الكويت : انتخابات «الأعواد الملتهبة»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تركي العازمي
في التاريخ المعاصر تختلف المسميات وتتعدد التكتلات وتتغير أحيانا في الشكل وقليل منها في المضمون، وبعض التكتلات تفرخ تكتلات جديدة بغرض التمويه لكن الفكر يبقى هو ذات الفكر... والمطلوب منك فقط متابعة منتسبي كل تكتل ومن ثم إترك الباقي لعقلك؟
وسمعنا عن قول "عود من ضمن حزمة"... والأعواد حينما تكون مرصوصة رصا محكما فيصعب كسرها وتبقى في وجه الرياح تحمي كل عود من ضمن حزمتها، والحزمة قد تكون "القبيلة"، التكتل، التيار، الحزب، الفئة والعود "الفرد المنتمي لها" والرياح هنا هي رياح التغيير السياسي وقد أخذناها من باب التصوير للمواقف المتقلبة، "المنبطحة"، الثابتة، والقابلة للبيع وهي أخطر الأنواع على النسيج الاجتماعي!
جاءت انتخابات الخمس دوائر والصوت الواحد... ولأول مرة في حياة المجتمع الكويتي نشاهد مواقف غير مفهومة الدوافع معظمها ثابت، ومهما كانوا غالبية أم اقلية فواجب احترامهم بعد أن أشعل تويتر ساحة أصحاب الحسابات "الأعواد الملتهبة"... إنها فلسفة عمل غير منطقية ظهرت في وقت غير مناسب خصوصا وأن قمنا باللجوء إلى مفهوم الاســـتدلال للتـــعرف على طبيعة بعض المواقف!
" لا ترمي في حضني الفلوس... عالج ما في نفوسنا أولا"... هذا ما قاله أحد "الشياب الحكماء" بعد أن ظهرت لنا سلوكيات فيها علامات من آخر الزمان لم يتوقع المجتمع الكويتي حدوثها في يوم من الأيام!
وهنا نود التذكير بأهمية قول النبي صلى الله عليه وسلم "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"... ويا كثرهم!!!!!
الثابت من واقع الحال أن الله منّ علينا بالعقل والمال في زمن الرويبضة... وبالتالي فإن من يريد الترشح أو التصويت فهذا يبقى خيارا فرديا، وإن اختلفت ثقافة الاختيار لديه عن المجموعة التي ينتمي إليها، فإنه لا شك يكون بفعله هذا قد خسر مجموعته رغم أنه حر في اختياره!
والأمر المحزن هنا نلاحظه في تشكيك بعضنا ببعض وبسط الاتهامات المعلبة وفرض القوة... والخاسر هو الوطن لا محالة!
نحن لنا متطلباتنا احتياجاتنا ومتى ما جاءت طبيعة العطاء مغايرة للتوقعات فإننا نفقد الثقة في الطرف الآخر ويصعب بعدها تصديق الوعود... وهذا هو قول الغالبية والاقلية وهي طبيعة في الأنفس البشرية عندما تشعر بأنها مغيبة وغير مستأنس برأيها أو لا تجد من يلبي احتياجاتها وكل ومنظوره حسب ثقافته وثقافة المجموعة التي ينتمي إليها!
المراد، نحن نطلب من مجاميع فيها حزم الأعواد ملتهبة أن يضعوا مصلحة البلاد أولا ويعالجوا شوائب الأنفس قبل كل عملية إصلاحية!
إن "الفلوس" لا تصنع الرجال والمواقف فيها من تشتريه بمال وكثير منها لا يأتي منسجما معك إلا من خلال "التوجيب" و"الحشمة" لأصحابها... والله المستعان!