جريدة الجرائد

شرعية الخطيب... وشرعية الأسد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

راجح الخوري


عندما ينص البند الثالث من الاتفاق الذي انبثق منه "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" على عدم الدخول في اي مفاوضات مع النظام والتعهد بالعمل لإسقاطه مع رموزه واركانه وتفكيك بنيته الامنية، فذلك يعني ان الحديث عن سعي روسي - اميركي الى حل سياسي ليس صحيحاً، وخصوصاً ان اجتماعات الدوحة قررت تشكيل "حكومة موقتة" مقرّها المناطق المحررة بدلاً من الحديث سابقاً عن "حكومة انتقالية" وفق "الحل اليمني"، وهو ما سيؤجج العنف ما لم تقنع موسكو الاسد بالخروج من البوابة الخلفية !
ما جرى في الدوحة مهم الى درجة تجعل كل ما سبق لقطر ان قدمته الى المعارضة في كفة وما أنجزته بالتعاون مع السعوديين والاميركيين والاتراك في كفة، فليس سراً ان الاجتماع عقد بعدما رفعت هيلاري كلينتون غطاء التمثيل عن "المجلس الوطني"، وبعدما قال قائد المجلس العسكري لـ"الجيش الحر" العميد مصطفى الشيخ لصحيفة "الدايلي تلغراف": "اذا لم يتخذ قرار سريع بدعمنا سنتحول كلنا إرهابيين، وان الارهاب سينمو بسرعة".
توحيد صفوف المعارضة إنجاز مهم لأنه يفتح افقاً سياسياً مقبولاً يشكل مقدمة لدعم اكثر جدية للمعارضة، ولهذا حرصت الدوحة على استضافة المؤتمر ومارست كل وسائل الاقناع وحتى الضغط للوصول الى هذه النتيجة لانهاء الانقسام الذي طالما انعكس سلباً على الموقف الدولي من الثورة وكذلك على معنويات الثوار.
امس اصطحب الشيخ حمد بن جاسم رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب لإبلاغ الجامعة العربية رسمياً بالاتفاق، ودعا العالم الى الإعتراف بالتنظيم ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، متعهداً العمل مع مجلس التعاون الخليجي لاقناع اميركا والاوروبيين و"اصدقاء الشعب السوري" الذين سيجتمعون نهاية الشهر في طوكيو لتقديم المساعدة اليه، وقت سارعت واشنطن ولندن وباريس الى اعلان دعمها للمعارضة في شكلها الموحّد، لكنها اكتفت بالحديث عن "مساعدات سلمية وانسانية" فيما يرتفع صراخ الثوار طلباً لمساعدات عسكرية في وجه طائرات النظام ودباباته!
أحمد داود اوغلو قال: "إن زمن التبرير بأن المعارضة منقسمة قد ولى وذهب"، لكن النتيجة العملية تبقى منوطة بما سيقدمه المجتمع الدولي. فهل سيبارك الجميع الائتلاف ممثلاً شرعياً وحيداً للسوريين؟ وماذا عن موقف روسيا وايران والصين الداعم لبشار الاسد الذي قال للتلفزيون الروسي قبل ايام انه ولد وسيموت في سوريا، وهو ما يذكّر بتصريح للقذافي قبل سقوطه؟
إتفاق الدوحة يقدم جسماً سياسياً لمعارضة سورية مقبولة من العالم، لكنه سيفضي الى تصعيد النظام للعنف، وهو ما اشار اليه الاسد بقوله "إن الحرب ستطول". نعم ستطول لأنها كما وصفتها هذه الزاوية دائماً حرب "يا قاتل يا مقتول" !

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شرعية شيخ وشرعية علماني
الاسد البشار -

على فكرة يلي صار مبارح بالدوحة نسخة مكررة عن يلي صار بأنقرة وقت تشكيل مجلس إسطنبول و نفس الدول التي إعترفت سابقا تعترف حالياً يعني ما في شي فعلياً تغير, سوى تكرار للخطابات و التصريحات و البيانات و التهديد بالفصل السابع و التاسع

شرعية شيخ وشرعية علماني
الاسد البشار -

على فكرة يلي صار مبارح بالدوحة نسخة مكررة عن يلي صار بأنقرة وقت تشكيل مجلس إسطنبول و نفس الدول التي إعترفت سابقا تعترف حالياً يعني ما في شي فعلياً تغير, سوى تكرار للخطابات و التصريحات و البيانات و التهديد بالفصل السابع و التاسع