مصر: خلية ارهابية تكشف عن التخطيط لعمليات ضد سفارتي أمريكا وفرنسا ومجمع التحرير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حسنين كروم
لا أخبار أو موضوعات ملفتة للانتباه في الصحف المصرية الصادرة أمس، فيما عدا واقعة في منتهى الخطورة أخبرنا بها زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في 'الشروق'، إذ شاهد وهو يتجول في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تأكيدا للوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، مشهدا عجيبا، يختص بالقرعة الهيكلية التي ستتم يوم الأحد القادم، لاختيار بابا الأقباط الأرثوذكس خلفاً للبابا الراحل شنودة الثالث، وهي الاتيان بطفل بريء معصوب العينين ليأخذ من الصندوق الزجاجي ورقة من بين الورقات الثلاثة وفي كل واحدة اسم المرشح، وسيكون البابا هو المكتوب اسمه في الورقة التي يخرجها، شاهد عمرو ثلاثة قساوسة يقولون للطفل:
- خلي بالك، كمان 3 أيام حتختار بين 3 أسماء روفائيل وتاوضروس وأفامينا، لو لقيت ورقة رابعة مكتوب فيها الكتاتني أوعى تاخدها.
والكتاتني هو الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني، ورئيس مجلس الشعب السابق، وأنا أصدق القساوسة ومخاوفهم من أن يضع الإخوان ورقة باسم رئيس حزبهم لعل وعسى ان يحبها الطفل البريء، ويصيحون:
- الله أكبر، وانتصر الحق، وظهرت لنا كرامات.
ثم يعلنون التنازل عن منصب البابا تدعيماً للوحدة الوطنية.
ونشرت الصحف عن أداء الرئيس محمد مرسي صلاة الجمعة في اسيوط والقائه خطابا في مؤتمر شعبي، واجتماعه مع أعضاء المجموعة الاقتصادية والإعلان عن بدء تطبيق قرار مجلس الوزراء بغلق المحلات التجارية في العاشرة مساء من يوم الأحد، والمطاعم في الثانية عشرة، وسط معارضة عنيفة من البعض وترحيب من البعض، وإعلان عشرات من الجماعات والأحزاب الدينية تأجيل المليونية التي كانت ستقوم بها غدا، الجمعة - للمطالبة بإقالة النائب العام وتطهير القضاء والإصرار على تعديل المادة الثانية في الدستور بحيث تكون - أحكام - لا مبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للقوانين، كما استمرت الأزمة التي تسبب فيها الفيلم السينمائي عبده موتة بسبب الرقصة التي تؤديها الفنانة والراقصة دينا على أغنية، يا طاهرة يا أم الحسن والحسين، وثورة الجماعات والصوفية والسلفية ومطالبتها بمنع عرض الفيلم أو حذف هذا المشهد منه، وتقدموا ببلاغات للنائب العام وقالت دينا لزميلنا بـ'الجمهورية' نادر أحمد، انه لا دخل لها بالأغنية وإنما رقصت عليها ولا أقبل أي إهانة لآل البيت وكذلك صناع الفيلم ولو كان في الأغنية إساءة لمنعتها الرقابة.
وإلى بعض مما عندنا:
خلية خططت لتفجيرات ضد
سفارات اميركا وفرنسا واسرائيل
أشارت الصحف الى تسرب أنباء من التحقيقات التي تجرى مع أعضاء الخلية الإرهابية التي تم ضبطها في حي مدينة نصر بأنهم كانوا يخططون للقيام في عيد الأضحى بعمليات تفجيرات ضد سفارتي أمريكا وفرنسا ومجمع التحرير ومهاجمة قوات إسرائيلية على الحدود مع مصر، كما نفى المتحدث العسكري ما تناقلته مواقع على الانترنت من اختراق الطائرات الإسرائيلية من نوع اف خمسة وثلاثين الإجواء المصرية وهي في طريقها للسودان، لضرب مصنع اليرموك.
وقال المتحدث ان هذا النوع من الطائرات لم تسلمه أمريكا لإسرائيل حتى الآن، وتواصلت عملية عودة الحجاج، وحكم المحكمة ببطلان عقد الحكومة مع الشركة الاسترالية التي تستغل منجم السكري للذهب.
السعي لأخونة وزارة الاوقاف
والى معارك الإخوان ومنهم وزير الأوقاف وعضو مجمع البحوث الإسلامية ونائب الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة ونائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي تضم ممثلين عن الإخوان وجميع الجمعيات والدعاة السلفيين، وهو الدكتور طلعت عفيفي، الذي حاول أن ينفي الاتهامات الموجهة إليه بالعمل على أخونة الوزارة، في حديث نشرته له مجلة 'آخر ساعة' وأجراه معه زميلنا وصديقنا وأحد نواب رئيس تحريرها تهامي منتصر، فقال عن عملية التطوير: 'المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وهو منوط به الدراسات الإسلامية المتخصصة لتوضيح حقائق الإسلام والرد على شبهات الخصوم وعقد ورعاية المؤتمرات الإسلامية التي تحقق التواصل مع العالم كله، وفي نظري أن أهم تحد يواجه مصر الآن هو عدم وضوح الصف الثاني والثالث في القيادة، والسبب معروف، أرادوا مصر لهم وحدهم، فإذا ماتوا أو اخرجوا تبقى المناصب شاغرة بلا قيادات، فطنت إلى هذه الكارثة وبدأت من الآن في اعداد جيل جديد من القيادات بالوزارة يشكل الصف الثاني والثالث وحرصت أن تكون قواعد الاختيار عادلة تحقق الأمل، فقدمنا الحاصلين على الدرجة الأولى بالمعايير، كفاءة، قدرات، سيرة حسنة وعقدنا لهم دورات تدريب على القيادة، وسندفع بهم إلى المناصب المناسبة قريباً، وفي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عينت الدكتور صلاح سلطان أمينا عاما للمجلس ونتوقع أن تحدث نهضة في هذا القطاع'.
وفي الحقيقة، فقد اندهشت من جرأة الوزير وعدم اهتمامه بملاحظة عدم معقولية كلامه وتناقضاته الظاهرة، وذلك ليغطي على الخطة التي ينفذها في تسخير الوزارة للجماعة، فهل يمكن لأي عاقل أو حتى طفل أن يصدق انه اكتشف دون الاستعانة بأي أجهزة أمن أن من سبقوه في الوزارة كانوا يريدون مصر والوزارة لهم، فإذا مات أحد القيادات أو خرج من الوزارة، يظل منصبه شاغرا، وإذا صدقنا كلامه فمعنى ذلك انه لم يكن هناك وزير قبله، أو وكلاء وزارة ورؤساء هيئات ومديري مديريات، لأن منهم من مات أو خرج على المعاش طوال ثلاثين سنة هي عمر عهد نظام مبارك، أي انه جاء على خرابه، ولا وزارة.
تمهيد لاحتلال الصف الثاني والثالث
وأنا لا أعرف وهو على هذه الدرجة من تولي مناصب دينية مرموقة ان يقول انه يمهد للصف الثاني والثالث من داخل الوزارة ليدفع بهم للمناصب العليا، ثم يتباهى بأنه أتي بشخص من الإخوان من خارج الوزارة ليتولى واحدا من أخطر أجهزتها وهو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وهو الدكتور صلاح الدين سلطان، ولمن لا يعلم خطورة وأهمية هذا المجلس، فإننا نعلمه بأنه المسؤول عن توفير منح دراسية للطلاب المسلمين غير المصريين، وإقامة معسكرات دراسية وتدريبية لهم، وعقد مؤتمرات منها المؤتمر السنوي الذي يقيمه كل عام ويصل في نهايته في الاحتفال بليلة القدر ويسبقه مؤتمر للفكر الإسلامي يتم فيه دعوة مئات من العلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم ويشتمل ايضا على مسابقات في القرآن الكريم، وتخصص الوزارة له ميزانية سنوية قدرها خمسة عشر مليون جنيه، وفي نهايته يحضر رئيس الجمهورية ويلقي كلمة ويوزع الجوائز، وعقدت منه ثمانية عشر مؤتمرا، كان واحدا منها ليلة القدر في رمضان الماضي وألقى الرئيس مرسي كلمة أعلن فيها إقالة المجلس العسكري وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وكان مبارك يحضر كل مؤتمر سابق، أي أن الدولة التي تقترض بالربا وتتسول المعونات تنفق منها كل عام خمسة عشر مليون جنيه لإقامة مكلمة وخطبة للرئيس.
أيضاً فان للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مهمات خارجية أخرى لا أريد التحدث عنها، ولهذا حرص الوزير على تمكين الإخوان منها، أي باختصار جاء الوزير بشخص إخواني من خارج الوزارة، أي لا صف ثاني وثالث أو يحزنون، ليقفز بالباراشوت على المنصب، والدكتور صلاح كما أشرنا من قبل مرات كثيرة، كان متخصصا في مدح الرئيس مرسي بطريقة تجلب العداء للرئيس حتى من محبيه، في مقالاته بجريدة الحرية والعدالة، ويستخدم ألغااظا خشنة وفظة وغير لائقة.
قضاة لا يمثلون جمهورهم
واستمر يرددها حتى بعد توليه منصب الأمين العام، إذ قال في 'الحرية والعدالة' يوم الخميس قبل الماضي: 'عدد ليس بالقليل من القضاة، لا يمثلون جمهورهم، هم غير مأمونين لا في الرضا ولا في الغضب ويتمسكون بالقضاء حتى حافة القبر، ولو علموا أن تراب ونخاع مصر يبغضهم لأنهم بقايا النظام السابق وهم من من كانوا ترزية القوانين الجائرة والأحكام الظالمة وهم قضاة النظام لا العدالة وهم أساطين تزوير الانتخابات في سبق لا يعرفه ولا يقدر عليه حتى الشيطان وهم من يأكلون أكثر من عشرة مليارات من الميزانية من أجل نزاهة القاضي ثم فاحت روائح الرشاوي والمنح بالترقيات بعد كل دبلجة لقانون أو تزوير لانتخابات أو محاكمات للأبرار من خيرة أبناء مصر، وانني عندما اسمع رئيس نادي القضاة أكاد أصاب بالغثيان وأضع عيني خجلاً للقضاة أن يجعلوا رئيسهم رجلا مثل الزند'.
وسلطان كتب المقال وبجوار اسمه، الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فهل هذا مستوى يليق بالمنصب وبالنهضة التي يحدثنا الوزير انها ستحدث للمجلس على يديه؟
لماذا يتخوف البعض من تطبيق الشريعة الإسلامية؟
ونتحول إلى 'اليوم السابع' يوم الخميس الماضي لنكون مع زميلنا الإخواني هاني صلاح الدين مدير تحرير الموقع الالكتروني للجريدة، وهو من أشهر المواقع في مصر، إذ قال بعد أن ظهرت عليه فجأة أعراض التواضع بعد أن كان ينظر للقوى السياسية الأخرى باستهتار، واستخفاف:
'على القوى الليبرالية واليسارية أن تتفهم حرص بعض رفقاء نضالهم من أبناء التيار الإسلامي على تعزيز القيم الأخلاقية والدينية في الدستور، ولا أدري لماذا يتخوف البعض من تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر بالرغم من ان معظم الشعب منحاز لتطبيقها، فالوسطية والاعتدال لهذه الشريعة ستحمي حقوق الأفراد وحرياتهم، ولن تسمح بالظلم أو الفساد، كما أن هناك اكثر من ستين في المائة من شؤون الدولة تقع تحت مظلة لمصالح المرسلة، والتي سمحت الشريعة للبشر بتنظيمها، وأما بالنسبة للحدود التي يحاول البعض التطاول عليها خاصة من العلمانيين، فما شرعت إلا للردع وحماية المجتمع من أرذل الأخلاق، فحد الزنى والسرقة والقذف والقتل استهدف حماية الأعراض، والممتلكات الخاصة والأرواح وصيانة السمعة من التطاول عليها، وبالطبع التدرج في تطبيق هذه الشريعة السمحة من البديهيات'.
يا حلاوة، على اللسان الملائكي المقنع، الذي يفترض الجهل والسذاجة في زملاء اكثر منه علما وثقافة، يتهم معارضيه بمعارضة الشريعة الإسلامية التي تريد أغلبية الشعب تطبيقها، وكأنهم ضدها، ويدعوهم للموافقة عليها، رغم أن لا أحد عارض استمرار المادة الثانية في الدستور كما هي - الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع - انما الاعتراض على إضافة عبارات تبيح تطبيق الحدود، والتي أيدها، وقال انه سيتم تطبيقها بالتدريج، أي أن الإخوان مصممون عليها، وسوف يتم تطبيقها على من قال عنهم رفاق الثورة من الليبراليين واليساريين، وتلفيق الاتهامات لهم، فهذا مائة جلدة، وذاك تقطع يده، لأنه سرق، وهذا وهذه يتم رجمهما لأنهما زينا، وذلك تقطع يده ورجله من خلاف، لأنه روع الناس وقام بالإفساد في الأرض ووجب تطبيق حد الحرابة عليه، وهذا يمارس الكذب والتطاول على القيادات في الإعلام، وكان المتحدث الرسمي باسم الجماعة الدكتور محمود غزلان قد قال عنهم انهم يمارسون الإفساد في الأرض، أي تطبيق حد الحرابة عليهم.
حيل وآلاعيب الإخوان وحلفائهم السلفيين
لكن الملفت في كلام هاني، هو انه باستخدامه تعبير الليبراليين واليساريين يتفق مع ما طالب به زميله الإخواني عادل الأنصاري رئيس تحرير 'الحرية والعدالة' في نفس اليوم، أي ان هناك توجيها حزبيا صادرا لهم، للضحك على خصومهم وتملقهم مؤقتا حتى يجتازوا المصائب التي تحيط بهم، ولكن، هيهات، هيهات، خاصة إذا جاءت من تحيط بهم، ولكن، هيهات، هيهات، خاصة إذا جاءت من زميلتنا الجميلة بمجلة 'آخر ساعة'، وفاء الشيشيني وكانت من المشاركات في الثورة، قالت عن حيل وألاعيب الإخوان وحلفائهم السلفيين: 'لا بد من التصدي لمحاولات تفريغ مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في الدستور بإضافة كلمة، بما لا يخالف شرع الله، الذي نؤمن به جميعاً، بأن لا حياة إلا بطاعة الله، لكن إضافة تلك العبارة تفتح الطريق لتفسيرات فقهية إنسانية تختلف من عقل مستنير الى عقل ظلامي معقد نفسياً ليحاول سلب المرأة حقوقها، أما فيما يخص الأحوال الشخصية فنحن نسير على الشريعة، فما حاجتنا حتى للنص عليها في هذا الشأن، انها كلمة حق يراد بها باطل، وإذا سكتنا تحولنا، ليس الى مصير الإيرانيات بعد الثورة - انما تحولنا الى مصير النساء تحت نظام طالبان فالنساء هن ألد أعداء أنفسهن، ربما هن ضحايا تربية تقلل من شأنهن وتجعلهن في وضع العبد، وإلا بماذا تفسير النائبات اللاتي يتزعمن المناداة بالقوانين التي تؤذي المرأة؟ مثل تلك التي تشجع ختان البنات بما يقضي على حياتهن الزوجية في مستقبلهن'.
ووفاء تشير الى الدكتورة الإخوانية عزة الجرف عضو مجلس الشعب السابق، ومسؤولة المرأة في المكتب الإداري للجماعة بمحافظة الجيزة، وقد شاهدتها تتحدث وتتحاور في برنامج تليفزيوني، وكانت على قدر لا بأس به من اللباقة وبدا واضحا انها مدربة جيدا على المواجهات.
الجمعية الشرعية والإخوان
من فترة لأخرى يرسل الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي الأستاذ، بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية والرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة، بإشارات واضحة تكشف عن انحيازه للإخوان المسلمين والترويج لحزبهم، رغم ان الجمعية منذ نشأتها من حوالي مائة عام - وهي كبرى الجماعات الدينية، تؤكد ابتعادها عن السياسة، وفي بداية انتخابات مجلس الشعب أعلنت أنها لا تؤيد أحدا، ولن ترشح أحدا، لكن كتابات الشيخ المختار بدأت تكشف عن انحيازه للإخوان وانغماسه في السياسة - بالكتابة، ومطالبة كل الأحزاب الدينية بالتكاتف حتى لا تفلت منهم فرصة الحكم.
الجماعة والسعي لخطف أجزاء من الاقتصاد
كما ان نائبه في الجمعية هو وزير الأوقاف الدكتور الشيخ طلعت عفيفي يقوم بأخونة الوزارة فعلا، المهم ان الشيخ المختار في مقاله بجريدة 'عقيدتي' الدينية يوم الثلاثاء قبل الماضي، أصابني بحيرة شديدة، ذلك انني وجدت امامي شخصا تتصارع داخله مبادىء اشتراكية تقربه إلى درجة التطابق مع المرحوم الشيخ محمد الغزالي، الفقيه والمفكر، وعضو مكتب الارشاد الاسبق للإخوان والذي خرج عليهم، ومبادىء حزب الحرية والعدالة وسيطرة تجار الجماعة عليه والسعار الذي ينتابهم للاستحواذ أو بمعنى أدق، خطف أجزاء من الاقتصاد، وقيامه بالدعاية له، بدس عبارة هنا وأخرى هناك، قال بعد أن هاجم ما أسماه المشروع الذي تقدمه الحضارة الغربية: 'يتساءل أصحاب المشروع الإسلامي عما قدمته هذه الحضارة المادية الى النفس الإنسانية، هل انتهى السعار والجشع والطغيان؟ هل قضي على السطو والنهب والعدوان؟ هل أمن الإنسان على نفسه وعرضه وماله ووطنه؟ هل تحقق بين الأفراد في أي مجتمع من هذه الدول تراحم واخاء ووئام؟ هل روعيت حقوق الإنسان مع بقية شعوب العالم هل قضي على العنصرية والعصبية والطبقية والانتهازية؟
قطعياً يستولي على السلطة والثروة لمصلحته الخاصة في ما يسمى بالرأسمالية الحرة المستبدة، ويظل في تناحر وصراح مع الطبقات المهمشة، وتسقط الضحايا البريئة في هذا الصراع ويتمتع الكبار بسكب دماء المستضعفين ونهب أموال المساكين؟ لقد ظهرت في بعض برامج المشروع الإسلامي بوارق امل تعتمد على واقع ملموس للعامة والخاصة تخرجهم مما يعانونه من فقر ومهانة ومذلة، وتبوئهم مكانة مرموقة في عالم التقدم الصناعي والزراعي والتقني والحضاري، وتملك أمتنا ما لا يملكه العالم أجمع، الوحي الخاتم الذي يجمع شتات النفس البشرية بحكم صدوره ممن خلق وعلم ما توسوس به النفس، ويشرع لها ما يوازن بينها وبين غيرها، حرية منضبطة وعدالة ناجزة، ان امتنا لو تقاعست عن هذا المشروع بعد أن ظهرت معالمه في المناقشات التي جرت فستتحرك له قوى أخرى لتجربته ولو من باب الاختبار، وسيتحقق قوله تعالى 'وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم'، 'محمد -38-'.
وهكذا، في البداية وكأنه من أنصار الجانب الاقتصادي والاجتماعي في نظام خالد الذكر، ولكن في النهاية بدأ يحدثنا عن مشروع نهضة الإخوان، باعتباره المشروع الإسلامي، وحتى لا يورط نفسه في الدعاية العلنية للحزب، استخدم عبارات، حرية منضبطة وعدالة ناجزة، على طريقة والحدق يفهم بقى، لكن مشكلته وهو الاستاذ الجامعي والباحث، ان اصحاب شعار مشروع النهضة والذين اخترعوه، وعلى رأسهم خيرت الشاطر، قال، انه لا يوجد مشروع، وإنما نحتاج الى حوار مجتمعي، فكيف إذن يتخوف الشيخ المهدي من ان تسرقه منا أمم أخرى وتتقدم به، تركيا أو ماليزيا مثلا؟ أو الأمم الكافرة مثل أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي؟
ما هذا الذي يقوله هؤلاء الناس، ولماذا لا يعلن صراحة تأييده لحزب الحرية والعدالة بدلا من حرية منضبطة وعدالة ناجزة؟!
استياء من تصرفات الرئيس مع القضاء
وإلى معارك الرئيس معه وضده، بسبب قراراته وسياساته وتصريحاته، وقد أبدى أستاذ القانون الدكتور الشافعي بشير وهو من مهاجمي خالد الذكر من سنوات، أبدى استياءه من تصرفات الرئيس مع القضاء، فقال عن موقفه من حكم المحكمة الدستورية العليا بطلان انتخاب مجلس الشعب في جريدة 'الشعب'، يوم الثلاثاء قبل الماضي: 'سارع بجرأة بالغة بإصدار قرار بعودة مجلس الشعب للانعقاد فكانت سقطة غير مستحبة لرئيس الجمهورية في بداية مشواره الرئاسي، وتعرض لابطال قراره من المحكمة الدستورية العليا ذاتها، واهتز كرسي الرئاسة، ولم يعتبر الرئيس بما حدث، إذ اقترف خطأ آخر جسيما بإصداره قرار عزل النائب وهو غير قابل قانونا للعزل، فثارت عليه السلطة القضائية ثورة عارمة، فاضطر اضطرارا الى سحب قراره وعودة النائب العام الى مكتبه وسط احتفالات الهيئة القضائية، بما يمثل هزيمة مهينة لرئيس الدولة، وما كان أغناه عن ذلك وهو في مستهل ممارسة حكمه الرئاسي الذي بدأ في أول يوم بإعلان التزامه بإصلاح الخلل الكبير في أحوال البلاد في مائة يوم، وجاء يوم الحساب، وكان الحصاد مخيباً للآمال، وبعد أن سطعت اللمبة الفلاش على مصائب وكوارث وبلاوي نظام الحكم الرئاسي الذي يزور رئيس الجمهورية بالسلطات الواسعة بلا رقيب ولا حسيب ولا رادع، إذا بالجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور الجديد تستبعد نظام الحكم الرئاسي دون أن تأخذ درساً وعبرة مما مضى، ولا يخفف من ذلك قول الجمعية بأنها قوت من شان البرلمان ليكون أكثر مما كان عليه من مجالس الشعب السابقة والدنيا تتطور الى الأفضل أو التجربة ما يعتقده الناس انه الأفضل، لقد نادى زعماء البلاد فؤاد سراج الدين وإبراهيم شكري وخالد محيي الدين ومرشد الإخوان محمد حامد ابو النصر، نادوا بالإصلاح الدستوري في بيانهم الى رئيس الجمهورية في 18 يونيو 1991، وقدموا مشروع دستور جديد أعده وشارك فيه بالرأي ستة وعشرون من كبار رجال الفقه والقانون والدستور والسياسة وتبنوا النظام البرلماني، فهل يوجد مبرر لو نشرنا مشروع هذا الدستور للمقارنة بينه وبين مشروع الجمعية التأسيسية مسودة دستورها'.
فوضى التوك توك خلقت ثقافة توك توك
ومن قرارات الرئيس التي لم تعجب الدكتور بشير الى التوك توك، الذي يملأ الشوارع ويثير فيها الفوضى وعدم وجود لوحات فيه بحيث إذا صدم صاحبه أي شخص وقتله وفر به لن يمكن التعرف عليه، كما أن فوضى التوك توك، خلقت ثقافة توك توك، أو كما قال عنها يوم السبت زميلنا في 'الحرية والعدالة' محمد جمال عرفة: 'التوك توك اصبح ايضا ثقافة يتداولها السياسيون الفوضويون ومدعو الثورية ممن يعارضون لمجرد المعارضة أو رغبة في اعتلاء كرسي الحكم فقط، اصبح ثقافة للاختلاف والصراع وفوضى التصريحات والتسميم السياسي والتخوين، لأن سياسي التوك توك لم يعتادوا الحياة السياسية الصحية وعاشوا في أجواء سياسية ملوثة افقدتهم معرفة طبيعة الحياة السياسية السليمة.
التوك توك اصبح ايضا عنوانا للفوضى الإعلامية وأكاذيب الصحف والفضائيات الخاصة، فضائيات رجال الأعمال الذين يستخدمونها لإفساد الذوق العام ونشر الانحلال أو لإفساد الحياة السياسية النظيفة، ومشكلة عربة التوك توك، انها نشرت الفوضى والتسيب في شوارع مصر، ووقفت الشرطة تتفرج عليها متصورة أن ذكر اسم التوك توك على لسان رئيس الجمهورية أعطى لسائقيه حصانة من المساءلة عن الفوضى التي يحدثونها في شوارع مصر تراخيص'.
أي انه يحمل رئيس الجمهورية مسؤولية الفوضى لأنه أثناء حملته الانتخابية، توجه بالاسم الى سائقي التوك توك، ولذلك أيدوه.
الرئيس مرسي عاش محروماً من الخطابة
أما زميلنا وصديقنا سليم عزوز رئيس تحرير صحيفة 'الأحرار'، والخبير في متابعة وتحليل برامج التليفزيون، فانه في نفس اليوم - السبت - ترك حكاية التوك توك، وغمز الرئيس بحكاية الميكروفون والخطابة، قائلا في بابه بجريدة 'الصباح' - ببث القصيد - 'يبدو لي أن الرئيس محمد مرسي عاش محروماً من الخطابة وفي ظل النظام البائد لم يكن مسموحاً لأحد بصعود المنابر إلا بتصريح من وزارة الأوقاف، كان الجميع يعلم انه لا يصدر إلا بموافقة جهاز مباحث أمن الدولة، الرئيس لا يترك محفلا إلا ويخطب فيه، وما أن ير، مايك حتى ينعطف نحوه، مشتاقاً يسعى الى مشتاق، ولهذا فقدت خطبه التي تلقى بالطريقة المنبرية أهميتها لكثرتها وفقدانها للجاذبية.
وقد كان الرئيس السادات يخطب ثلاث ساعات كاملة، فنجلس أمام شارات التليفزيون صامتين مع اننا كنا لا نحبه، على العكس من مرسي، فهو طارد للمستمعين على الرغم من اننا لا نكرهه، حب الخطابة تمكن من الرئيس محمد مرسي بشكل تحول الى ظاهرة مرضية'.
السادات كان يتمتع بخفة ظل
هائلة وله أسلوب متميز في الخطابة
إييه، إييه، وهكذا ذكرنا سليم بالذي كان ياما كان في عهد الرئيس المؤمن، محمد أنور السادات، فقد كان يتمتع بخفة ظل هائلة، وله أسلوب متميز وممتع في الخطابة، مع حركات تحول الكلمة الى ما يشبه العمل الفني، فيلم، أو مسرحية، والسبب انه كان محباً للتمثيل وراغبا فيه، كما ان من دربه على الخطابة بعد الثورة كان واحد من أهم الفنانين المسرحيين وهو الفنان الراحل زكي طليمات، وكان السادات - عليه رحمة الله - بارعا في التقليد، وأعجب ما قام به، عندما غضب على الشيخ محمد متولي الشعراوي، وأبعده فترة، ان أراد تقليده في دروسه، فأخذ السادات يلقي درساً كل يوم جمعة وهو يجلس على دكة كالتي كان يجلس عليها الشعراوي، ويذيعها التليفزيون، ولكنه لم يستمر إلا حلقتين أو ثلاثة على ما أذكر، رحم الله الجميع.
مطالب بتشكيل جمعية تأسيسية
موازية تعمل على بناء دستور يليق بمصر
ثم نتوجه إلى 'المصري اليوم' يوم الثلاثاء وصديقنا والكاتب والأمين العام لحزب الكرامة وعضو مجلس الشعب السابق، أمين اسكندر وقوله: 'ليس هناك سبيل أمام قوى وأطياف وطبقات وأحزاب ونقابات وجمعيات الشعب المصري إلا تشكيل جمعية تأسيسية موازية تعمل على بناء دستور يليق بمصر وشعب مصر، عند التشكيل تتحقق المنازعة بين جمعية تحاول قوى الإسلام السياسي التشكيل تتحقق المنازعة بين جمعية تحاول قوى الإسلام السياسي فرضها على الشعب المصري، وتقوم بناء دستور يهدد وحدة الوطن ويعود بنا إلى الوراء مئات السنين، وتكون المنازعة على الشرعية قد حدثت، ولن يكون أمام السلطة بقيادة الدكتور محمد ومرسي، وجماعته الإخوانية، سوى الاحتكام للتصويت على الدستوريين أو العمل على التوفيق بين الجمعيتين، والمباديء لدستورية ومازال هذا الطريق هو الصالح لشعبنا وللقوى السياسية الوطنية، ولا أرى أن الدعوة التي أطلقها رمز التيار الشعبي لمصري حمدين صباحي بدعوة القوى المدنية الرافضة لتشكيل الجمعية التأسيسية للخروج منها صالحة، حيث تشكلت تحالفات ومصالح ودوائر ضو على معظم أعضاء الجمعية التأسيسية المغشوشة تلك'.
الإجراءات التي صاحبت
الرئيس لبلدته الزقازيق في العيد
أما زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف، فقد اندهش في نفس اليوم - الثلاثاء - رغم أنه نادرا ما يندهش - من الإجراءات التي صاحبت الرئيس في ذهابه إلى بلدته الزقازيق في العيد، فقال: 'أمر طيب أن تصون أواصر القربى، وأن تسعد بلقاء الأهل ورفاق الصبا والأصدقاء القدامى، لكن أرجو المعذرة حين اسأل 'لماذا يذهب الرئيس في هذه الزيارة العائلية والخاصة بالطائرة الهليكوبتر التابعة للرئاسة، ولماذا ترافقه كل الاستعدادات الرسمية والأمنية المكثفة التي تكلف الدولة الكثير، مادياً وأدبياً؟ اسأل لأنها فرصة مع الرئيس مرسي، لكي نضع القواعد المنظمة لعمل مؤسسات الدولة في النظام الجديد، ولكي نحدد الفواصل بدقة بين المال العام والخاص حتى لا يتكرر أبداً ما رأيناه في عهد سابق وما دفعنا ثمنه غالياً'.
ما زال المصريون يتجرعون
العذاب الأليم يا ريس!
وفي 'أهرام' نفس اليوم أراد زميلنا وصديقنا أشرف العشري المساهمة - كما أخبرني - قدر محدود من مجاملة الرئيس، وقال: 'الرئيس يطل علينا كل يوم بالخطب وأوركسترا العزف المصاحب بالهتاف والتهليل كل صباح، يخطب فينا الرئيس، كل مساء يطاردنا مرسي بالوعود والأماني، والمحصلة، لا شيء، ما زال المصريون يتجرعون العذاب الأليم، السيد الرئيس اثبتت التجربة بعد أكثر من مائة يوم من حكمك ان الخطب والوعود والهتاف لن تبني وطن، ولن تسد رمق المطحونين المعذبين، لا يكفي أن نتحدث كل يوم عن الفساد وتشخص خراب العهد السابق، الآن جاء دورك، قل لنا ماذا أنت فاعل؟ وماذا فعلت حتى الآن'.
مصالح الدولة المصرية
أكبر وأعقد من مصالح الإخوان
وأراد زميله محمد صابرين أن يبدو في صورة الموضوعي ليغطي على غضبه، فقال في نفس العدد ملتمساً العذر للرئيس: 'الأحداث تثبت يومياً أن مصالح الدولة المصرية أكبر وأعقد كثيرا من مصالح الإخوان، كما أن إدارة وحل مشكلات مصر وتلبية تطلعات المصريين هي بلا شك أضخم من إدارة جماعة، وبعيدا عن ذلك فان طرح السؤال يوضح ان الرئيس لم يتمكن بعد من إقناع الآخرين بأنه لا يعيش في جلباب الجماعة، إلا ان السؤال المهم هنا، هو هل يملك الرئيس مرسي واقعياً، الخروج على الجماعة؟
والجواب المنطقي بالقطع، لا، فبعيدا عن البعد الأخلاقي فان البعد البراجماتي يقيده، فكيف له ان يبعد عن المؤسسة التي شكلت قناعاته وحملته آلياتها ومواردها ورجالها الى القصر الرئاسي، وما هو البديل؟ انها تبدو قفزة الى المجهول؟ ويبقى ان الرئيس مرسي محق في إجابته، حاسبوني عن المستقبل، وهنا مربط الفرس، فالناس سوف تحكم بما يوفره من ازدهار اقتصادي، كما انهم يبحثون عن الوظائف وزيادة الرواتب والكرامة والعدالة الاجتماعية، وأغلب الظن انهم لا ينتظرون، حزمة التقشف أو شد الأحزمة على البطون'.
خطب العيد لم تخل من السياسة
ولو نحن تحولنا في 'وفد' نفس اليوم سنجد زميلنا وابننا إبراهيم عبدالمعطي يكاد يبكي مما شاهده وسمعه اثناء صلاة العيد: 'أديت صلاة عيد الأضحى في احدى الساحات بمدينة أسوان، وخطب في الناس أحد أئمة الأزهر الشريف من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، لم تخل الخطبة من السياسة، تناول الخطيب أهمية العمل بالقرآن الكريم والاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم وابدى الخطيب اعتراضه على منتقدي الرئيس المنتخب وقال ان الهجوم على هذا الحاكم هو هجوم على النبي صلى الله عليه وسلم، لأن هذا الحاكم يطبق سلوك النبي في المعيشة البسيطة والاقتراب من الناس، وفي انتقاده انتقاد لسلوك النبي، من حق جماعة الإخوان المسلمين ان يدافعوا عن الرئيس مرسي لأنه ينتمي إليهم ويعد الواجهة المشرقة لهم، لكن ليس من حقهم أن يجعلوا الهجوم عليه بمثابة هجوم على النبي صلى الله عليه وسلم، فهناك فارق كبير وشاسع جدا بين الاثنين'.