حسين الصدر: لست مع أحزاب دينية في العراق والسياسيون طائفيون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد
لا يتطلب الوصول الى منزل المرجع الديني السيد حسين اسماعيل الصدر في بغداد سوى ان تسأل اي عابر سبيل في الاعظمية او الكاظمية. فالمدينتان اللتان تقتسمان ضفتي دجلة وتحتضنان مرقدي الإمامين موسى الكاظم وأبي حنيفة النعمان ترتبطان مع "الصدر" بصلة وثيقة، بعد الدور الذي لعبه في التصدي للحرب الطائفية عبر مبادرات دينية واجتماعية وثقافية وإنسانية متواصلة.
لكن الرجل الذي يفرض على زائريه هيبة الكبار لا يخفي خلف كلماته الحذرة استياء من نزعة السياسيين الى تحطيم الاواصر الاجتماعية العميقة، يحذر من إقصاء الثقافة عن اولويات بناء الدولة، ويرى ان مفهوم "الوطنية" يعلو على المذهب والقومية، ويعتقد ان على ساسة البلد فهم رسالة المرجع السيد علي السيستاني عندما اوصد بابه امامهم، ويشدد في حديث الى "الحياة" على ان البلاد تتطلب اليوم مبادرات لتنبيه السياسيين الى المسارات الخطيرة التي يتوجهون اليها. وهنا نص الحديث:
gt; من يتأمل وجوه الناس في بغداد يتلمس قلقاً عميقاً، أحاديث التقسيم والحرب الاهلية والأزمات السياسية والامنية تحاصرهم، هل تشعرون بمثل هذا القلق؟
- الشعور بالقلق عندما يكون مرتبطاً بالحرص والمسؤولية فهو من شيم المؤمن، وهناك كما نرى اليوم دواع لهذا القلق لكنها لا تدفع الى التشـــاؤم والتراجع، بل تحض على مراجعة الأخطاء وتلمس المعالجات. كنت قلت في مناسبات مختلفة ان ممارسات الساسة لا طبائع المجتمع هي سبب المشكلة في العراق، فالبلد لا يعاني مشكلة اجتماعية.
الشعب العراقي يشكل نموذجاً متميزاً للتعايش والتكامل بين أديانه ومذاهبه وأعراقه، وهذه الارض سجلت عبر التاريخ أعلى شواهد المحبة والإخاء بين سكانها، يمكننا القول ان السياسيين في العراق هم من يعاني مشكلة على مستوى التعايش في ما بينهم لا يعانيها العراقيون واقعاً، وأن بعض هؤلاء (السياسيين) قادتهم نوازع شخصية ومصلحية الى استخدام وسائل خطرة للوصول الى غاياتهم فحاولوا استنهاض العداء بين أبناء الشعب الواحد والدين الواحد وحتى المذهب الواحد، واستخدموا الخطاب الطائفي حيناً والحزبي حيناً آخر لتحقيق هذه الغايات، لكن شعبنا كان دائماً يسبقهم بخطوات، فعندما يلعبون على وتر الطائفية يكون الشعب قد تحصن من شرورها فتخيب ظنونهم.
الشعب العراقي كان دائماً متحصناً ضد الطائفية والعنصرية، وهو يحترم التنوع والهويات المجتمعية، وثقافة العراقي تعتبر الوطنية هويةً أماً، واصلاً الى فروع تشكل هويات فرعية. ولأنه (العراقي) ينتمي بعمق الى الهوية الأم، فإنه يحترم بالضرورة هويته الفرعية مثلما يحترم الهويات الاجتماعية التي يتعايش معها تحت سقف الوطن.
دور رجال الدين
gt; لكن، ألا تعتقد ان لرجال الدين في هذه المرحلة دوراً في الحماية من المنزلقات التي يراد زج العراق بها؟
- نحن ملتزمون بالنصيحة (انما الدين نصيحة)، قلنا في مناسبات سابقة ان هناك ضرورة للتفريق بين الدين والسياسة، ونؤكد ان من سيّسوا الدين قد أهانوه ومن سيّسوا المذهب فقد اساءوا اليه، لكن بعض الساسة أصروا على تسييس الدين واستخدامه لأغراض شخصية او فئوية، قلنا لهم ان أبناء الديانة او المذهب لهم حق الانتظام في حزب سياسي شريطة ألا يكون تشكيل هذا الحزب قد تم على أسس دينية او طائفية، وإنما على اسس وطنية صرفة، فنحن نعتقد ان الانتماء الوطني يخدم بالضرورة الدين والمذهب والقومية. وكانوا أسسوا نظام المحاصصة وكنا قد نصحناهم وحذّرنا من نتائج اعتماد المحاصصات في حكم البلاد، لا يمكن الدين ان يكرس التفرقة الاجتماعية ولا يمكن الاسلام الذي لا يفرق بين عربي او أعجمي إلا بالتقوى ألا يكون إلا عامل توحيد وخير وسلام للشعوب.
نحن نرى ان الشعب العراقي قد توصل الى نتائج متقدمة في فهم المشكلة، لكن السياسيين لم يتوصلوا الى النتائج نفسها، وهذا دليل على ان دور رجل الدين كان أساسياً فــــي تثبيت بنى المجتمع خـــصوصاً في تلك المرحلة الخطيرة قبــــــل أعوام عندما أريد تفجير فتنة دامية بين أبناء البلد. وأمام هذه الحال، فإنني اقول إن من يحتاج النصح اليوم هم الساسة، فهم أقل فطنة من الشعب وأكثر حاجة الى ان ينظروا الى أخطائهم بعين المسؤول المخلص لا المتصيد المتربص.
حذرنا من الطائفية السياسية
حذرنا من ايام عصيبة تواجه البلاد في حال أصر اصحاب المصالح على تكريس الطائفية السياسية، وقلنا مراراً ان مظاهر المحاصصة والابتعاد من التربية الوطنية وإهمال الثقافة ودفعها عن أولويات العمل السياسي لن تقود الى بناء البلد، بل الى تفتيت الوطن، وتوزيعه على هويات متنازعة.
العراق لا يمتلك بيئة للطائفية، والدليل ان تلك المحاولات التي حدثـــت في وقت سابق أجهضت على يد الشعـــب، ولم تجد اصداء لها حتـــى عندما بدأ البعض يتحدث عن وجود "حرب اهلية" في العراق، في تلك الايام وحتى اليوم نقيم باستمرار المؤتمرات العلمية والدينية التي يحضـــرها علماء دين سنّة وشيعة وممثلــــون عن كل الاديان وممثلون لكــــل الأعراق ايضــــاً، ونتحدث جميعاً عن نبذ الطائفية والفرقة ونجتمع على كلمة واحدة في وصف الوضع في العراق وطموحات شعبنا.
والى كل ذلك، فإن الخطاب الديني حساس بالضرورة وكنا شهدنا في مراحل مختلفة خطابات دينية هدامة ومتطرفة تنتمي في حقيقتها الى السياسة اكثر من الدين، لا يمكن ان يجتمع خطاب التسامح مع خطاب القتل، ولا يمكن ان يجتمع خطاب توحيد الامة مع تفرقتها، المتطرفون الارهابيون ركبوا على جهل الشباب وضعف ثقافتهم فجندوهم لأعمال دموية يقتل فيها المسلم أخاه المسلم، وفي المقابل كان هناك خطاب يسيء الى الاسلام من خلال سبّ الصحابة وزوجات النبي. وكما ذاك محرم ومنبوذ، فإن هذا محرم ومنبوذ ضمن مدرسة آل البيت حيث يقول الإمام جعفر الصادق لمواليه "لا تكونوا سبّابين ولا تكونوا شتّامين". اذا صح لي وصف تجربتنا الفكرية فإنها تختصر ببحث دائم عن المشتركات داخل الدين الاسلامي وبين الاديان التوحيدية ومع الاديان الاخرى التي شهدتها تجارب الانسانية ورسخت قيمها السامية.
gt; كيف تقرأون استمرار موقف المرجعية الدينية في الامتناع عن استقبال السياسيين؟
- المرجعية الدينية تمثل معاني الأبوة والارشاد والنصح، وحين تصمت، فإن لصمتها دلالة ورسالة، فهو استياء وشجب، وهو ارشاد بطريقة مختلفة، كنا نتمنى ان يقرأ السياسيون في شكل واضح صمت المرجعية الرشيدة، وكنا نتمنى لو انهم استمعوا الى نصائحها الأبوية، لكنهم سدوا آذانهم فكان لا بد للمرجعية من رد.
gt; هل تعتقدون ان المؤتمر الوطني المزمع عقده قريباً هو الحل لمشاكلنا المتراكمة؟
- كل جهد خير لتوحيد الكلمة وتقريب الآراء نحن ندعمه ونباركه، لن تجد اي رأي عراقي منصف يمكن ان يهمل خيار تضميد الجراح ورص الصفوف، نسمع ان العراقيين مختلفون وأن هناك حاجة لاتفاقهم، وذلك خطاب يشوّه الحقيقة. فالعراقيون متفقون لكن السياسيين هم الذين يختلفون. الاحزاب ستلاحق تطور المجتمع دائماً وستغير خطابها في كل مرحلة لتلحق بوعي الشعب المتقدم، ما يثير السرور ان شعبنا نجح في ان يترك خلفه ثقافتين حاولتا تلويث عقله الجمعي، احداهما ثقافة الاستبداد والقمع والثانية ثقافة الطائفية. اهمية التجربة العراقية تكمن بأن قوى الدولة العليا في كل المراحل كانت تحاول تلويث مفاهيم الشعب وعرقلة نماء وتطور وعيه، التجربة السياسية العراقية لم تكن سهلة، بل كانت عصيبة لأنها أفرزت دائماً نخباً حزبية وسلطات تحاول تطويع الشعب لا تطويره، شعبنا كان يقاوم دائماً محاولات نخب تصل الى السلطة بطريقة أو بأخرى وتجهد في تحطيم ثقافة التعايش والتعاضد ليكون متاحاً لها الاستمرار في الحكم.
gt; لكن المشهد يشير الى تداخل اقليمي ودولي، فـــي صميم الأزمة الحالية؟
- التدخل الخارجي كان موجوداً على الدوام، فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة، بل نحن جزء من ثقافات محيطنا نؤثر فيه ويؤثر فينا، اقول: عندما تضعف الثقافة الوطنية يكون البلد اي بلد متاحاً لزحف ثقافات اخرى، وعندما يفتقر قرار البلد الى الوحدة والصلابة، ستتحرك دول اخرى لسد فراغ القوة، ذلك منطق السياسة على اية حال، لكننا جميعاً ندرك ان قوتنا تنبع من الداخل ولا تكتسب، شعبنا غادر ثقافة النظام الاستبدادي السابق بحمل السلاح على الجار عندما يختلف معه، غادرها الى غير رجعة وهو يدرك اليوم ان الحوار وحده هو مدخل لحل الازمات الخارجية.
نحن نؤكد باستمرار ان العراق في عمقه عربي، وذلك العمق الاصيل يسير في خدمة تنوعه الثقافي والفكري. ومن يفهم العراق بعمقه العربي سيفهم بالضرورة ان تغيير تلك الجذور غير ممكن، فثقافتنا وامتداداتنا في المكان والزمان والعقيدة وتقاليدنا المجتمعية ولغتنا وأصالتنا عربية وإسلامية وإنسانية، وذلك ليس قدراً عراقياً فقط بل هو قدر العرب وقدر المسلمين، فالعراق المتنوع القوي هو نقطة الانطلاق الحقيقية نحو النهوض العربي والاسلامي، وأتصور ان هذه الحقيقة مفهومة اقليمياً ودولياً في شكل واضح. العراق يمثل نقطة التلاقي الاشد حضوراً بين الثقافات والحضارات، وهنا تكمن مصادر قوته.
gt; لنتحدث عن الثورات العربية، كيف تقوّمها، يقال ان شباباً صنعوا التغيير وأن التيارات الاسلامية حصدت ثمارها في النهاية؟
- نفهم التحركات الشعبية المباركة التي حدثت وتحدث من حولنا باعتبارها نتاج غياب الاستثمار في الانسان، فالانظمة التي غلبها هوى السلطة جهدت واستثمرت الطاقة والاموال لعقود طويلة في تحصين نفسها وأهملت الانسان باعتباره قيمة عليا يفترض ان كل التنظيمات الالهية والوضعية قد كرمته واعتبرته هدفاً نهائياً لها. الاستبداد في جوهره لا يعني فقط جنون رجال أغوتهم السلطة وحضتهم نوازع الشر، بل انه يمثل في جانب اكثر قتامة وقف حركة تقدم الشعوب والطعن في ثقافاتها وفي كرامتها وإنسانيتها.
ما حدث في ثورات الشباب أبناء العروبة ان المجتمع اختار في النهاية بين الموت او الحياة، تمكن من كسب وعي داخلي بفعل ارادته ورفض القيود على الفكر والاذعان لنمط تفكير السلطان.
لكن تغيير الانظمة ليس سوى خطوة في طريق طويل على شعوبنا المضي فيه من دون تردد، فالهدف هو ازالة كل العراقيل عن نهوض المجتمع وخلال هذا الطريق من المبرر ان تحدث اخطاء وإرباكات، وتلك نتائج منطقية على الجميع تقبلها، برأيي ان الاسئلة التي يجب ان تطرح في خضم ثورات التغيير والتي ستكون معياراً لكل متصيد للسلطة بصرف النظر إن كان حزبياً اسلامياً او ليبرالياً او علمانياً او قومياً مفادها: هل ستكون الخطوة التالية هي الاستثمار في الانسان؟ هل سنشهد حركة ثقافية وعلمية وتربوية متزامنة مع الحراك السياسي؟ هل سنطلق آفاق الحرية الفكرية لتحتضن الحوار الثقافي والانساني والحضاري وتؤصل مفاهيم التعايش؟ تلك الاسئلة هي التي ستحدد تطلعات الشعوب وخياراتها.
الأعظمية والكاظمية
gt; عندما كنا في الاعظمية قبل ساعات تعمدنا ان نسأل السكان عن منزل حسين الصدر، السكان استقبلوا الاسم برحابة، ما يدل على علاقة عميقة تربطك بالاعظمية؟
- الاعظمية قطعة من القلب كالكاظمية، فهما قيمة بغداد وتاريخها وجذرها العميق، وعلاقتي بالاعظمية لا تختصر باللقاءات والمؤتمرات التي حرصت على اقامتها في نطاق "مؤسسة الحوار الانساني" التي انشأتها منذ سنوات لتكون بوابة لحوار ثقافي واجتماعي وفكري يقلص المسافات الفكرية بين الملل ويكرس المشتركات. كنا في الاعظمية في سنوات الشدة وكانوا هم في الكاظمية عندما كان العالم يتحدث عن قتل على الهوية.
lrm;نعرف أحبابنا في الاعظمية والأنبار والموصل وصلاح الدين كما يعرفوننا، نعرف انهم قوتنا وسندنا ويعرفون اننا قوتهم وسندهم، ولهذا لم يكن صعباً ان تكون ابوابنا مفتوحة، فالنسب والقرابة والمصاهرة والتاريخ والفكر الاسلامي تجمعنا، وهناك مرقد الإمام ابي حنيفة وهنا مرقد الإمام موسى الكاظم والإمام محمد الجواد عليهما السلام، كان خطابنا لإخوتنا يركز على الثقافة الوطنية، فهي مشترك اساسي، وهي مدخل لتحديد مفهوم الولاء، وقلنا ان الولاء الوطني يسبق كل ولاء آخر وأن ذلك الولاء هو جوهر الثقافة المشتركة.
التعليقات
لقاء مبارك
المهندس علي شعلان أيدام -السلام عليكم** تحياتي لكم جميعا وممنون جدا على هذا اللقاء بمرجعيتنا الشريفة الرشيدة** المعروف عن لقاءات السيد حسين السيد أسماعيل الصدر (دام ظله الوارف) تشرح النفوس وتطيب لها الخواطر حتى أبان الحكم الفاشي كان الشباب المستفتين الملتفين حوله في الصحن الكاظمي الشريف يبهج النفوس ان العقيدة مطلوبة عند الشباب المسلم بالرغم من المضايقات في ابواب الصحن الشريف وراس السوق جهة بائع الطرشي **
لقاء مبارك
المهندس علي شعلان أيدام -السلام عليكم** تحياتي لكم جميعا وممنون جدا على هذا اللقاء بمرجعيتنا الشريفة الرشيدة** المعروف عن لقاءات السيد حسين السيد أسماعيل الصدر (دام ظله الوارف) تشرح النفوس وتطيب لها الخواطر حتى أبان الحكم الفاشي كان الشباب المستفتين الملتفين حوله في الصحن الكاظمي الشريف يبهج النفوس ان العقيدة مطلوبة عند الشباب المسلم بالرغم من المضايقات في ابواب الصحن الشريف وراس السوق جهة بائع الطرشي **
صوت عربي عراقي
عبد المطلب الحسيني -هذا هو الصوت العراقي العربي المسلم انه عراقي وليس قادما من سستسان ولا من شيراز او اصفهان اقرا وستعرف كيف رجل الدين الشيعي العربي يفكر بوحده وطنه وبعروبته لا يعرف الطائفيه ان جذر السيد حسين الصدر في العراق وللعراق
صوت عربي عراقي
عبد المطلب الحسيني -هذا هو الصوت العراقي العربي المسلم انه عراقي وليس قادما من سستسان ولا من شيراز او اصفهان اقرا وستعرف كيف رجل الدين الشيعي العربي يفكر بوحده وطنه وبعروبته لا يعرف الطائفيه ان جذر السيد حسين الصدر في العراق وللعراق
فاقد الشيء
الميساني -العلامة السيد حسين الصدر بكلامه هذا يؤكد نظرته للسياسة في بلاد الرافدين التي فيها من التنوع الديني والعرقي والطائفي والثقافي الشيء الكثير والكبير - فالوطنية تعني الجميع - لا اقصاء او محاصصة - كما الوطنية تعني المساواة والعدالة والحرية للجميع - الوطنية العراقية هي شخصية الاستقلال الاولى التي بدات في 1921 لكنها تعثرت مع اطماع المستعمر كما استمرت بالتعثر مع التعصب والاقصاء الذي جلب الاسوا - والاسوا منه بدا بعد الاحتلال الذي اغلق ابواب الوطنية وفتح ابواب التعصب ثانية ولم يكتفي بذلك بل فتحت ابواب جهنم الاقتتال والسجن والتعذيب والاعتقال والاغتيال الداخلي - وفتح باب واسع للثراء غير المشروع بالنهب واستغلال المال العام وقبله هدم وتدمر كل بنيان سابق كان يمكن الشعب من الوقوف امام تحديات الزمن المستقبل الذي منع كل ذلك السابق المبني وهدم بقصد وبرمجة - فاين كل ذلك من الوطنية التي يدعو لها السيد الصدر الغيور على مصالح شعبه ومستقبل اجياله - انها دعوات ونداءات للتفكير الحقيقي البعيد عن كل تدخل ومصلحة اجنبية ايا كانت قريبة او بعيدة ليستعيد العراق والعراقيون عافيتهم ودورهم- ولكن الاحتلال الذي تصرف حسب مصالحه ومنح الحكم لمن صادره له ولاقاربه وحزبه هل يستطيع ان يقوم بذلك ولو بعد حين؟؟ الجواب هو كلا كلا كلا التي قالها المرحوم الصدر الاخر- ففاقد الشيء والغائب ايمانه به ابدا لايعطيه ؟؟
فاقد الشيء
الميساني -العلامة السيد حسين الصدر بكلامه هذا يؤكد نظرته للسياسة في بلاد الرافدين التي فيها من التنوع الديني والعرقي والطائفي والثقافي الشيء الكثير والكبير - فالوطنية تعني الجميع - لا اقصاء او محاصصة - كما الوطنية تعني المساواة والعدالة والحرية للجميع - الوطنية العراقية هي شخصية الاستقلال الاولى التي بدات في 1921 لكنها تعثرت مع اطماع المستعمر كما استمرت بالتعثر مع التعصب والاقصاء الذي جلب الاسوا - والاسوا منه بدا بعد الاحتلال الذي اغلق ابواب الوطنية وفتح ابواب التعصب ثانية ولم يكتفي بذلك بل فتحت ابواب جهنم الاقتتال والسجن والتعذيب والاعتقال والاغتيال الداخلي - وفتح باب واسع للثراء غير المشروع بالنهب واستغلال المال العام وقبله هدم وتدمر كل بنيان سابق كان يمكن الشعب من الوقوف امام تحديات الزمن المستقبل الذي منع كل ذلك السابق المبني وهدم بقصد وبرمجة - فاين كل ذلك من الوطنية التي يدعو لها السيد الصدر الغيور على مصالح شعبه ومستقبل اجياله - انها دعوات ونداءات للتفكير الحقيقي البعيد عن كل تدخل ومصلحة اجنبية ايا كانت قريبة او بعيدة ليستعيد العراق والعراقيون عافيتهم ودورهم- ولكن الاحتلال الذي تصرف حسب مصالحه ومنح الحكم لمن صادره له ولاقاربه وحزبه هل يستطيع ان يقوم بذلك ولو بعد حين؟؟ الجواب هو كلا كلا كلا التي قالها المرحوم الصدر الاخر- ففاقد الشيء والغائب ايمانه به ابدا لايعطيه ؟؟