جريدة الجرائد

تفاحة الكويت وأنياب "اللبننة"!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

راجح الخوري


عرفنا دائماً ان الكويتيين يحبون لبنان ولكننا لم نكن نعرف انهم سيقعون في مصيبة "اللبننة"، وها هم يسيرون على طريقنا البائس في تدمير الدولة وتهشيم تجربتهم الديموقراطية التي طالما نُظر اليها كواحة سياسية تلفح دول الخليج.
لم يذهب الكويتيون مثلنا الى الحرب الاهلية والحمد لله، لكن المستغرب ان نجد بينهم من لا يرى او يتعلم من دروس الآخرين فيصّر على دفع وطنه الى النتائج الكارثية لهذه الحروب. والمستغرب اكثر ان الكويت وقد تعرضت للغزو وخرجت منه كطائر الفينيق، والتي تلفحها رياح اقليمية تحمل استهدافات بغيضة سواء من الشمال او من الشرق، تجد نفسها في دوامة تعطيل مستمر!
قبل يومين اقر مجلس الوزراء الكويتي مشروع مرسوم بحل مجلس الامة ورفعه الى امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، في خطوة كانت متوقعة لتمهيد الطريق امام انتخابات برلمانية جديدة ولانهاء الجمود السياسي الذي يشل البلاد ويشكل محطة جديدة في مسلسل التعطيل الذي نعرفه جيداً في لبنان.
من المثير ان يصبح مجلس الامة الكويتي، الذي انتخب عام 2009 وقد حلّ اول مرة في كانون الاول من عام 2011، اول مجلس يحل مرتين بمرسوم اميري بعدما وقع في التعطيل وتعذّر عليه عقد جلساته لعدم اكتمال النصاب، وبذلك يكون سادس برلمان يتم حلّه منذ عام 2006 ، وهو ما يدعو الى التساؤل:
هل يمكن انتخابات جديدة تتم وفقاً للتوزيع السابق للدوائر الانتخابية ومع بقاء الانقسام الذي يضرب في الحياة السياسية، ان تنتج مجلساً مختلفاً يملك حداً ادنى من التجانس الذي ينهي مرحلة التعطيل التي تشلّ السلطتين التشريعية والتنفيذية منذ اعوام، الأمر الذي ينعكس تهشيماً لأسس الدولة وبنائها؟
كان لبنان قبل اعوام يشبه "قسطنطينية سياسية" تحترق اسوارها بنيران اهلها والغرباء وهو ما يضعه حتى اليوم في عين اخطار مصيرية، فهل يجوز للكويتيين ان يجعلوا من وطنهم قسطنطينية مشابهة تلتهمها نيران خلافاتهم والآخرين، وخصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة ومع الاستهدافات الاقليمية التي تنظر الى الكويت على انها "تفاحة الخليج" يجب أكلها؟
في 21 تشرين الاول عام 2008 افتتح الشيخ صباح الاحمد الصباح دورة مجلس الامة قارعاً جرس الانذار: لقد تأخرنا كثيراً عن ركب قطار التنمية والتطور ولم يعد من المقبول هدر الوقت والامكانات... إن التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية امر حتمي... إن العلاقة الحكيمة بمحيطنا امر ضروري... إن الوحدة الوطنية خط احمر... وليس مقبولاً على الاطلاق اثارة النعرات الطائفية والعصبية القبلية.
عندما تصبح هذه الكلمات جوهر اقتناع المرشحين الكويتيين وبرنامجهم الانتخابي تستعيد الكويت دورها كمنارة للديموقراطية في الخليج.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف