جريدة الجرائد

طارق الهاشمي.. سلّم نفسك!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عدنان حسين


يبدو أن أفضل مَخْرجٍ ممّا يعرف الآن بأزمة طارق الهاشمي أن يقدم نائب رئيس الجمهورية استقالته ويسلّم نفسه إلى القضاء، فهذا المخرج يفضي إلى تحقيق مصالح الجميع سواء بسواء: السيد الهاشمي نفسه، وائتلاف "العراقية" الذي يشارك في زعامته، والسلطة القضائية، والعملية السياسية، والعراق وطناً وشعباً.

من السليمانية أطلق الهاشمي سيلاً من التصريحات التي ينفي فيها التهم الموجهة إليه بالتورط في أعمال الإرهاب، وفي الكثير منها شدّد على أن العراقيين يعرفون التاريخ الوطني له ولعائلته وانه بالتالي لا يمكن أن يكون له ضلع في أي عمل ذي بعد إرهابي أو طائفي.
الآن قضية الهاشمي تهدّد الوطن بأسره، وما لم يسلّم نفسه إلى القضاء فمن الممكن أن تؤدي قضيته إلى سفك دماء وإزهاق أرواح لعراقيين أبرياء في أعمال عنف ذات طابع سياسي مرة وطائفي مرة أخرى وعشائري مرة ثالثة.
الوطنية تعني في ما تعني أن يقدّم المؤمن والمتمسك بها مصالح الوطن والشعب على مصالحه الشخصية والحزبية. والوطن والشعب موضوعان الآن في محنة: طارق الهاشمي متهم بالإرهاب وهو ينفي. والمنطقي أن يؤكد براءته أمام القضاء، لكنه ملتجئ إلى الكرد رغماً عنهم ويطالب بنقل التحقيقات القضائية إلى الإقليم أو إلى كركوك، وهذا ما رفضه مجلس القضاء الأعلى الذي لم يجد مسوّغاً للنقل.
إذا كان الهاشمي حقاً وصدقاً بريئاً فان الجهة الوحيدة التي ستثبت ذلك وتؤكده هي القضاء. وإذا كان خائفاً من تسييس القضية فان ثمة الكثير من العراقيين لديهم نفس الخوف والهمّ، ليس فقط من حزبه وائتلافه وعشيرته وإنما أيضا منا نحن المثقفين الذين ننظر إلى قضية الهاشمي باعتبارها إحدى القضايا المفصلية لتأكيد أو نفي استقلالية السلطة القضائية وحيادها ونزاهتها، ولتأكيد أو نفي ما إذا كنا ماضين باتجاه الانتقال إلى النظام الديمقراطي الذي نريده أو أننا سائرون في الاتجاه المعاكس.
على هذا فان قضية الهاشمي، لم تعد قضيته وحده وقضية حزبه وائتلافه وعشيرته وطائفته.. إنها قضية العراق كله. يمكن للهاشمي أن يجنّد مئات المحامين لإثبات براءته إن كان بريئاً، ونحن جميعاً سنكون شهوداً على ما سيجري معه، فان كان بريئاً فعلا سندعم موقفه وسيكون لنا موقف حازم وصارم من القضاء إذا تصرف على نحو غير مستقل وغير محايد وغير شفاف، وسيكون لنا موقف حازم وصارم هو الآخر تجاه السلطة التنفيذية إذا ظهر لنا أنها تضغط لحرف القضاء عن استقلاليته وحياده وشفافيته.
أما إذا كان الهاشمي مذنباً وحكم عليه القضاء بما يستحقه عن ذنبه، فلن نتردد عن التصفيق لقضائنا والإشادة به لترسيخ قوته، فهو ضمانتنا الوحيدة للتمتع بحقوقنا وممارسة حرياتنا الخاصة والعامة.
السيد الهاشمي: استقل من منصبك فوراً كما يفعل كل المسؤولين الحكوميين في العالم عندما يكونون متهمين، وسلّم نفسك إلى القضاء إن كنت بريئاً حقاً، أو تصرّف كما يتصرف الضباط البواسل في ساحات الوغى لتفادي الاستسلام للعدو.. أي أن تنتحر، ففي انتحارك مخرج آخر لتفادي الأضرار بمصالح الشعب والوطن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قضاء (مسقل)
ابن الرافدين -

لوكان لدينا قضاءا مستقلا لوجدت معظم السياسين الحاليين خلف القضبان في سجن ابو غريب الشهير.واسباب عدم استقلال القضاء كثيرة منها الفلتان الامني بعد2003 وتعرضهم للتهديد بالقتل او الرشوة او بالطرد كون معظمهم ان لم يكن جميعهم بعثيين وكلنا نعلم بان نظام صدام لايعين قاضيا الا اذا كان رفيقا بالحزب

العراق جغرافيا
Rizgar -

المشكلة ان العراق جغرافيا وليس وطنا.والعراقيون شعوب وقبائل وليسوا امة.ونظرية ناصر اخوك ظالما او مظلوما يطّبق.....واتفق معك لارائك المنطقية وشكرا.

الف ليلة و ليلة
Mid east -

الشعب الشرقي والقضاء الف ليلة و ليلة

القضاء العراقي مسيس فعلا
علي حمزة -

لقد بات يدرك معظم العراقيين أن القضاء العراقي مسيس حقا بسبب وهناك سوابق بذلك وأقربها مثلا قرار القضاء في ضم الهيئات المستقلة لمجلس الوزراء مؤخرا ً بعدما أمر القضاء العراقي نفسه في وقت سابق بضرورة أن تكون هذه الهيئات مستقلة وغيرها من مظاهر التسيس كما ظهر جليا بعد الانتخابات الاخيرة واعتقد أن قضية الهاشمي لو يتم تحويلها إلى المحكمة الدولية سيكون أفضل وستكون هناك شفافية كبيرة الآن المتمعن بأوضاع العراق السياسية يمكنه أن يستنتج حجم الصفقات والتلاعبات في كل مرافق الدولة بسبب الفساد الضارب بأطنابه بعمق بهيكل الدولة العراقية الجديدة

المبالغه
Haassan -

لمَ هذه المبالغه وتعطي الهاشمي هذه الأهميه وكل هذه العواقب التي ستحل بالعراق بسبب قضيته، صدام علق من رقبته وبكل سهوله ويسر مر الموضوع مرور الكراق فمن يكون الهاشمي بالنسبه لصدام. لأنك ياعدنان كردي وتصور الموضوع بهذا الحجم لكي تخرجوا من الموضوع بأكبر قدر من الفائده لأقليمكم الكردي ولكن أخذوه وإن أحتفظتم به للأبد عساه يفيدكم بأمر آخر.

مجرم مخظرم
عمر المنصوري -

المجرم طارق قتل الكثير من العرب والكرد والسنه قبل الشيعه وان اردتم ان تعرفوا الكثير عنه فاءسئلوا اهل الرمادي والموصل وهذا هو ديدن الجبناء فقبله رفيقه هدام اخرجوه من الحفره بعد هروبه وهاوا يهرب ايظا,فان هو شجاعا فلياءتي للمحكمه وهو يستمد من تركيا والاردن والسعوديه وكطير امكانياته والا لماذا لا يقبل المثول امام المحكمه التي وظعته في هذا المنصب بعد ان اقرت هذه المحكمه فوزهم ب 91 <طبعا وهم الان لايملكون الا 65 بعد انسحاب الشرفاء> وكيف لم يؤثر المالكي على القظاء ليفوز بالاكثريه. انا اعرف انك ستخرج من اربيل اما هاربا او مقبوظا عليك بعد مؤتمر بغداد