جريدة الجرائد

إسرائيل.. هل قتل أوباما هو الحل؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إميل أمين


هل بات اغتيال الرئيس الأميركي باراك أوباما وتصفيته جسديا، هو الحل المتبقي أمام إسرائيل لدفع الولايات المتحدة الأميركية لشن هجوم على إيران؟

الاقتراح ليس عبارة عبثية في مسرحية لصموئيل بيكيت، بل تصريح أخير صدر عن صحافي يهودي أميركي كبير، يطالب جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" باغتيال أوباما.

الخبر كما أوردته صحيفة "اتلانتا تايمز" اليهودية، يشير إلى اقتراح "اندرو أدلر" رئيس التحرير، على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بالنظر في تصفية أوباما عبر فرق الموساد "كيدون"، وذلك بسبب تردده في أخذ قرار بالموافقة على توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي لدرء خطره عن إسرائيل.

ما الذي يحدث إذا اغتال الموساد أوباما بحسب رؤية "أندرو ادلر"؟ سينتقل الحكم لنائبه، حيث يفترض أن يقود سياسة تساعد خلالها الدولة اليهودية في محو أعدائها.

هل أوباما عدو لإسرائيل ويستحق بالفعل التصفية الجسدية؟

في حفل عشاء جرى مؤخرا في بيت "جاك روزن" رئيس منظمة "الكونغرس الأميركي اليهودي"، والهدف منه جمع تبرعات لحملة أوباما الرئاسية الانتخابية الجديدة، عبر أحد زعماء اليهود الأميركيين عن مشاعر القلق داخل يهود أميركا، بشأن دعم إدارة أوباما لإسرائيل والعلاقات بين البلدين.. ما الذي قاله أوباما الذي كان ضيف الشرف؟

بداية قدم أوباما تأكيدات قوية لالتزامه بالحفاظ على أمن إسرائيل، وأشار إلى أن حكومته فعلت من أجل أمن دولة إسرائيل، أكثر مما فعلته أي حكومة أميركية سابقة، وأضاف أنه: "حينما يتصل الأمر بأمن إسرائيل فإننا لا نساوم.. وسوف يستمر هذا الموقف"..

هل يكفي ذلك "اندرو أدلر" كي يطلب العفو والسماح لأوباما؟

يبدو أن الأخير كان عليه أن يقدم أكثر في تلك الليلة، وهذا ما جرى بالفعل، إذ شدد أوباما على أنه "لا يوجد حليف للولايات المتحدة أهم من إسرائيل"، وأشار كذلك إلى "التعاون الاستخباري الذي يجري بشكل ناجع بين واشنطن وتل أبيب، بطريقة تضمن على سبيل المثال بناء "القبة الحديدية" لحماية تل أبيب من الصواريخ". ولعل الذي لم يقله أوباما في تلك الليلة، يتعلق بشأن الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل في رفضها لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، وتهديد إدارته باستخدام حق النقض "الفيتو"، إضافة إلى فتح الترسانة العسكرية الأميركية لتزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث القنابل الخارقة للتحصينات، والمصادقة على تسليحها بطائرات حربية من طراز "اف35"، التي لا توجد إلا في القوات الجوية الأميركية.

هل يفهم من التصريحات الأخيرة لادلر، لماذا وصف هنري كيسنجر الأميركي اليهودي بقسوة غير مسبوقة جماعته الدينية الأميركية، أي يهود أميركا؟

في أواخر شهر نوفمبر المنصرم، أشارت وثائق كشف عنها حديثا في الولايات المتحدة، وتخص هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأشهر في سبعينات القرن المنصرم، يصف فيها يهود الولايات المتحدة بـ"اللقطاء" و"خدام أنفسهم فقط"، وأنهم "لا يؤتمنون على سر".

ويتساءل كيسنجر في حديث مطول مع "لانر غرامانت"، أحد مستشاري الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون والذي كان قد تلقي سيلا من المطالبات لتحقيق مصالح ليهود أميركا: "هل هناك مجموعة أنانية أكثر من اليهود"؟ وعندها عقب غرامانت بالقول: "لا، حتى في كل العالم".

هل ستؤثر دعوة أدلر على مشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبل؟

الشاهد أنه إذا كان أوباما قد حصل في انتخابات عام 2008 على دعم اليهود بنسبة 78%، فإن استطلاعا أخيرا جرى في أواخر شهر يوليو الماضي، أجراه "ديك موريس" ونشر في موقعه على الانترنت، أشار إلى انخفاض هذه النسبة إلى 56%. وقد كان الباعث الرئيس على هذا التوجه، هو طلب أوباما من إسرائيل، وقتها ـ وقبل أن يغير موقفه لاحقا ـ أن تتبنى حدود 1967 وتبادل الأراضي، باعتبارهما نقطتي البدء في التفاوض السلمي، على أن هذه النسبة قد ارتفعت لاحقا بعد خطاب أوباما في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، المساند بامتياز لإسرائيل.

وفي كل الأحوال، تبقى العلاقات الأميركية الإسرائيلية أرفع وأنفع من مجرد تصريحات عبثية، لا سيما في ظل حاجة واشنطن لإسرائيل كوكيل لها في المنطقة، وبصورة خاصة بعدما قررت التوجه إلى الباسيفيك للاهتمام بالصين، وحاجة تل أبيب إلى مزيد من الدعم الأميركي المالي والعسكري والمعنوي، في ظل صحوة عربية إسلامية في الدول المحيطة بها. وعليه، ربما يكون أوباما، وخلافا لدعوات ادلر، هو جواد اليهود الأميركيين الرابح، والذي سيخسر ادلر وجماعته كثيرا إن أرسل نتانياهو وحدات الاغتيالات الخارجية في الموساد "كيدون"، للقاء أوباما في واشنطن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف