زيارة نتانياهو إلى باريس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رندة تقي الدين
زيارة بنيامين نتانياهو اليوم إلى باريس تأتي في أفضل الظروف الإقليمية والدولية لرئيس حكومة الدولة العبرية. فهو يزور باريس والمسار السلمي الفلسطيني-الإسرائيلي ميت والسلطة الفلسطينية ورئيسها في قاع الهاوية. فالاستيطان زاد والعالم يسكت عنه، والسلطة هلكت وتعبت وفقدت مصداقيتها، لأن المسار السلمي ورهانها على خطة السلام فشل، وهي مفلسة مالياً، لأن المساعدات إن وصلت تصل بالقطارة. ورئيسها محمود عباس في وضع لا أحد يحسده عليه، فالولايات المتحدة تنتظر انتخابات الرئاسة، وهي دائماً معنية بإسرائيل اولاً ولا تفعل شيئاً لأي حل. والدول الأوروبية منهمكة بمشاكلها الاقتصادية والمالية وتدهور أوضاعها، والعالم مشغول بإيجاد مخرج لإنهاء الحرب السورية ورحيل بشار الأسد ونظامه ومنع إيران من التحول قوة عسكرية نووية. فحل الدولتين الفلسطينية وإسرائيل على شفير الهاوية، وحل ثلاث دويلات، غزة ودولة في الضفة إلى جانب إسرائيل، على وشك أن يتبلور إذا استمرت الأمور على ما هي. والرئيس الفلسطيني محمود عباس حذر العالم في الأمم المتحدة أنه بعد ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) موعد انتخابات الرئاسة الأميركية سيتوجه إلى الجمعية العمامة لإعلان الدولة، وهو تحرك الخاسر الذي ليس لديه أي شيء آخر يفعله، لان الأوضاع الفلسطينية تدهورت، وذلك نتيجة السياسة الإسرائيلية وتخلي العالم عن الضغط عليها، خصوصاً الإدارة الأميركية الراعية محاولات المسارات السلمية السابقة، ورسالة محمود عباس إلى الرئيس اوباما قبل أسابيع كانت رسالة يأس من الأوضاع الراهنة. ونتانياهو في ارتياح كامل للأوضاع الراهنة مع سلطة فلسطينية في مثل هذه الحالة، والانقسام يزداد يوماً بعد يوم بين الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى وضع سوري متأزم مع نظام يقاتل شعبه من دون أن يتدخل أحد لوقفه، وانقسام عربي وإقليمي لصالح الدولة العبرية، التي ترى "حزب الله" وإيران منهمكين على الساحة السورية لحماية نظام على شفير الهاوية، فنتانياهو آت إلى فرنسا مرتاحاً جداً لأوضاع كلها لصالحه، ولا أحد سيضغط عليه.
فالرئيس الفرنسي بدأ ولايته وهو يظهر بالغ الحذر بالنسبة لموضوع الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي. وقال وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين لـ "الحياة" إنه يتأسف لتحول الديبلوماسية الفرنسية إلى وضع عادي على صعيد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، لأن ذلك يهدد بإخراجها من أي دور تلعبه على هذا الصعيد، فتمنيات نتانياهو أن تبقى الأوضاع في العالم العربي على ما هي، لأن الجميع سيحول أنظاره إلى أمور أخرى وإسرائيل في راحة بال للبقاء على وضعها. أما الغرب، فالكل يخاف من إسرائيل ومعاقبة سياساتها من الاتحاد الأوروبي الذي صوت مرات عدة على خرقها قراراته بالنسبة للاستيطان والاحتلال أمر غير وارد. لذا سيلتقي الرئيس هولاند رئيس دولة عبرية مرتاحاً جداً للأوضاع.