جريدة الجرائد

سورية… الانقلاب لا يزال وارداً!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صالح القلاب


غير مستغرب أن تكون قد جرت محاولة انقلاب عسكري في سورية في الأيام الأخيرة، فالبلاد بعد عشرة أشهر وأكثر من استخدام النظام للعنف المفرط، بدأت تدخل مرحلة غير مسبوقة من الفوضى والاضطراب، حيث تفاقمت ظاهرة الانشقاق عن الجيش الحكومي وباتت تشمل رتباً عالية ومن مواقع حساسة، وحيث أيضاً وصل لهب الثورة إلى ما كان هذا النظام يعتبره حصونه وقلاعه المنيعة مثل دمشق وحلب، وهذا كله يعني أن قبضة بشار الأسد قد أصيبت بالارتخاء، وأن لحظة السقوط والانهيار غدت قريبة.
منذ البداية، كانت هناك مراهنة على أن الجيش سيتحرك ليمسك بمقاليد الأمور تفادياً، في ضوء إصرار بشار الأسد ومجموعته على استخدام العنف المفرط ضد هذه الاحتجاجات حتى عندما كانت لاتزال سلمية، لاندلاع حرب أهلية على أساس طائفي، وحقيقةً فإن التقديرات كانت تجمع على أن بعض الضباط ldquo;العلويينrdquo; الذين يخالفون هذا النظام في توجهاته سيسارعون بالتعاون مع زملاء لهم من الطوائف الأخرى، وبخاصة من الطائفة السنية، إلى القيام بانقلاب عسكري سريع يزيل هذه الطغمة الحاكمة ويجنب سورية خطر التمزق والتشظي وانهيارها لحساب بديل مرفوض هو الدويلات المذهبية.
لكن هذا لم يحدث في الفترة المتوقعة، والسبب هو أن الرئيس السابق حافظ الأسد، الذي كان يخشى أكثر ما يخشاه، كبار الضباط من الطائفة العلوية التي هي طائفته، قد بادر إلى إعادة تركيب الجيش السوري الذي بقي وزير دفاع له سنوات طويلة بحيث ضمن ولاءً مطلقاً له ولعائلته من قبل بعض تشكيلات النخبة كالفرقة الرابعة التي يقودها الآن ماهر الأسد وكالحرس الجمهوري وكسلاح الجو وكل الأجهزة الأمنية العسكرية والمدنية، كل هذا إضافة إلى أن عملية التصفيات المتلاحقة وبخاصة للضباط العلويين غير المضمون ولاؤهم لم تتوقف ولا لحظة واحدة على مدى أربعين عاما وأكثر.
إن كل هذا قد خيَّبَ ظن الذين كانوا يراهنون على انقلاب عسكري إنقاذي منذ أخذ النظام يلجأ إلى القمع والإفراط في العنف ضد شعب أعزل كان يريد لانتفاضته أن تبقى سلمية، وألا تتحول إلى المواجهة العسكرية، لكن الآن وقد بدأت قبضة هذا النظام تتراخى على هذا النحو فإن العودة إلى هذه المراهنات السابقة تبدو منطقية، بل لعل ما يمكن اعتباره مسألة حتمية أن نهاية حكم عائلة الأسد، الذي استطال أكثر من أربعين عاماً، ستكون على أيدي بعض ضباط هذا الجيش، ومن بينهم بالتأكيد بعض الضباط العلويين الذين يرفضون أن تكون هناك دويلة طائفية علوية، والذين لا يقبلون أن تدفع طائفتهم ثمن ما فعلته هذه العائلة بسورية، وما فعلته هي ومن يَلْتَفُّ حولها من أبناء الأعمام والأخوال بالشعب السوري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نظام
الفساد -

كلامك سليم مئة بالمئة . حافظ الأسد ومن بعده ابنه لم يكن همهما بناء دولة عصرية وتطوير مؤسسات مدنية بل كان همهما محصورا في الحفاظ على التمسك بالسلطة للعائلة وهذا ما يفسر وجود 14 جهازا أمنيا . هم حولوا البلد الى مزرعة تقاسم فيها النظام وأزلامه ثرواتها وغنائمها ولم يتوانوا عن تصفية كل من يحاول معارضتهم أو حتى انتقادهم ,

هل سوريا
مزرعة لال الأسد ؟ -

تصديقا لكلامك أن حافظ الأسد قد تخلص من الضباط الكبار الذين شعر أنهم قد يقفوا حجر عثرة في طريق استئثاره بالسلطة حتى أولئك الذين هم من طائفته , فقد دبر اغتيال اللواء محمد عمران في طرابلس - لبنان , وهو من الضباط العلويين الكبار المتحررين من سلطة وهيمنة عائلة الأسد , وله اراء تحررية وديموقراطية ..... والقائمة تطول ولا مجال هنا لسردها وتنسحب على الأسد الأب وابنه من بعده .

الحل الامثل
أبو رامي -

أنا أرى من خلال التجارب والاحداث السابقة أن الحل الامثل هو الانقلاب العسكري أولا لمرحلة أنتقالية يمسك فيها الجيش زمام الامور على غرار ما حدث في تونس ومصر ولو كان الاسد ذكيا لمهّد لحدوث مثل هذا المخرج الذي فيه حفاظ مؤسسات البلد ووحدته مع أمكانية الاتفاق المسبق مع العسكر على سلامة أفراد النظام من أية ملاحقات لاحقة.

هل سوريا
مزرعة لال الأسد ؟ -

تصديقا لكلامك أن حافظ الأسد قد تخلص من الضباط الكبار الذين شعر أنهم قد يقفوا حجر عثرة في طريق استئثاره بالسلطة حتى أولئك الذين هم من طائفته , فقد دبر اغتيال اللواء محمد عمران في طرابلس - لبنان , وهو من الضباط العلويين الكبار المتحررين من سلطة وهيمنة عائلة الأسد , وله اراء تحررية وديموقراطية ..... والقائمة تطول ولا مجال هنا لسردها وتنسحب على الأسد الأب وابنه من بعده .

الشيء المتوقع
د. نبيل الناشد -

الشعب السوري لم يكن يوماً شعباً طائفياً، لقد اعتدنا أن نعيش جنباً إلى جنب دون النظر إلى طائفة الفرد أو عرقه، هذا ما نفعله وكذلك ما حدّثنا به آباؤنا وأجدادنا..... إن النظام الفاسد نظام آل الأسد وأتباعهم هو شيء طارئ على الحياة السورية، نعم لقد حاول هذا النظام القذر وضع الطائفة العلوية الكريمة في مواجهة الشعب، ولكن الوعي الذي يتمتّع به الشعب السوري (وعلى رأسهم الطائفة العلوية) قد أفسد على النظام خططه لإشعال حرب أهلية...... الثورة العظيمة اشتعلت من أجل الحرية والكرامة، لكل السوريين دون استثناء.... ولعل فكرة انقلاب عسكري من داخل النظام ستكون في مصلحة الثورة لأن مثل هذا الانقلاب سيعجل في نصر الثورة وتقليل الخسائر بين المدنيين، وكذلك ستساعد في القبض على أركان هذا النظام الفاسد واخضاعهم لحكم الشعب العادل.

أنتم تحلمون !
sam -

إن توصيفكم لهذا الحالة يحتوي على أخطاء عديدة .وأمانيكم أقرب إلى الأحلام منه إلى الحقيقة . إنه ليس تشائماً لكنه حساب له أسباب .إن الأسباب الموجبة لهذا القول تتلخص بما يلي : - لوكان سيحدث انقلاب لحدث خلال العشرة أشهر الماضية . إنكم مهما اجتهدتم لاتعرفون طبيعة تركيب المخابرات والجيش لدي النظام .ومن يعرفها هو الذي خدم فيها عشرات السنين .- النظام نفسه رغم تماسكه وصلابته قد حطمته الثورة السورية منذ الشهرين الأوليين بثمن باهظ من الشهداء لكن دخول روسيا ( بالأسلحة ) وامدادت ايران وحزب الله ( بالرجال ) والعراق بالمال ٌقد أقامه مرة ثانية عل قدميه .- تدخل الجامعة العربية بالشكل الذي تدخلت فيه أعطى للنظام مهلاً عديدة لاخماد الثورة دون جدوى .- تخاذل الأمة العربية والإسلامية من نجدة الشعب الثائر بصرف النظر عما حدث متأخراً ومتأخراً جداً . _ تيقن النظام من نوايا الدول الغربية بعدم التدخل بأي شكل لاعسكرياً ولاغير عسكري . النظام زائل لا محالة لكن ذلك سيكلف الشعب السوري أضعاف الخسائر .

الشيء المتوقع
د. نبيل الناشد -

الشعب السوري لم يكن يوماً شعباً طائفياً، لقد اعتدنا أن نعيش جنباً إلى جنب دون النظر إلى طائفة الفرد أو عرقه، هذا ما نفعله وكذلك ما حدّثنا به آباؤنا وأجدادنا..... إن النظام الفاسد نظام آل الأسد وأتباعهم هو شيء طارئ على الحياة السورية، نعم لقد حاول هذا النظام القذر وضع الطائفة العلوية الكريمة في مواجهة الشعب، ولكن الوعي الذي يتمتّع به الشعب السوري (وعلى رأسهم الطائفة العلوية) قد أفسد على النظام خططه لإشعال حرب أهلية...... الثورة العظيمة اشتعلت من أجل الحرية والكرامة، لكل السوريين دون استثناء.... ولعل فكرة انقلاب عسكري من داخل النظام ستكون في مصلحة الثورة لأن مثل هذا الانقلاب سيعجل في نصر الثورة وتقليل الخسائر بين المدنيين، وكذلك ستساعد في القبض على أركان هذا النظام الفاسد واخضاعهم لحكم الشعب العادل.

bashar el wahsh
asad -

inqilab alawie to stop`revolution,alawie will not accept sunni in power this is just dream