جريدة الجرائد

العراق بلد الحضارات متى يعود لأهله؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الاله بن سعود السعدون


تاريخ العراق القديم يبشر بحضارات عريقة تركت في وادي الرافدين آثاراً من نورها دامت لأكثر من سبعة قرون، هذا البلد المعطاء العميق في عطائه للإنسانية جمعاء، فمن ترابه نبتت حضارة العدالة بمسلة حمورابي الشهيرة ومن ثقافته أوجدت الحروف المسمارية والتي نشرت أفكار المجتمع السومري لكل شعوب الأرض آنذاك وتشرفت أرض أور بولادة الخليل إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000 قبل الميلاد لتنتشر مع نور الشمس حضارة سومر ولتعم العالم بأسره وبفرسان أهل العراق انتشر الإسلام في كل آسيا وإفريقيا حتى أدرك التراب الصيني. بغداد دار السلام وعاصمة الرشيد في عهدها الذهبي انبثقت منها حضارة العباسيين فأبهرت شارلمان ملك فرنسا باختراعاتها العلمية وحياة أهلها الاجتماعية المتقدمة ورخاء أرضها وشعبها حتى إذا أمطرت أي غيمة في السماء كان خراجها لبيت المسلمين في بغداد. كل هذا الزخم الحضاري النادر ضاع وأصبحت دار الرشيد خرابة كبيرة هجرها أهلها خشية من الأذى على حياتهم وكرامتهم الإنسانية! وهل من الواجب القومي والإنساني الذي يربط العرب كل العرب بربيعهم الحارق وشتائهم الدافئ ترك الشعب العراقي وريث الحضارات والقيم والمواقف القومية في أزمات العرب العديدة والتي كان له السيف والذهب بذله رخيصا من أجل العروبة ومجدها وكرامتها وحماية منافذها من هجمات الطامعين والغزاة السالبين لثروات الأمة ومستقبلها السياسي فمهما عظمت وتعقدت الخلافات السياسية مع من يدير القرار السياسي العراقي في دهاليزه الداخلية والخارجية لا يستحق منا نحن العرب أجمعين ترك هذا الشعب الشجاع الأصيل وحيدا حائرا يتلقى اللطمات من أعدائه وطالبي الثأر من قوة مواقفه الوطنية من أجل صون شرف الأمة العربية وكرامتها ولا نتركه وحيدا أيضاً تستقطع ثرواته جزاء مواقف وقرارات خاطئة غير مسؤولة لقيادات فرضت نفسها على إرادته بالقوة والتآمر والسطوة، وكل العرب أيضاً جيران العراق إقليميا وأشقاء الدم يدركون عزل إرادة الشعب العراقي عن مسؤولية تلك القرارات العنترية المجنونة والتي عمت بشرورها الجار والشقيق!

بعد هذه السنوات العشر العجاف ومعها ثلاثة عقود ذاق معها الشعب العراقي الشقيق صنوف القهر والحرمان وضياع المال والدم والكرامة لا يمكن أن يترك وحيداً تتلاعبه خدع ودهاء المصالح الإقليمية والدولية ولابد من وقفة أخوية صادقة تشد من أزره وتنقله بأمان إلى مرحلة بناء دولته بوحدة قواه السياسية المشتركة وبثقة تامة من أجل هدف واحد يعتمد على كل أبناء شعب العراق باختلاف أعراقه وجذوره وبصفة واحدة هي المواطنة العراقية وبإرادة عربية صادقة لتنتشله من أزمته وتدعم مسيرته الوطنية من أجل بناء عراق جديد حر مستقل يكسر قيود الفصل السابع المكبل لقراره السياسي والاقتصادي وكل هذا سهل المنال بتعاضد أشقائه العرب مع جهوده الذاتية وتمنحه مساعداتها الأخوية بتسهيل وصول الخدمات العامة لشعبه الصابر فالربط الكهربائي العربي ليس عسيراً أو محرماً على شعب العراق الأصيل بعروبته أصلاً ومواقفاً، والخدمات الصحية والتعليمية تقديمها مساهمة أخوية لشقيق يستحق كل "الفزعة" من أشقائه وهو الذي لم يتأخر على طول فترات تاريخية لنجدة أشقائه العرب، ومن جهة ثانية ندعو كل العراقيين الخيارى والغيارى أن يحافظوا على إرث الحضارات المتعاقبة بامتدادها وبأمان للأجيال القادمة معتمدين على الله أولاً ومن ثم على وحدتهم الوطنية وسلامة واستقلال وطنهم الغالي الذي منحه الله سبحانه كل الخير على أرضه وتحت ترابه من ثروات تحيل شعب العراق لأغنى بقعة على الكرة الأرضية ومع هذا كله لابد من وضوح سياسته الخارجية وكسب ثقة جيرانه وأشقائه وأن يكون رسول سلام ومحبة تيمنا بتعاليم أبو الأنبياء وجد العراقيين إبراهيم عليه السلام!

إنها دعوة صادقة للسعي للم الشمل العربي ووضعه في سكته الصحيحة بعد أن محت آثار طرقه الوحدوية رياح ما يسمى بربيعه الحارقة ومعها ضاع قرارنا القومي العربي الموحد وغرقنا في الأمواج العاتية لطوفان الفوضى الخلاقة.

وإني على ثقة تامة أن أي يد تمتد بالخير والمحبة لشعب العراق الأصيل تتلاقفها ثلاثون مليون يد عراقية بشوق لقاء الشقيق العائد بعد غياب طويل!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العراق في حضن أهله
عراقي من اهل العراق -

الكاتب غير عراقي، ولا اعرف من أباح لهم التحديث باسم العراقيين او اعطاء او نزع الهوية عن عراقي، كان يجدر بالعنوان ان يكون: متى يترك العراق للعراقيين وشأنهم، فقط دعونا وسيصيبنا الخير الكثير

فات الأوان
على باب الله -

عزيزي الكاتب... من النادر قراءة كتابة موضوعية في الشأن العراقي دون ان تجرها العاطفة ؛ مذهبيا أو قوميا أو غيرها ولكنك أجدت ... انتظر العراق طويلا المسؤولية العروبية التي انخدع بها طويلا ولكن دون جدوى حتى آمن ان نعش القومية العربية شيع في بغداد كما كتب كاتب عراقي... لقد ساهم العرب أو تركوا أصابع الإرهاب تعبث في أهله وأمنه واستقراره وتركيبته... وحتى في الأزمة الأخيرة وقف العرب مع تفتيت الأرض العراقية عنادا ونكالا مع المالكي.. ولم يستوعبوا ان المالكي راحل ولكن الأرض باقية... وأي عراق يريد العرب وسوف يقطع أربا...لقد تغير العراقي كثيرا من سنة 1990 حتى اليوم لم تعد القومية تهمه كما ان الجيل الجديد غير معنى بالخارطة القومية... واعتقد ان خير وصف لوصف العرب ( القادة ) هو قول مظفر النواب............................................ ابارك فيك مشاعرك ... وكما أشار السيد عراقي من أهل العراق في تعليقه اننا لا نريد منكم إلا أن تتركونا لحالنا ..وهذا مطلب الأغلبية العراقية!

من انتم ؟
مات عفلق -

اثني على تعليق الاخ السابقوهنا يتضح موقف متكرر يسمح لغريب من دولة ان يحكم على شعب دولة اخرى بالوطنية من عدمها ؟.؟واذكر الكاتب بالدعوى الباطلة للمخلوع حسني حين تحدث بصفاقة من على فضائية واتهم 60& من العراقيين بانهم اتباع لايران ! ومالك انت ومال العراقيين ؟نحن باسيا وانت بافريقيا !! اذهب واشبع بطون شعبك وبعدها اتحفنا برأيك السديد !تجلس ببيتك وتسمع الاهانات من جيران السوء ! كل من اسهم بخراب العراق وموت العرؤاقيين بحروب وحصار سيناله مايستحق وفق قوانين السماء وان كنت تريد عودة العراق لاهله فماقولك باصل العراق من المسيحيين والصابئة واليهود الذين سكنو ارظ الرافدين قبل غزو جراد الصحراء ؟ام ان من حقوقكم تعيين زمان بدء العراق كوطن ؟ ليتلائم مع اوهامكم المريضة ؟ القادم اكبر من الجميع وقد دفع العراق الثمن مضاعفا والدور على غيره !

إتركونا وشأننا
عراقي متشرد -

إذا كان هذا السعودي حريص على العراق وأهله ويحزن لما أصاب العراق،فعليه أن يوجه كلامه الى حكامه .....كما كان عليه أن يطلب من وعاظ السلاطين الكف عن تحريض السعوديين وغيرهم من الدهماء على الذهاب الى العراق لقتل أولئك الذي يسمونهم الكفار،في وقت لم نشاهد دعوة واحدة من هؤلاء على الذهاب لمساعدة مسلمي الروهينغا أو الذهاب الى فلسطين التي لا تفصلها عن بلده سوى عدة كيلومترات وهو خليج العقبة،وقذيفة هاون تصل الى شواطيء إسرائيل،وفي جميع حروب العرب لم تطلق السعودية قذيفة واحدة عبر هذا الخليج.سنعلم أولادنا وأحفادنا أن جميع المصائب التي مرت علينا خلال الخمسين سنة الماضية سببها أنتم وباقي الخليجيين.

شكرا للكاتب على مقاله
علي البصري -

اشكر الكاتب لانه ينتصر للعراق ويريده معافى حتى وان كان من اي قطر عربي ولا اتفق مع المعلق 1 ياخوان انفتحوا اسمعوا فان اعجبكم الكلام فخيرا وان لم يعجبكم انقدوا او اسكتوا فكلام المعلق خيرا للعراق واهله ،فهل تمنعون العراقي في نقد الوضع السعودي او الكويتي او المصري طبعا هذا غير صحيح فكلنا ابناء يعرب وان لم نكن فنحن ابناء منطقة واحدة او سفنية لها مصير ومصالح مشتركة ،مرة اخرى اشكر الكاتب الاخ عبد الاله السعدون وله كل التحية من ثغر العراق الباسم البصرة التي تحتضن عشيرة آل السعدون وهي من عشائر الاخوان السنة الكرام .

لازالت الدنيا بخير
الفقار -

مقدما تحياتي للاخ الكاتب على الموضوع المعتدل بلغته واتجاهاتهمن النادر ان نقراء هذه الايام لكاتب من السعودية شىء عن العراق ولايجير لحساباتمشبوهة .وعليه انا استغرب من التعليقات الصفراء الواردة في الردود فبدل ان نحتفي بلغة سمحه لاتخدش مشاعرنا كما هو الحال مع الكثير من كتاب الماجورين في موضوعاتتعودناها .الى الاخوة اصحاب الردود اقراءوا بهدوء ولتكن ردودكم منصفة والله الموفق.شكرا للاخ الكاتب ننتضر جديدك..

حضارة 5000 سنة في بلاد ال
Rizgar -

كلمات انشائية فارغة؟ هل تستطيع حضارة 5000 سنة في بلاد الرافدين أن تشبع جوع طفل عراقي محاصر بالمجاعة و التخلف ؟

أعلى مراحل العنصرية
Rizgar -

فالربط الكهربائي العربي ليس عسيراً أو محرماً على شعب العراق الأصيل بعروبته أصلاً ومواقفاً، ؟ ........... أعلى مراحل العنصرية .فالعربي العراقي جزء لايتجزء من الامة العربية وهو مرتبط ماديا ومعنويا بامته، ماديا: هو امتداد طبيعيللاراصي المتصلة به شرقا وغربا وجنوبا، وهو متصل اصولا ولغة وتراثا وتاريخا ودينا ومشاعرا وآلالروابط التي تقوم الامة او الشعب الواحد.والشعب الكردي ضمن جغرافية مايسمى بالعراق كذلك جزء من الامة الكردية ويرتبط بامته شمالا وشرقاوغربا جغرافيا واصولا ولغة وتاريخا ودينا ومشاعرا وطبائع واقتصادا وكل الروابط التي تقوم الامة اوالشعب الواحد.وكل منهما يقيم على ارضه التاريخية منذ آلاف السنين، وهما لم يندمجا حتى اليوم في اي من تلك المقوماتعدا الكيان السياسي الممسوخ الذي اجبروا على الاشتراك فيه عنوة وخبثا، فهما لا يشتركان في اية اولويات،فلا هما يشتركان في اللغة ولا المشاعر ولا التاريخ ولا الدين ولا الطبائع ولا الاقتصاد ولا هم يحزنون.فالعرب العراقيون ساميون عرب (او مستعربون) مسلمون اندمجوا كليا في الكينونة العربية الاسلامية ولايختلفون عن اي عربي اخر في العالم تواصلا وتفاهما وتوجها مستقبليا، والتاريخ العربي الاسلامي بالنسبةللكرد تاريخ احتلال وارضاخ واجبار لا يعترف به عن طيب خاطر او قناعة، بل رغما عنه وتسليما بامر واقعمفروض الى حين تكون الفرصة متاحة امامه للاستقلال، والتاريخ العربي الاسلامي بالنسبة الى الكرد ليساكثر مما هو بالنسبة الى الترك او الفرس باي حال من الاحوال، ان لم نقل انها اقل بكثير الكثير من ذلكالشعبين، لسبب بسيط هو انهما استخدما الاسلام لصالحهما للسيطرة على الشعوب الاخرى ومنها العربيةالصاحب الاصلي للديانة المذكورة، بينما لم يفعل الكرد ولا في نيته ان يفعل، والشعب الكردي من اصول مختلفةجذريا عن الاصول العربية السامية، فهو كاري اقرب الى الفرس او الهنود منها الىالعرب، ولم يَستعرب او يُستعرب كغيره لا شعبا ولا ارضا، وحتى دينه الزرادشتي مازال حيا يرزق مختفياتحت عباءة الاسلام خوفا من البطش الاسلامي غير المتسامح معه، والشعب الكردي مازال يحتفظ كذلك بحلمهالكردي الكبير في اقامة دولته القومية على ارضه التاريخية كباقي شعوب الارض متى ما سنحت له الفرصةفي غفلة من جيرانه المحتلين الالداء، فهل يمكن ان تستمر الترقيع والتركيع والمخادعة والاجبار الى الابد،

العراق بين يدي اهله .. !!
HG -

العراق بين يدي أهله أخي الكاتب .. بكل ما فيهم من خير و شر .. و عقم و إنجاب .. و رؤية و عمى .. و سذاجة المؤمن الْمُسَلِمْ و حماقة الطائش الداعر .. ذكاء الحليم و بلاهة الزنيم .. و حكمة العارف و طيشْ الجاهل و و و لك أن تتساءل و لنا أن نُجيب!!ليتك وَجَهت سُؤالَكَ إلى العُتاة وُلاة الأمور و الكرام مشايخ الدين المقهور ..و ليتكَ جئتنا بإجاباتهم و فلسفاتهم و حكمة خبراتهم و علمهم ..نحن في العراق شَبِعْنا (حد التخمة) من شعارات القومية .. عرفناها, مَللْناها .. طَعمها مُر في حلوقنا .. صوتها صَفَعات على وُجوهنا .. نحن الذينَ وَصَفْتنا (حَقاً) بمقالك الموسوم بَذَلنا لِغيرنا (و برعونة قادتنا) الأموال و الأبناء لأجل ما ذكرت من الشعارات .. و نحن الذين سُئلنا في مطارات عواصمكم عن الأسم الرباعي و اللقب (تَصَوَرْ حتى العراقيين من حَمَلَةْ جوازات سفر من بلاد العهر و الأستعمار) قُبِلوا بهذه الكرامة و الحفاوة في بلاد الإيمان و العروبة و ... أخي السعدون لا تكتئب إن سمعت من العراقي هذا القول "إتركونا بحالنا" لأنَ فيهِ رحمة و فيهِ حكمة مفادها؛ سَئِمنا, دَعونا و عفى الله عما سَلَفْ.لا تَبتَئس أخي السعدون .. نحنُ العَربْ أُمة شُتات!!

الى متى ؟
ذو الفقار -

الى متى يبقى العرب ينادون بالشعارات ؟ الى متى تبقى الكليشات على الالسن ؟ الى متى نسعى لوحدة الفرقاء و الاعداء الذين لا يجمعهم شئ واضح ؟ الى متى يبقى العرب يتدخلون بشؤون جيرانهم بحجة العروبة ؟ الى متى يبقى العراقيون في دائرة الاتهام و الشك ؟ الى متى يبقى البكاء على الاطلال ؟ .............لا نريد الا ان تتركونا و توقفوا تدخلاتكم و هذا سيكون افضل عون عربي قدم الى العراق