من ينقذ سورية من عملية سفك الدماء؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علي محمد الفيروز
يعيش مقاتلو الجيش السوري الحر أحلك الظروف هذه الايام نظراً لما نشاهده من قتال في معارك شرسة واشتباكات أهلية عنيفة بينه وبين قوات نظام الرئيس بشار الأسد خصوصا في مدينة حلب "داخل أقسام السوق القديمة" حيث تدور معارك اشبه ما يكون بحرب الشوارع نتجت عنها مجازر مروعة قضى فيها عشرات الضحايا الأبرياء، فلم يرحم "الشبيحة" هؤلاء الشيوخ والعجائز والاطفال الصغار من شعبهم وتجرد الديكتاتور من الانسانية ومن الرحمة والشفقة من اجل كرسي الحكم والسلطة وبقاء نظامه البعثي البائد بإذن الله، فبالرغم من النصائح والمناداة من جميع رؤساء العالم لحضه على الانسحاب وترك شعبه ليحدد مصيره دون الخوض في حرب أهلية مدمرة الا ان تعنته وكبرياءه لا يجعلانه يستسلم بسهولة، وهذا حال معظم الرؤساء العرب! وأمثال مصير العقيد المقبور معمر القذافي كثيرون، وكذلك سيكون الحال مع الطاغية بشار الاسد الذي لا يعترف بالحساب والعقوبة بل يتمادى في جبروته وافعاله الإجرامية، ليسقط العشرات من القتلى والجرحى.
والسؤال هنا: أين دور رؤساء الدول الكبرى من هذه الانتهاكات الجسيمة؟ وأين الهيئات والمنظمات الدولية لحقوق الانسان من هذه الفواجع الدموية البشعة، واين الوسائل الكفيلة بتحسين الوضع الانساني الخطير في سورية، أم ان هؤلاء لا يرون ولا يسمعون ما يدور وما يحدث في المدن السورية؟! حقا انها حرب اهلية في قمة معاركها الدموية التي تبدو كالزلازل تحت الأقدام من كثرة الانفجارات المدمرة، وما يلفت الانظار هنا تلك العزيمة والارادة القوية التي يتميز بها النشطاء والمعارضون الذين لن يتوانوا ولن يتراجعوا او يتخاذلوا عن تقديم كل ما يملكون من دماء الشباب والنساء والأطفال من أجل النصر القريب باذن الله.
إن عدد الضحايا السوريين مرشح للارتفاع بسبب تلك الحالات الخطرة من الجرحى الابرياء دون وجود طاقم طبي متكامل يسعف الحالات الانسانية وعدم وجود سيارات اسعاف ينقذ المصابين من الموت المحقق يفاقم المشكلة، ناهيك عن النقص الكبير في المواد الطبية، لذا تزداد الاوضاع الأمنية والصحية سوءا ويتزايد معها عدد اللاجئين السوريين الذين سيصل عددهم إلى 700 ألف لاجئ مع نهاية عام 2012 وسط ارتفاع وتيرة القتل المتعمد والسرقة والنهب، والدمار الشامل التي يقوم بها النظام الحاكم، فسورية اليوم لم تعد سورية الأمس لانها تعيش في لحظات اكثرها دموية منذ انطلاق الثورة على نظام الرئيس المستبد بشار الاسد في مارس 2011، فيما يستعد الجيش السوري الحر على اعداد خطة عسكرية جديدة للعمل العسكري بعد انتقاله من تركيا إلى الداخل السوري من المناطق المحررة متوعدا بعمليات نوعية تستهدف قوات النظام والبدء بخطة لتحرير دمشق قريبا بعد ان بدأ النظام الاجرامي يلفظ أنفاسه شيئاً فشيئاً.
ويتزايد عدد اللاجئين السوريين يوما بعد يوم إلى الحدود التركية ليرتفع العدد إلى 93 ألفا لوجود تسهيلات إنسانية من السلطات التركية، فمن اراد البقاء على الاراضي السورية فعليه تحمل المصائب والكوارث في الحرب الدائرة، خصوصا عندما يدور الحديث عن مدى امكانية استخدام النظام الحاكم موضوع الاسلحة الكيميائية او الجرثومية ضد شعبه بعد اثارة موضوع المخزون الاحتياطي للأسلحة الكيماوية لدى القوات النظامية وهذه ستكون كارثة اخرى ان تحولت إلى حرب اقليمية!
نحن نقول آن الأوان لارسال قوة حفظ سلام عربية، في الوقت الحالي لانقاذ الوضع الأمني السوري من الهلاك قبل مشاهدة المزيد من سفك الدماء في الشوارع، وكفى تعمداً لدعم النظام الحاكم في سورية، فالمصروفات التي تكرس لسد احتياجات النازحين اللاجئين السوريين قد زادت توقعاتها من وكالات الاغاثة الانسانية الدولية حتى وصلت إلى 487.9 مليون دولار لغاية نهاية العام، لذا نحمل الأسد وأعوانه والجهات التي تدعمه مسؤولية تفاقم الاوضاع من حمام الدم وحالة الفلتان الامني والصحي وسط الفوضى العارمة في جميع المدن والقرى والشوارع مع رفضه القاطع لوقف اطلاق النار، والادهى والأمر مسؤولية تمسكه بالسلطة وعدم تنحيه لان هناك دولا تحميه وتقدم له المساعدات!!
إن النظام السوري قد فقد عقله ويقوم حاليا باقتحام عدة احياء سكنية لاعتقال المزيد من المواطنين الأبرياء وهي جزء من حملة امنية وعسكرية واسعة "وخطيرة للغاية" حيث اتهم شعبه بالارهاب رغم الفارق العددي والتفوق العتادي بين القوات الاسدية ومقاتلي المعارضة ولكن يبقى السؤال هنا:
ما الضمان الذي سيأخذه اعضاء المجتمع الدولي في حال افلات القوات الأسدية من المحاسبة والعقاب على هذه الانتهاكات الإنسانية أمام العالم، وأين ذهبت أعمال لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة لمجلس حقوق الانسان والمكلفة ببحث هذه الانتهاكات والتجاوزات التي تحدث على الأراضي السورية؟! أين... أين؟!! أين؟! نقول للأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون": لا تغفل... فالأحداث المأسوية الجارية على الأراضي السورية تفتح العينيين"!!
ولكل حادث حديث،،