الإبراهيمي: الحل ممكن في 2013 ... ولديّ «مقترح» قد يحظى بموافقة الجميع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة
تستمر العمليات العسكرية في سورية بوتيرة تصعيدية مع محاولات لقوات النظام والمعارضة المسلحة تحقيق نقاط على الارض، في وقت لم تنجح التحركات الديبلوماسية المكثفة التي شهدتها موسكو خلال الايام الماضية في فتح كوة في الازمة المستمرة منذ 21 شهرا.
ورغم عدم بروز اي افق للحل نتيجة المحادثات التي اجراها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في روسيا خلال اليومين الماضيين وقبلها في دمشق مع الرئيس بشار الاسد (ا ف ب، رويترز)، اعلن موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية من القاهرة، أمس، ان "الوضع في سورية يتدهور بشدة لكن لا يزال من الممكن التوصل الى حل في 2013 بموجب شروط خطة السلام التي تم الاتفاق عليها في جنيف في يونيو الماضي"، مشيرا الى ان لديه "مقترحا للحل" قد يحظى بموافقة الجميع.
وأضاف أن "الدولة ستنهار من دون التوصل الى حل"، مؤكدا مجددا تحذيرات من أن سورية يمكن أن تتحول الى "جحيم" والى "صومال جديد".
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الوضع في سورية "سيئ جدا جدا ويتفاقم كل يوم". واضاف: "اذا كان 50 ألفا قتلوا خلال ما يقرب من عامين، فان الازمة اذا استمرت لا قدر الله سنة اخرى سيقتل 100 ألف"، مجددا التحذير من انه "اما الحل السياسي وإما الجحيم".
وقال الابراهيمي ان لديه "مقترحا" للخروج من الازمة السورية "يمكن ان يتبناه المجتمع الدولي"، موضحا ان هذا المقترح يستند الى اعلان جنيف الصادر في يونيو 2012، وانه اجرى محادثات بشأنه في سورية ومع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة هيلاري كلينتون.
واضاف ان هذا المقترح "يتضمن وقف النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي الى انتخابات اما رئاسية وإما برلمانية وارجح ان تكون برلمانية لان السوريين سيرفضون النظام الرئاسي كما كان في العقود الماضية".
واعتبر انه اما ان يتم التوصل الى "حل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق له طموحاته وحقوقه المشروعة وإما تتحول سورية الى جحيم. سورية لن يتم تقسيمها بل ستحدث صوملة وسيكون هناك امراء حرب في سورية".
وتابع الابراهيمي "أنا اقول ان الحل يجب ان يكون في هذه السنة... 2013، الحل ممكن ولكن يزداد صعوبة كل يوم ولو تم التعامل في سنة 2011 لكان أسهل بكثير اليوم. لا شك أنه أصعب بكثير لكنه ممكن... ممكن جدا".
وحول إصرار المعارضة السورية على تنحي الأسد، قال الإبراهيمي: "من حق المعارضة أن تطالب بتنحي رئيسهم اليوم قبل الغد والسؤال كيف يتم الوصول إلى ذلك، وهذا وغيره يتم عبر الحل عن طريق عملية سياسية. وتابع: "هم يقولون منذ سنتين ضرورة تنحي الأسد، لكنه مازال موجودا، فالحديث عن الرغبة المشروعة يجب أن يتبعه عمل، وأنا مقترح أسلوب العمل، يؤدي إلى تغيير حقيقي شامل، فلا يمكن أن تحكم سورية مثلما حكمت في الأربعين عاما الماضية، ولدينا مقترح أعتقد أن المجتمع الدولي سيتبناه".
وشدّد على أن "معالجة الأزمة السورية مسؤولية المنطقة ليست من منطلق أخوي، ولكن من منطلق مسؤولية الدفاع عن أمن هذه الدول نفسها، ومسؤولية دولية من المجتمع الدولي، فمجلس الأمن مسؤول عن السلم والأمن في العالم، والسلم والأمن في العالم سيبقى مهددا من سورية إذا لم يتم حل الأزمة خلال بضعة أشهر".
وكان الأمين العام للجامعة العربية استقبل في مقر الجامعة العربية امس، المبعوث الأممي المشترك إلى سورية، في أعقاب زيارة الأخير إلى موسكو وإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في شأن الأزمة السورية، ومن قبلها زيارته إلى دمشق ومحادثاته هناك مع الرئيس بشار الأسد.
وتحدثت مصادر ديبلوماسية عربية، إن "الإبراهيمي أطلع العربي على نتائج زيارته لدمشق ولقائه الأسد والمعارضة السورية والوضع المثير للقلق في سورية، في ضوء المجازر التي يرتكبها النظام يوميا في حق المدنيين والحلول الممكنة لحل الأزمة سلميا، كما أطلعه على نتائج لقاءاته في الخارج مع المعارضة السورية في ظل رفضها لإجراء محادثات مع نظام الأسد والأفكار التي يحملها بخصوص التوصل إلى حل للأزمة، إضافة إلى مشاوراته مع القادة الروس في موسكو والرؤى الروسية في شأن حل الأزمة السورية".
وأكدت مصادر عربية إن "الجانب الروسي استمع إلى ما قاله الإبراهيمي، عن وجود تحركات لاتخاذ قرار بخصوص لقاء ثلاثي جديد بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة"، وأوضحت ان "هذا اللقاء قد يعقد في يناير القبل بعد عطلة الأعياد".
من ناحية أخرى، بحث وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو امس، مع الإبراهيمي آخر التطورات الميدانية على الأرض في سورية وجهود حل الأزمة سلميا.
وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن عمرو أكد خلال المقابلة على مواصلة مصر لجهودها على جميع الأصعدة المتاحة لحل الأزمة سلميا، مشددا على استبعاد إمكان الحسم العسكري ومعارضة التدخل العسكري الأجنبي، وضرورة البدء على الفور فى عملية انتقال وتحول ديموقراطي منظم في سورية.
وأشار إلى أن المقابلة جاءت عقب عودة عمرو من موسكو، حيث أجرى مباحثات مع نظيره الروسي تناولت الشأن السوري، في إطار الجهود المصرية المستمرة لحقن الدماء في سورية من خلال الأطر الثنائية والدولية.
وفي موسكو، صرح نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف، امس، بأن المحادثات مع الإبراهيمي في موسكو أظهرت وجود فرصة للتسوية السياسية في سورية.
وكشف في حسابه على "تويتر" عن أن الإبراهيمي مستعد لمواصلة مهمته "المكوكية" لحل الأزمة السورية وإجراء لقاءات في إطار ثلاثي يجمع كلا من روسيا والولايات المتحدة والإبراهيمي.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" أن هذا اللقاء قد يجري في يناير المقبل.