جريدة الجرائد

المذيعات السعوديات غير مرحب بهن في التلفزيون السعودي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالرحمن الناصر

في الوقت الذي نجد فيه اهتماماً حكومياً وشعبياً بمسألة توطين الوظائف ومنح الشباب السعودي فرصة العمل وبالذات في القطاع الحكومي، نرى أن التلفزيون السعودي بقنواته المتعددة يعمل على تهميش "المذيعة" السعودية في مقابل إبرازه المذيعة العربية المقيمة في المملكة. ومع احترامنا وتقديرنا الكبير لكل عربي جاء ليشاركنا بناء هذا الوطن إلا أننا نسأل: أليست المذيعة السعودية أحق بهذه الوظيفة خاصة أنها أظهرت جدارة في القنوات الخاصة؟، وأليس تلفزيوننا الحكومي مطالبٌ بأن يهتم بالمواهب السعودية ويبرزها؟.

عندما تشاهد قناة "الإخبارية" على سبيل المثال تستغرب من من يظهرن على شاشتها من مذيعات ب "سحنة" مختلفة وب "ثقافة" بعيدة عنا وب "لهجة" محلية ركيكة متكلفة تفضح جنسياتهن الحقيقية. فلماذا كل هذا الاجتهاد "المخجل" من قبل تلفزيوننا؟. لم لا يأتي بمذيعة سعودية تعرف ثقافة البلد وتتقن اللهجة؟.


كانت سعودة المذيعات مطلباً مهماً عندما بدأت القناة في بثها قبل سنوات، ورأينا في تلك الفترة عددا من المذيعات السعوديات المتمكنات اللاتي جعلن من قناة الإخبارية منافساً قوياً، ومن هذه المذيعات نذكر ريما الشامخ، شفاها الله، وطرفة عبدالرحمن، وبثينة النصر. كانت القناة مصدر فخر لنا بسواعدها الوطنية من مذيعين ومذيعات ينتمون لنا ويتحدثون بلساننا.

وللأسف بعد سنوات تقلص هذا العدد كثيراً ليكون البديل مجموعة كبيرة من المقيمات ممن يفتقدن الهوية الإعلامية المحلية، ويرتكبن أخطاء لغوية بشكل يومي، حتى إنهن لا يعرفن أسماء المسؤولين في الدولة ولا يعرفن مناصبهم. نرى ذلك في الوقت الذي توجد فيه المذيعة السعودية بكل كفاءة في القنوات الخاصة مثل ريما محمد، التي تألقت في قناة الاقتصادية قبل انتقالها لإذاعة روتانا.


البعض قد يحتج بأن عدم ظهور المذيعة السعودية في تلفزيوننا الحكومي يرجع إلى خصوصيتنا وثقافتنا التي تمنع الفتاة من العمل في المجال الإعلامي، وقد يكون هذا عامل مؤثرا بشكل ما، لكن الأكيد أن كثيراً من المذيعات قد تجاوزن هذه المخاوف واقتحمن المجال الإعلامي، وأظهرن فيه مقدرة عالية وبالشكل المحتشم، الذي يناسب عاداتنا وتقاليدنا، والدليل هو كم الأسماء النسائية السعودية التي يتشرف بهن الوطن والموجودات هنا وهناك من دون أن ينتبه لهن التلفزيون الحكومي!.


إن ما يحز في النفس أن الموهوبات والخريجات السعوديات في مجال الإعلام يتم وأدهن عبر حرمانهن من العمل التلفزيون، فيتحول طموح الواحدة منهن من مذيعة إلى معدة أو منسقة أو إدارية، ويتركن الضوء والشهرة لزميلاتهن المقيمات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف