المعارضة السودانية... مرحلة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله عبيد حسن
جاء في الأخبار ما يلي: اتفقت أحزاب الأمة القومي والمؤتمر الشعبي والحركة الشعبية على تصعيد وتيرة العمل السياسي السلمي من أجل تهيئة البلاد لاستقبال التغيير إضافة لاستكمال الحوار حول قضايا التحول والفترة الانتقالية والوثائق التي تقدمت بها قوى المعارضة بجميع أطيافها. وأصدر نصر الدين الهادي المهدي نائب رئيس حزب الأمة والدكتور علي الحاج نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي وياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية بياناً مشتركاً في ختام المباحثات التي جمعت بينهم في لندن، وقد تناولت القضايا القومية الملحة في السودان. وثمّن البيان دعوة الصادق المهدي إلى الاعتصام في الميادين العامة في حالة استمرار النظام في العناد والانفراد إضافة لتوحيد القوى الوطنية المعارضة وصولاً إلى مؤتمر دستوري قوي جامع، وتعهد المتحاورون بتطوير خطاب كثيف إلى أعضاء الأسرة الدولية بصفة عامة ودول الجوار الإقليمي بصفة خاصة بغرض جلاء الرؤى الوطنية حول القضايا التي تواجه السودان... انتهى الخبر.
ومن الخطأ النظر إلى هذه الخطوة التي أدت إلى اتفاق لندن من أحزاب الأمة القومي والشعبي والحركة الشعبية على أنها "مجرد كلام سمعناه كثيراً" كما يعتقد بعض الوطنيين الذين أصابهم اليأس والإحباط من قادة المعارضة الديمقراطية.
أن نشاط وتحركات الجناح السياسي للحركة الثورية، وشرح الموقف الخطر في السودان، لم يجد حقه في أجهزة الإعلام حتى الصديقة منها، فالحركة الثورية مثلاً حققت نجاحاً كبيراً على صعيد العمل والتواصل مع الدول المؤثرة في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وكمثال لهذا النجاح فقد اخترقت جدار الصمت والتجاهل الكندي لما يجري في السودان عندما جاء وفد منها بقيادة ياسر عرمان لزيارة كندا بدعوة رسمية والتقى بالمسؤولين الكنديين في وزارة الخارجية الكندية بتوجيه من وزير الخارجية وشرح لهم رؤيته لما يجري في السودان، وطالبهم بأن تتخذ كندا الموقف الذي يمليه عليها دستورها وميثاقها وتاريخها، وأن تعمل مع الآخرين بالضغط على حكومة السودان. وقد التقى الوفد بقيادة عرمان بالسودانيين الكنديين وأصدقاء الشعب السوداني من الكنديين في ندوات جامعة في أوتاوا وكتشنر وتورنتو. وأقول إن هذا النجاح في اختراق الستار الكندي لأنني أعلم أن من سياسة كندا ألا تتعامل أو تتحدث مع الحركات التحررية المسلحة. وقد سبق لها أن رفضت منح قرنق تأشيرة دخول كندا بدعوة من السودانيين هنا (ذلك قبل نيفاشا).
إن جولات وفد الحركة الثورية في أوروبا وأميركا الشمالية التي شملت خاصة فرنسا مع لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية وعدد من أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية يجب أن تحسب في ميزان العمل السياسي حدثاً مؤثراً لأن من أسباب فشل المعارضة عدم الاهتمام الواجب بالمجتمع الدولي الذي لا يدري كثير من قادته وحكوماته حقيقة القضية السودانية وأصل جذورها التاريخية.
ونحن نعيش اليوم في عالم أصبحت فيه القضايا الوطنية ذات صفة عالمية تتأثر وتؤثر على المجتمع الدولي.
لقد كتب الكتاب والصحفيون كثيراً محذرين حكم الإنقاذ ومنذرين بأن هذه الطريقة ستقود السودان إلى تجاذبات ودروب ليس لنا قدرة عليها ولكن يبدو أن في النظام بعض من لا يدرك ذلك. ويبدو أيضاً أن بعض الذين أدركوا الحقائق وحاولوا دفع النظام للاستجابة أكثر لتطلعات الشعب لا يملكون لا الشجاعة ولا القوة في وجه المجموعة المتشددة في السلطة والحزب.