الفلسطينيون ليسوا «أرمن».. يا شولتز!

فؤاد الهاشم

هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر تباعا في يومي الخميس والجمعة حيث يرتاح زميلنا "الهاشم" من لهاث الكتابة اليومية.

بعد أربعة عقود من الاحتلال وأربع هجرات، وأربع حروب، وثلاثة ملايين لاجئ ومهجر ونازح، ومليون قتيل وجريح ومشوه ومعوق ومغترب ومنبوذ.. وبعد مئات الخطب وآلاف الاعتصامات ومئات الآلاف من التظاهرات وملايين الكيلومترات "الجوية" في رحلات البحث عن السلام و"المبادرات" وبعد جبال من جماجم الشهداء منذ ثورة الشريف حسين واطلاق "الرصاصة الأولى" إلى يومنا هذا.. جاءنا جورج شولتز - مبعوث العناية الأمريكية - بمشروع "الحكم الذاتي"!
"لن نغوص كثيراً في أعماق الماضي، ويكفينا أن "الجبل الأمريكي" منذ أن ابتدأ "يتمخض" في عهد جون فوستر دالاس ومروراً بـ "ويليام روجرز" وصديق "المرحوم" هنري وانتهاء بالمستر شولتز، لم يلد لنا إلا فئراناً عمياء لا تبصر - يحاول أن يربطها لتجر عربة السلام المزعوم في الشرق الأوسط، تارة باسم "مبادرات" وتارة باسم أفكار وتارة باسم "hellip;."!
جورج شولتز يعتقد - وكذلك الإدارة الأمريكية بأسرها - ان الشعب العربي في فلسطين هم من "الأرمن" او السيريان، او ربما هم من بقايا فصيلة "نمور عيلام" بينما يرى فريق أمريكي آخر ان عرب الضفة المحتلة ربما كانوا من الغجر أو ممن نزحوا من إقليم "الباسك" وفي أسوأ الاحتمالات أقوام جاؤوا من إقليم "بلوشستان" لا يطمحون بأكثر من "حكم ذاتي" يمنحهم إياه "يسوع" الأمريكي ويرضى عنه "يهوذا" البولندي!
الأمريكيون يعلمون جيداً أن هذه الانتفاضة الباسلة ستلد لنا "حقاً صلباً" رضع من ثدي أمة العرب، لا فئراناً يتمخضها الجبل الأمريكي عقب كل حقبة وحقبة، وعلى الشرفاء أن يحموا هذا الوليد العربي، فإن جاءكم "شولتز" بمبادرة فتبينوا!!