الكويت: بعد الأول من ديسمبر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حسن عبدالله جوهر
بداية أكرر اعتذاري للأخوة الكرام في "المنبر الديمقراطي" عن عدم القدرة على حضور الندوة المخصصة لما بعد الأول من ديسمبر لظرف طارئ، وأحاول تسليط الضوء على بعض النقاط التي كنت أرغب في الحديث عنها في هذه المناسبة.
المشهد السياسي بعد الانتخابات بالتأكيد معقد إلى حد قد يصعب التكهن بتداعياته، لأنه باختصار عبارة عن "شرباكة" ليس في البعد السياسي والشعبي وإنما من الجانب القانوني والدستوري.
لو استبعدنا تأثير المقاطعة والحراك الشبابي والمسيرة المرتقبة اليوم وإرهاصات ذلك كله، بالإضافة إلى الطعن في مرسوم الصوت الواحد، لاعتبرنا أننا بصدد مشهد آخر صعب بكل المقاييس في حد ذاته.
فهناك بوادر جملة من المشاكل الجديدة تبدو في الأفق، وفي مقدمتها معركة شطب المرشحين، فمن الناحية القانونية قررت اللجنة العليا للانتخابات شطب عدد مهم من المرشحين تحت عنوان "السمعة السيئة"، وشملت هذه التصفية بعض المثيرين للفتنة الطائفية والفئوية، إضافة إلى من وُجِّهت إليهم تهم "الإيداعات" أو بالعرف الكويتي "القبيضة"، ومعظم هؤلاء من حلفاء الحكومة التقليديين والجدد ممن ضحوا حتى بسمعتهم من أجلها!
وعلى الرغم من إلغاء المحكمة الإدارية لقرار الشطب فإن الحكومة نفسها هذه المرة ومن خلال "الفتوى والتشريع" مصرة على شطب نفس المرشحين، ومن يقرأ صحيفة الاستئناف يفاجأ بتلك العبارات القاسية والصورة الشائنة التي شبهت بها الحكومة "عيالها"، خصوصاً في جانب النزاهة واعتبرتهم غير جديرين بتمثيل الأمة!
وإن نجحت الحكومة في شطب هؤلاء المرشحين فستفتح أبواباً جديدة في القضاء الدستوري وشرعية المجلس المقبل، وإذا فشلت ونجح هؤلاء في الانتخابات فستكون هناك معارك سياسية شرسة مع رئيس الوزراء الحالي، حيث لم يتردد البعض في إعلان موقفه من دعوته إلى التنحي، أي أن التأزيم والاستجوابات ستكون سمة المجلس المقبل بل وبشكل مبكر، بل إن هناك من المرشحين المشطوبين من نادوا بانضمام قواعدهم إلى المشاركة في مظاهرات المعارضة!
ومما يرجح لجوء بعض النواب إلى الاستجوابات أيضاً أن الحكومة استغلت فترة الانتخابات لإصدار قوانين وقرارات شعبية سحبت من خلالها البساط من محاولة التشريع الشعبوي.
وهناك أيضاً مجموعة جديدة من المرشحين بالتأكيد ستفوز لتثبت أنها بقدر المسؤولية ونجاحها يكمن في ضرب الحكومة لإثبات الوجود والاستقلالية، وأمثال هؤلاء قد يكونون مصدر إزعاج حقيقي أيضاً، وباختصار ستستمر دوائر الأزمات على مختلف الأضلاع وسط امتداد الاحتقان الشعبي في كل الزوايا!