صاحب السيادة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمير عطا الله
رقمان من مصر: الأول على ذمة الزميل فاروق جويدة في "الأهرام"، وهو أن عجز الميزانية يبلغ 170 مليار جنيه، والثاني من الزميل سليمان جودة في مقالة السبت، وهو أن دين الدولة المصرية الداخلي هو تريليون جنيه. ألف ألف مليون. هذه الأرقام المرعبة ليست مسؤولية الدكتور محمد مرسي عيسى العياط، ولا مسؤولية رئيس وزرائه الدكتور هشام قنديل. هذه تراكمات منذ عهدي السادات ومبارك.
إذن، لا مسؤولية على الرجلين في المشكلة، ولكن باعتبار الأول رئيسا للدولة والثاني رئيسا للحكومة، فإن الحل هو مسؤوليتهما. الدول استمرارية والحكومات استمرار. لا مفر. مرسي هو الذي طلب من المصريين الرئاسة، وقنديل هو الذي قبل منه التكليف.
يصبح رئيس الجمهورية مسؤولا لحظة يؤدي اليمين الدستورية، وقد أداها الدكتور محمد مرسي العياط، مرتين، للمرة الأولى في تاريخ اليمين، يدا أو قسما. في الأنظمة الديمقراطية تبدأ محاسبة الرئيس بعد المائة يوم الأولى. مضى الآن على الرجل في رئاسة أكبر دولة عربية وأفريقية، مائتا يوم. ندعو له بعهد مزدهر، مدى الدستور، لا مدى الحياة.
ندعو له بكل صدق، لأن لا علاقة لنا كعرب غير مصريين بمن يكون رئيس مصر، لكن كل عربي معني مباشرة بكيف تكون مصر. أي هل أولويات الرئيس البرنامج الذي يخفف من ألف مليار ومعها 170 مليارا، أم كيف يتجاوز في ستة أشهر صلاحيات عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك؟ لا شك أن الدكتور مرسي قرأ تاريخ مصر وسيرة محمد علي وخلفائه، فأين عثر على شبيه له؟
يا سيادة الرئيس، قيل لمحمد حسني مبارك، هذه مصر. لا تلعب لعبة التوريث. لا تمزح مع مصر. لا تراهن كثيرا على لياقات المصريين. واخد بال سيادتك؟ لا تعبث بقلوبهم الطيبة. انتهى مبارك، الذي تريد إعادة محاكمته، ملقى على سرير في محكمة. لماذا تريد إعادة محاكمته؟ هل هناك أقسى وأصعب وأذل من هذا الحكم؟
يا سيادة الرئيس، منذ قرن وأنتم تعدون المصريين بنظام الرفاه وحق الكرامة. شاهدناك هذه الأيام خطيبا. سئمت مصر الخطابة. ملت استعباط الفرعون. تريد أن تعود سيدة بين الدول وعزيزة بين الأمم. لم تعد تتحمل أن تكون مدينة بألف ألف مليون، ومع ذلك بعضها جائع. لم تعد تتحمل أن تكون هموم حكامها الصلاحيات على الناس، بدل إصلاح أحوال الناس. سامحني يا سيادة الرئيس، ولكن الشعوب العربية لم تعد تطيق هرطقات سياسية ورجالا متألهين وحكومات مسربلة بالعجز. تريد فجرا، الرئيس فيه هو الحل وهو الوحدة وهو الجمع وهو الأمل وهو حبيب الناس لا سيدها. رئيس ينتخبه نصف المصريين ويحبونه جميعا.