الراحلون كبار... تركوا بصمات وأعمالاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من "الصريح" ووردة... إلى تاجا ورمزي والشريعي
بيروت
وكأنه "عام الرحيل" وفراق الكبار، إذ شهد العام المنصرم رحيل عدد كبير من نجوم الفن في العالم العربي، ولكنهم تركوا أعمالاً تبقى في ذاكرة العشاق والمحبين.
آخرهم كان الممثل المصري محيي الدين عبد المحسن، وقبله الموسيقار المصري الكبير عمار الشريعي، والذي رحل في شهر ديسمبر الجاري بعد صراع مع المرض في ظل تخلي الدولة عنه حيث كان يعاني من مشاكل خطيرة في القلب استوجبت نقله للعلاج في الخارج لزرع قلب. وبعد خطابات متتالية للدولة وللرئيس المصري محمد مرسي، لم يستجب أحد من الدولة وكانت النتيجة رحيل الملحن الكبير في صمت.
وفي الكويت أسدل الستار على حياة أكثر من فنان وإعلامي ممن كانت لهم إسهامات مهمة، من بينهم الإعلامي القدير أحمد سالم الذي قدم الكثير لشاشة التلفزيون وميكروفون الإذاعة، حيث كان من الرواد الذي ساهموا في وضع لبنة راسخة في العمل الإخباري في التلفزيون والعديد من البرامج الإذاعية التي تعتمد على المعلومة، كذلك قدم الكثير من الأعمال التاريخية والدرامية في الإذاعة.
كما غيب الموت في نهاية نوفمبر الشيخ الشاعر صباح الناصر الملقب بـ "الصريح"، وهو من أسس شركة "هاب" للإنتاج الفني وقدم ودعم الكثير من الأصوات الشابة سواء في الخليج أم العالم العربي وتبنّى مجموعة كبيرة من الأعمال الوطنية وكتب عدداً لا يستهان به من الأغاني العاطفية.
وغيّب الموت مستشار فرقة المسرح الشعبي أحمد العدساني، وقد شكّل رحيله صدمة بالنسبة إلى الكثيرين من العاملين في الوسط الفني، خصوصا أنه كان يستعد للمشاركة في فعاليات المسرح العالمي في الشهر نفسه بعرضين مسرحيين، أحدهما تحت مظلة المسرح الشعبي والآخر مع فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية. وكان يُعرف عن العدساني أنه أحد فرسان المسرح الشعبي الذي ارتبط معه منذ الستينات وتدرج في مناصب عدة فيه، وكان أحد الداعمين له.
كما رحل عدد من المبدعين في الخليج كان أبرزهم عميد الأغنية السعودية الملحن طارق عبد الحكيم، الذي قدم للفن والتراث السعودي والخليجي الكثير، حيث ساهم بشكل كبير في التعامل مع الموسيقى الحديثة وتوظيفها بشكل جيد مع التراث السعودي وتعامل بشكل مرن مع الآلات الموسيقية الحديثة وقدم من خلالها العديد من الألحان التي استمع إليها الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج. كذلك رحل الملحن السعودي صالح الشهري، وهو من جيل الثمانينات والتسعينات، وساهمت ألحانه في نجومية العديد من الفنانين من أبرزهم راشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وأحلام وغيرهم.
وفي سورية، فقدت الساحة الدرامية عدداً من الممثلين، أبزرهم القدير طلحت حمدي إثر أزمة قلبية، وكان سبقه القدير خالد تاجا الملقب بـ"أنطوني كوين العرب" بعد تعرضه لجلطة حادة أصابت رئتيه. والمعروف عن القديرين أنهما ساهما بشكل كبير في النهوض بالدراما السورية والعربية أيضاً.
أيضاً غيّب الموت الممثل صبحي الرفاعي والد الفنان وائل شرف (الشهير بمعتز باب الحارة) إثر إصابته بجلطة. أما الحادثة التي تركت صدمة في الشارع الفني، فكانت مقتل الممثل الشاب محمد رافع على خلفية دعمه للنظام السوري.
بالعودة إلى مصر، فقد رحل الفتى الوسيم أحمد رمزي نجم السينما المصرية، والذي تميز في دور الشاب "الجان"... رحل في صمت بعيداً عن الضجيج، وهذا ماكان قد اختاره لنفسه حيث قرر منذ أكثر من 10 سنوات العيش بمفرده في إحدى القرى السياحية في الساحل الشمالي المصري التي فاجأه الموت فيها إثر أزمة قلبية هذا بجانب إصراره على أن يتم دفنه في الساحل الشمالي أيضاً بعيداً عن الزحام.
كما خيّم الحزن على الوسط الفني برحيل نجمة الغناء الجزائرية وردة التي وافتها المنية في شقتها بالقاهرة، حيث كانت تجهّز لتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة، وتمّ نقل جثمانها للدفن في مسقط رأسها في الجزائر وأقيم لها عزاء في الجزائر وآخر في القاهرة بحضور ألمع نجوم الفن والغناء في الوطن العربي.
ورحل أيضاً الفنان يوسف داود في هدوء شديد بعد معاناة مع المرض، كما غاب عن عالمنا الفنان سيد متولي الذي ابتعد عن التمثيل لفترة طويلة بسبب المرض والسن، ورحلت أيضاً الفنانة نادية عزت بعد أزمات صحية عدة، بالرغم من حرصها على الاستمرار في متابعة أعمالها الفنية حتى الأيام الأخيرة.
ولا تنتهي اللائحة، إذ غيّب الموت الفنان حاتم ذو الفقار عن عمر ستين عاماً، وأتت الوفاة طبيعية كون ذو الفقار لم يكن يعاني أي مرض. وتوفيت أيضاً الفنانة القديرة سهير الباروني بعد صراع طويل مع أمراض الشيخوخة، علماً أنه عُرض لها بعد وفاتها مسلسل "فرقة ناجي عطاالله" الذي شاركت فيه إلى جانب الفنان عادل إمام.
وبين المخرجين رحل المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ، عمدة الإخراج، وأثر رحيله في الوسط الفني خاصة أنه واجه أزمة صحية شديدة الفترة الأخيرة استلزمت بقاءة في العناية المركزة إلا أن الدولة رفضت الاستجابة لدعوات النقابة لتتولى سفره للعلاج في الخارج ما جعله فريسة للمرض والموت.
أما الفنان فؤاد خليل، والذي قضى سنوات طويلة من حياته راقداً في الفراش بسبب تنوّع الأمراض التي أصيب بها، ما صعب قدرته على الحركة والتنقل ولازم الفراش لسنوات عديدة، فقد فارقت روحه الحياة بعد أن انتصر عليها المرض.