جريدة الجرائد

"ساندي" يختبر "هشاشة" أوباما و"انتهازية" رومني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرياض


قدر منطقة الشرق الأوسط أن تكون استحقاقاتها رهنا بنتائج الانتخابات الأميركية، فمن قضية العرب الأولى (فلسطين) حتى الأزمة السورية، تظل هاتان القضيتان وما بينهما في حكم "المؤجل" حتى وصول أحد مرشحي الرئاسة جمهوريا كان أو ديموقراطيا للبيت الأبيض.
وإلى ما قبل إعصار ساندي، الذي ضرب منذ يومين السواحل الشرقية للولايات المتحدة، لم يكن أحد من المراقبين يستطيع التكهن بصاحب الكعب الأعلى حظا، بالظفر برئاسة الولايات المتحدة، ليأتي الإعصار بعد ذلك ليزيد من تعقيد المشهد الانتخابي، ويضع كلا من باراك أوباما (الرئيس الحالي) وميت رومني (المرشح الرئاسي) في وضع لا يحسدان عليه.
فأوباما، والذي يطمح لولاية رئاسية ثانية، والذي اتهمه رومني علانية بأنه تعامل بشكل هش مع الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي، يواجه هذه الأيام تحدياً مصيرياً لناحية إدارة الأزمة الكارثية التي ضربت بلاده، ويرى المراقبون أن نجاحه في احتواء هذه الأزمة سيكون بمثابة "البطاقة الرابحة" في الانتخابات المرتقبة.
أما رومني، والذي ينظر إليه باراك أوباما، أنه رجل "انتهازي" بعد الاتهامات التي كالها الأخير للأول في حادثة "بنغازي"، فسيكون في حالة "انتظار" لما سيتخذه خصمه الانتخابي تجاه تبعات "ساندي"، ولن يتردد في استغلال أي خطأ في إدارة الأزمة لمهاجمة خصمه كما فعل في السابق.
إعصار ساندي، سيضع "هشاشة" أوباما و"انتهازية" رومني، أمام اختبار حقيقي، قد يحرف مسار الانتخابات الأميركية المرتقبة إلى مفاجآت غير متوقعة، وحتى ذلك الحين، ستظل قضايا منطقة الشرق الأوسط معلقة لحين ظهور النتائج.
وغني عن القول: إن العالم العربي لم يعد يأبه كما كان سابقا بمن يصل إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة، نتيجة الإحباطات من عدم جدية البيت الأبيض في التعامل مع قضايا المنطقة، فاستمرار أوباما يعني سياسة "متحفظة" تجاه فلسطين وسورية، ونجاح رومني يعني عودة "المحافظين الجدد" للمشهد، وهو ما ينبئ بقرع طبول حرب مقبلة، قد تكون المستهدفة منها بالمقام الأول "إيران" مما سيشعل فتيل أزمة قد لا يحمد عقباها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف