جريدة الجرائد

مخاطر الرهان على «الاخوان المسلمين»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شملان يوسف العيسى

ليس من مصلحة دول الخليج أن تتحول مصر إلى دولة دينية لأن ذلك يهدد مصالحها


استمر الجدل السياسي في مصر بعد ان قرر اعضاء اللجنة التأسيسية للدستور التصويت على المسودة النهائية تمهيداً لقرار منتظر من الرئيس محمد مرسي بدعوة الشعب المصري الى المشاركة في الاستفتاء على الدستور الجديد في حين اعلن قضاة مصر رفضهم الاشراف على الاستفتاء.
وجاء قرار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بالاستعجال بالانتهاء منة تفادياً للحكم المتوقع اصداره من المحكمة الدستورية بحل الجمعية.
نادي القضاة بدوره صرح عنه عضو مجلس الادارة المستشار سامح السروجي ان القضاة ملتزمون بقرارات رفض الاعلان الكارثي الذي اصدره الرئيس ومن بينها رفض الاشراف على استفتاء الدستور المعيب الذي لا يليق بمكانة مصر لافتا الى ان الجمعية التأسيسية فقدت شرطاً مهماً وهو عدم التزامها بطرح المسودة النهائية للدستور لحوار مجتمعي قبل طرحه لاستفتاء شعبي.
كشفت الممارسة السياسية للاخوان المسلمين بعد وصولهم في ضوء الاحداث الأخيرة في مصر انها مهددة لاستقرار مصر ومستقبل الدولة المدنية فيها.. وحالة عدم الاستقرار قد تمتد الي كل ارجاء الوطن العربي، كما ان هذه الممارسة تكشف زيف وادعاءات جماعات الاسلام السياسي في الوطن العربي والخليج حيث تروج هذه الجماعات بأنها عنصر امن واستقرار للمنطقة والانظمة السياسية فيها بعد ان لبست هذه الجماعات رداء الاسلام.
وقد تعاونت دول الخليج معهم واحتضنتهم طوال الثلاثين عاماً الماضية وقد استعانت الانظمة بهذه الجماعات لضرب التيارات التقدمية والقومية والليبرالية حتى وصل الأمر الى اشراكهم بالوزارات في بعض دول الخليج.
من المفارقات الغريبة ان القوى القومية والديموقراطية التي كانت تعادي تيارات الاسلام السياسي في السابق تحالفت مع هذه القوى السياسية المتزمتة بعد الازمة الدستورية بالكويت وصدور المرسوم الاميري بتقليص عدد الاصوات من اربعة الى صوت واحد، حيث تحالفت القوى المدنية من قوميين تقليديين وتيارات وطنية وديموقراطية والتيارات والقوى القبلية ضد الحكومة منادين بان معارضتهم نابعة من حرصهم على الاصلاح وحماية الدستور والمسيرة الديموقراطية لكن احداث مصر الاخيرة كشفت لنا زيف هذه الدعاوى والشعارات لدى "اخوان" الكويت ومعهم التجمعات القبلية حاولوا تغيير المادة الثانية من الدستورة واسلمة القوانين في الدولة، لكن الاسرة الحاكمة ممثلة برئيس الدولة تصدت لكل هذه المطالبات.
التساؤل الذي يطرحه الجميع اليوم ما هو موقف دول الخليج من احداث مصر؟ صحيح ان ما يحدث في مصر شأن محلي يخص المصريين فقط لكون مصر اكبر دولة عربية وان الحزب الحاكم الجديد ("الاخوان" المسلمين) له امتدادات عربية ودولية واسعة حيث تمتد تنظيمات الاخوان للخليج والاردن والمغرب وسورية والعراق وغيرها، هل من مصلحتنا في الخليج المراهنة على استقرار مصر تحت نفوذ الاخوان؟ ليس من مصلحة دول الخليج ان تتحول مصر الى دولة دينية تحت حكم "الاخوان" لان ذلك يهدد مصالحها كما يشكل خطورة على امنها واستقرارها يكفي دول الخليج المعاناة من استفزاز الجارة الكبرى المسلمة في الخليج فنحن نرفض ان تكون منطقتنا منطقة صراع للطوائف والمذاهب.. لذلك ندعم القوى المدنية في مصر التي تتطلع لتعزيز الديموقراطية والدولة المدنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف