحترم فیها حقوق الانسان و تعداد سکانها 20 مرة اکثر من ترکیا لاتوجد فی سجونها الا 25 صحفیا !.و اما بالنسبة لوضع الاکراد فحدث و لاحرج ، الان یعیش الکرد فی ترکیا فی حالة مزریة و غیر انسانیة و یعیشون کما عاشوا اکراد العراق فی زمن صدام ، حیث القتل ، تخریب القری ، تعذیب و زج النشطاء فی السجون و استخدام اسلحة الکمیاویة و المحرمة دولیا ضد الحزب العمال الکردستانی و قتل المدنیین و الخ.ان اردوغان و سیاسة حزبه‌ لایمکن وصفه‌ الا ب الدیکتاتوریة و بات معلوما للجمیع ان خطاباته‌ الرنانة حول الدیموقراطیة و حقوق الشعوب ماهی الا کذبة کبیرةو نفاق سیاسی کبیر.