جريدة الجرائد

السلفية الجهادية .. الأكذوبة الكبرى

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن علي الهرفي


من المؤسف أن مصطلح "السلفية" أصبح من المصطلحات التي لا يعرف معناها إلا بضوابط دقيقة، حيث تشعب معنى هذا المصطلح بحسب أتباعه!! فهناك سلفية وصفها أصحابها بأنها "وسطية"، وقالوا إنها الأفضل ولا شيء سواها!! ثم سمعنا بـ"السلفية الجامية" المنسوبة لـ"محمد أمان الجامي"، ومع أن أتباعها ينكرون انتماءهم للجامي، ويقولون: إن سلفيتهم هي السلفية الحقة إلا أنهم لا يعرفون عند عامة الناس إلا بالجاميين!! وهناك "السلفية الجهادية" التي برزت بقوة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وكان بداية ظهور هذا التيار في مصر، ثم انضم بعض قادته إلى تنظيم القاعدة وجعلوا من تغيير الأنظمة بالقوة شعارا لسلفيتهم، وقد وصف بعض الباحثين هذه السلفية بـ"الجهادية" تمييزا لها عن باقي السلفيات التي لا ترى الجهاد طريقا لحل أزمات المسلمين، أو ترى وجوب طاعة ولي الأمر بالمطلق مهما كانت عقيدته حتى لو أظهر الكفر البواح!!
السلفية الجهادية ــ كما يقول أصحابها ــ جاءت لمحاربة الحكام الطواغيت الذين لا يقيمون شرع الله ويقفون إلى جانب الكفار ضد مصالح المسلمين في كل مكان، وهؤلاء ــ أي الحكام ــ يجب التبرؤ منهم ومقاومتهم بالسلاح وإحلال آخرين بدلا عنهم.. بهذا المفهوم بدأ السلفيون الجهاديون ينظمون صفوفهم لتحقيق رؤيتهم الفكرية عن طريق (الجهاد!!) داخل حدود العالم العربي والإسلامي، وكانت قمة (جهادهم!!) العملية التي قاموا بها في أمريكا عام 2001م التي ظنوا أنها ستحقق لهم النصر المبين!!
رؤية السلفية الجهادية لم نجد لها قبولا في أوساط عامة المسلمين؛ لأنها ــ بكل بساطة ــ لا تتفق مع مفهوم السلفية ولا تتفق ــ أيضا ــ مع مفهوم الجهاد.
إن فكرة تكفير عامة المسلمين الذين لا يتفقون مع فكرة دعاة السلفية الجهادية أمر لا يمكن قبوله؛ لأنه يتنافى مع أبسط مفاهيم الإسلام، كما أن الأسوأ هو استباحة قتل المسلمين باعتبارهم كفارا أصليين أو حماة للكفار!!..
قد يكون من بين هذا النوع من السلفيين من يرى قتل المسلم في حالة الاضطرار، لكن هذا المسلم ــ حسب رؤيته ــ سيذهب إلى الجنة، وهذه خدمة يقدمها (القاتل) لضحيته، وربما ينتظر ذلك (القاتل) من يشكره على فعلته تلك!!
تكفير المسلم ليس من صفات السلف، وقتله جريمة عظمى، وليس من حق أحد أن يتطوع بالإسراع في إلحاق مسلم بالجنة وهو يعتقد أنه يقوم بعمل عظيم!! فهذا من أسوأ أنواع الجرائم الشرعية، فكيف يمكن أن نجعل الجهاد قتل المسلمين أو المعاهدين الذين دخلوا بلاد المسلمين حسب اتفاقات واضحة، ولو علم هؤلاء أن هناك من سيستبيح دماءهم في البلاد التي سيذهبون إليها لما خرجوا من بلادهم!.
السلفية الجهادية بدأت بالانحسار، وربما كان لـ"الربيع العربي" دور في ذلك، كما أن بعض كبارهم تراجعوا عن أفكارهم، وكتبوا ذلك في مجموعة من الكتب تركت أثرا في مجموعة كبيرة من أتباعهم، وأيضا كان لهذه المؤلفات أثر في ابتعاد الكثيرين عن أصحاب هذا الفكر الذي ثبت أنه لا يتفق مع قواعد الإسلام، بل ثبت أنه من أكبر معوقات انتشار الإسلام، كما أن قتل الناس وتكفيرهم أعطيا انطباعا عند عامة الغربيين بأن الإسلام هو دين الإرهاب، ما سهل لأعدائه تجييش الكثيرين ضده، مما جعلنا نرى ظاهرة انتشار الخوف من الإسلام "فوبيا الإسلام" في أوساط الكثيرين، فعوقت حركته وأساءت إلى أهله كثيرا.
أعتقد أن هذا التيار في سبيله إلى الزوال، وبخاصة إذا ضعفت البيئات الحاضنة له. أما أنواع السلفيات الأخرى، فستبقى يصارع بعضها بعضا، إذ أن كل مجموعة ترى أنها حاضنة السلفية الحقة على عكس سلفية الآخرين، والحق أن كلا يدعي وصلا بليلى وأظن أن ليلى لا ترضى بهم جميعا، فهناك سلفية واحدة بفهم واضح سليم لا يخضع للأهواء والمصالح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذيان كتّاب التدجين؟!
مواطن عربي مهاجر -

ليست المشكلة ان هناك من كشّروا عن مكنونات صدورهم في لحظة فرح كبيرة لاغلبية عربية مسلمة تتطلع الى تسونامي الربيع العربي لاحداث تغيير مطلوب، بل طال انتظاره، لنهضة الامّة وتقدمها. المشكلة العويصة على الهضم ان هؤلاء الكتاب او من يقود عملية تسخيف ما يمكن انجازه والهجوم على حركات الامّة النشيطة اللي على الاقل تحاول جاهدة هم من "خلفية" صدّعت رؤوس اجيال من امّتنا وهي تدّعي اسلاميتها وحرصها على الاسلام وابوّتها لدين الامّة وحربها المقدّسة ضد الشيوعيين والماركسيين والاشتراكيين والناصريين والبعثيين والقوميين وكل حركات الطرف المقابل للاسلام الحركي؟؟؟؟؟!!! انا كمواطن عربي مندهش: كيف يتلون بعض "الكتّاب" في حروبهم الدونكيشوتية المدمّرة ويختارون اهدافهم ويحددون اعداءهم بطريقة مكشوفة دونية تتمثّل في استعداء اي جماعة او حزب او طرف او مكون "يتحرّك" خارج نطاق "الابوّة" و "الاسرة الحاكمة" و "الوراثة" للبشر والشجر والحجر والسماء والارض والهواء وكل ما وهبه الله تعالى لهذه الامّة؟؟؟!!! مع اننا كلّنا نعرف معرفة تامة ويقينية وموثّقة ومسجّلة وعليها شهود محليين وغير محليين ان موضوع "الاسر المقدّسة الملكية الاميرية السّامية الخ الخ الخ" هي صناعة بريطانيا العظمى لاجل ثروة سوداء تفجّرت في ارض امّتنا هبة ومنحة وثروة من الله سبحانه وتعالى ولا دخل لهذه "الاسر المقدّسة الملكية الاميرية السّامية الخ الخ الخ" في تكوينها واكتشافها واستخراجها وتصديرها وتحديد انتاجها وتحديد سعرها وووو؟؟؟!! وجلّ ما تعمله هذه "الاسر المقدّسة الملكية الاميرية السّامية الخ الخ الخ" استلام الايرادات وصرفها على شوية كماليات ومُتَع شخصية لم تستفد الامّة منها الا "يا دوب ما يسدّ الرمق"؟؟؟؟!!! لماذا يقود الهجوم على خيارات ابناء الامّة العربية والاسلامية وتطلعاتهم لحاضر افضل وغد اكثر اشراقا مجموعة من "الكتّاب" ممن صدّعوا رؤوسنا عقودا وهم ينشدون علينا مغنياتهم وعظاتهم في فضل الاسلام وسؤدد الاسلام وخلافة الاسلام وعدل الاسلام ودولة الاسلام وتاريخ الاسلام وووووو؟؟؟!!! الاسلام العظيم ليس هو ما تتبنّاه وتحرص عليه وتشجّعه وتدعوا له وتعظ به ووو مجموعة "الاسر المقدّسة الملكية الاميرية السّامية الخ الخ الخ". هناك اغلبية شعبية عربية مسلمة غير مقتنعة بهكذا اسلام سلاطين مهما تفصحن علماء السلاطين وتطاول كتّابهم. حركات الاسلام السياسي انتزعت شرعي

كل ماعرفه
عبد السلام -

فرض الغطاء الكامل في نجد وما جاورها كما هو متبع في مدارس البنات وكثير من الاسواق, رغم ان السنة من دول اخرى لا يقرون ذلك (هذه ترجمة السلفية)

كل ماعرفه
عبد السلام -

فرض الغطاء الكامل في نجد وما جاورها كما هو متبع في مدارس البنات وكثير من الاسواق, رغم ان السنة من دول اخرى لا يقرون ذلك (هذه ترجمة السلفية)