جريدة الجرائد

تنحي الأسد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طه خليفة

المبادرة العربية الجديدة لحل الأزمة في سوريا تدعو بشار الأسد بوضوح للتنحي، وهي تأتي على غرار المبادرة الخليجية بشأن اليمن التي وفرت خروجًا آمنًا وحصانةً من الملاحقة والمحاكمة للرئيس علي عبدالله صالح رغم الدماء التي سالت.

هذه الخطة هي أفضل ما كان يمكن أن يخرج عن الجامعة العربية في ظل الوضع العربي الراهن، والموقف الدولي الفاقد للتأثير بفعل الحماية الروسية الصينية للنظام العائلي الدموي بمجلس الأمن، وتعقيدات الإقليم الملتهب الذي يوفر للنظام السوري بعض الأمان من العقاب بعكس ما حصل سريعًا في ليبيا.
ورغم أن الأسد وأجهزة أمنه وجيشه وشبيحته يغوصون في دماء السوريين الأبرياء ويقمعون بوحشية ثورة سلمية فإن مبادرة مثل هذه تمثل حبل إنقاذ له من مأزقه العميق حيث فشل في الإصلاح السياسي الحقيقي لأنه غير قادر عليه، كما فشل في إخماد الثورة، أو كسر إرادة الشعب الثائر طوال عشرة أشهر، لكنه لم ينتهز الفرصة ويتجاوب مع المبادرة ويلتزم ببنودها ويرحل، وتقديري أنه يسير في طريق الانتحار وتدمير البلد على رأسه ورأس السوريين منذ لجأ إلى حل واحد ووحيد وهو الحل الأمني.
ليس غريبًا أن يرفض هذا النظام الحل العربي الجديد ذلك أنه نظام أمني لا يفكر بعقله إنما ببندقيته، معتبرًا أن سوريا ملك خاص بآل الأسد وأنه لا يمكن التفريط فيها حتى آخر نفس. هذا هو دأب الطغاة في كل العصور، ونهايتهم تكون مأساوية، لكنهم لا يتعظون، والأسد الصغير ليس بحاجة لعبرة من التاريخ القديم، فهناك أربعة طغاة عرب على شاكلته كانوا يجلسون بجواره على طاولة القمة العربية قد سقطوا خلال عام واحد فقط ولم يستطيعوا الصمود أمام إصرار شعوبهم على رحيلهم رغم شراسة القتل أيضًا .
الأسد يعاند، ويواصل تعامله الأمني الفظّ المتخلف مع شعبه بمساعدة حزب الله، والحرس الثوري الإيراني، اللذين يشاركانه في قتل السوريين. هل رأيتم نظامًا كهذا يدعي أنه عروبي وقومي وأنه حائط الصد المقاوم الممانع ثم يحارب شعبه لأنه يريد الحرية والكرامة والعدالة، ويستعين في حربه بحلفائه من الطغاة أمثاله؟ . هل يستحق مثل هذا النظام أن يعيش يومًا إضافيًا، أو أن يخرج من تلك المجزرة بسلام دون حساب أو عقاب، وهو ما توفره له المبادرة الجديدة لو تعامل معها بإيجابية ليحفظ البلد التي تنزلق لحرب أهلية طائفية مذهبية هو يخطط لها ويعمل على جرّ سوريا إليها ليغطي على فشله في الحل سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا.
أهم ما في المبادرة أنها تحوز إجماعًا عربيًا، ولم يرفضها حلف دمشق داخل الجامعة : السودان والعراق والجزائر التي تحفظت فقط على جزئية الذهاب لمجلس الأمن، أما لبنان فقد قال إنه ينأى بنفسه عن القضية ،وهو موقف مائع لبلد مائع موزع الولاءات الخارجية لا قرار وطنيًا له. لبنان بلد محكوم بطائفيات سياسية مذهبية دينية أشدها الآن ما يعيشه تحت سيطرة سلاح وحكومة حزب الله.
وأهم خطوات المبادرة العربية هي التوجه لمجلس الأمن لتبنيها، فذلك سيعطيها قوة وفاعلية دولية وسيوفر مزيدًا من الضغط على الأسد، وهذا يعني أن العرب جادون بشأن مبادرتهم وأنها لم تكن هروبًا للأمام من ضغط الشارع العربي، وهي رسالة لا تخطئها عين بأن هناك إجماعًا عربيًا على فقدان شرعية الأسد وضرورة رحيله. مجلس الأمن سيكون شريكًا في المبادرة وفي ضمانها وتفعيلها دون اللجوء للقوة، وهنا سيتم إفساد حجج روسيا والصين اللتين ترفضان استخدام القوة ضد حليفهما، وهما تطالبان بالحل السياسي والمبادرة سياسية بامتياز وإذا كان البلدان راغبين في الحل والحفاظ على حليفهما فليقنعاه بقبول المبادرة وإيقاف القتل الذي حصد حتى الآن أكثر من 6500 شهيد، وإلا فهما شريكان في حمام الدم.
الذهاب لمجلس الأمن خطوة طال انتظارها لبلورة موقف دولي موحد تجاه هذا النظام الذي ينتمي للقرون الوسطى، ولو كان النظام العائلي لديه بقية من العقل لتجاوب مع المخرج الذي يوفره له العرب لأنه صار بلا مستقبل، وإذا واصل الرفض فلتكن هناك عقوبات دولية مشددة تتصاعد لتصل إلى أقصاها وبكل الوسائل الممكنة حتى سقوطه أو إسقاطه.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا مصر
محمد السوري -

تحية للكاتب ونطقه كلمة الحق في زمان السلاطين الجائرين , وتحية إلى الشعب المصري الباسل وثورته العظيمة , ولكن المحير هو موقف الخارجية المصرية (المجلس العسكري) من الشعب السوري داخل الجامعة , لماذا يصر العسكر في مصر على حماية عائلة الأسد المارقة والوقوف معهم داخل أروقة الجامعة , لماذا لا تقود مصر القاطرة العربية لإجبار نظام الإرهاب الأسدي على الرحيل ونحن نعرف قدرة مصر على ذلك لو اراد المجلس العسكري , نرجوا أن تتحرر الخارجية المصرية من موقفها المدافع عن عصابة الإرهاب الأسدية, لذلك يحق لنا أن نسأل أين أنت يا مصر

يا مصر
محمد السوري -

تحية للكاتب ونطقه كلمة الحق في زمان السلاطين الجائرين , وتحية إلى الشعب المصري الباسل وثورته العظيمة , ولكن المحير هو موقف الخارجية المصرية (المجلس العسكري) من الشعب السوري داخل الجامعة , لماذا يصر العسكر في مصر على حماية عائلة الأسد المارقة والوقوف معهم داخل أروقة الجامعة , لماذا لا تقود مصر القاطرة العربية لإجبار نظام الإرهاب الأسدي على الرحيل ونحن نعرف قدرة مصر على ذلك لو اراد المجلس العسكري , نرجوا أن تتحرر الخارجية المصرية من موقفها المدافع عن عصابة الإرهاب الأسدية, لذلك يحق لنا أن نسأل أين أنت يا مصر

الدكتاتوريه وراثه ايضا
نزار الحافي -

الاسد الابن تربى في بيت دكتاتوري طائفي بامتياز ولذلك فكل اناء ينضح بما به ولكن في المقابل الشعب السوري سليل امم عريقه ونفسه كان طويلا في حمل الظلم من نظام يدعي العروبيه والممانعه والمقاومه شعارات جوفاء لا وجود لها على ارض الواقع و نفسه سوف يكون طويلا للخروج بثورته الى فضاء الحريه التي ينشدها جميع اطياف شعبه.

الدكتاتوريه وراثه ايضا
نزار الحافي -

الاسد الابن تربى في بيت دكتاتوري طائفي بامتياز ولذلك فكل اناء ينضح بما به ولكن في المقابل الشعب السوري سليل امم عريقه ونفسه كان طويلا في حمل الظلم من نظام يدعي العروبيه والممانعه والمقاومه شعارات جوفاء لا وجود لها على ارض الواقع و نفسه سوف يكون طويلا للخروج بثورته الى فضاء الحريه التي ينشدها جميع اطياف شعبه.

امنعوا العائلة عن الحكم
وليد من لبنان -

القاسم المشترك بين الدكتاتوريات الجمهورية التي سقطت في العالم العربي خلال العام الماضي هو حكم العائلة التي فاقت جميع الانظمة الملكية بسطوتها وجشعها واستبدادها حتى جعلونا نحب الملكية ونفضلها على الديمفراطيات الشعبية المزيفة, وعائلة الاسد التي طبعت سوريا باسمها وابقت شعبها في العصور الوسطى حيث كانت عبادة الفرد سائدة لن يكون مصيرها للاسف افضل من زميلاتها التي انطوت الى غير رجعة, فهل يتعظ الطغاة عبر التاريخ؟؟؟؟

امنعوا العائلة عن الحكم
وليد من لبنان -

القاسم المشترك بين الدكتاتوريات الجمهورية التي سقطت في العالم العربي خلال العام الماضي هو حكم العائلة التي فاقت جميع الانظمة الملكية بسطوتها وجشعها واستبدادها حتى جعلونا نحب الملكية ونفضلها على الديمفراطيات الشعبية المزيفة, وعائلة الاسد التي طبعت سوريا باسمها وابقت شعبها في العصور الوسطى حيث كانت عبادة الفرد سائدة لن يكون مصيرها للاسف افضل من زميلاتها التي انطوت الى غير رجعة, فهل يتعظ الطغاة عبر التاريخ؟؟؟؟

رهان فاشل على الحكام
مصطفى المختار -

عندما استلم الرئيس بشار الاسد الحكم عام 2000 بعد تعديل دستوري شكلي راهنت امام بعض الاصدقاء على انه لن يحكم اكثر من سنتين نظرا لتردده في الكلام وتلعثمه وعدم ايجاد الالفاظ والتعابير المناسبة من جهة ولعدم قدرته الشخصية والفكرية لهكذا منصب صعب على شاب في مقتبل العمر, مرت الفترة وواجهت الاصدقاء وحاولت ايجاد التبرير لعدم سقوطه بعد سنتين ,ولكن اصريت على انه سوف يسقط يوما ما بالضربة القاضية وليس بالنقاط وها ان رهاني يقترب من التحقيق .....

رهان فاشل على الحكام
مصطفى المختار -

عندما استلم الرئيس بشار الاسد الحكم عام 2000 بعد تعديل دستوري شكلي راهنت امام بعض الاصدقاء على انه لن يحكم اكثر من سنتين نظرا لتردده في الكلام وتلعثمه وعدم ايجاد الالفاظ والتعابير المناسبة من جهة ولعدم قدرته الشخصية والفكرية لهكذا منصب صعب على شاب في مقتبل العمر, مرت الفترة وواجهت الاصدقاء وحاولت ايجاد التبرير لعدم سقوطه بعد سنتين ,ولكن اصريت على انه سوف يسقط يوما ما بالضربة القاضية وليس بالنقاط وها ان رهاني يقترب من التحقيق .....