جريدة الجرائد

الشيعة والسنة ... إلى متى؟!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سليمان ابراهيم الخضاري

الركون للمتوارث من انطباعات تاريخية واجتماعية في علاقة الشرائح الاجتماعية في مجتمع ما مع بعضها البعض هو أمر محفوف بالمخاطر، لما للموروث من زخم قوي وطواعية عالية للاستخــدام السياسي والتوظيف المصلحي بما يدفع لتفجير المجـــتمع وتــــهديد الســــلم الأهلي بين أطرافه.
لا أدل على ذلك مما يحدث على الساحة من استقطاب سمج وخطير في الآن نفسه في ما يتعلق بعلاقة الشيعة والسنة في الكويت، والتي يبدو أن أي مقاربة لهذا الأمر ترتكز على شعارات رومانسية من مثل "كلنا إخوان"، و"ماكو فرق بين شيعي وسني"، واسترجاع تاريخ العلاقة التكافلية بين أبناء المذاهب المختلفة وتعاونهم لبناء الكويت، لا يعدو كل ذلك كونه محاولة عاطفية لا تفي بالغرض من أجل فك شفرة الخلاف والسعي لبناء علاقة صحية بين الطرفين تعتمد على مرتكزات الدولة الحديثة من مقومات حقوقية وقانونية وغيرها.
نعم هنالك خطوط ملتهبة في القراءة التاريخية والنظام العقائدي تفصل بين المذهبين، ومحاولة نفي هذه الحقيقة الساطعة لن يجدي نفعا بعد الآن، فالثورة المعلوماتية كفلت لنا فرصة الاطلاع وبدون مواربة على تفاصيل المكونات الدقيقة للتركيبة البنيوية لكل مذهب واتجاه عقائدي، وتَمَكّن كلا الطرفين من إقامة نماذج سياسية تستمد شرعيتها من إرثها العقائدي أو الفقهي ترك مساحة ضيقة لاستخدام أي تقية سياسية أو دينية، وتداخلت المصالح السياسية لدعم أو إسقاط أي جهد غير واقعي في الأساس لبناء ما يحب البعض أن يسميه "وحدة إسلامية" في ظل واقع حاد يُصور أي مقاربة مغايرة للتاريخ والفقه نفاقا واستسلاما للطرف المقابل، وهو ما خلق أعداء لكل اتجاه مذهبي من داخل أبنائه أصحاب الرؤى المختلفة، تمت محاربتهم بشراسة من أبناء المذهب نفسه ورميهم بأقذع الاتهامات كونهم يقدمون، حسب التيار السائد، الحجة للمذهب المخالف حسب قاعدة "وشهد شاهد من أهلها"!
في ظل هذا كله، نعتقد أننا نحتاج وبشدة لمقاربة جديدة لأزمة العلاقة السنية الشيعية، وهي بالمناسبة أزمة ذات أبعاد داخلية وخارجية، ففي إقليم ملتهب تتنازعه قوتان رئيسيتان ينظر لكل منهما على أنها تمثل العمق الحقيقي والاستراتيجي لكل طائفة على حدة، وهو ما يتقاطع أيضا مع اعتبارات وتراث قوميين أو شوفينيين- لا يمكن تجاهلهما، وزد على ذلك ما يحدث في سوريا والبحرين وغيرهما، في هذا كله، يبدو اختزال الأزمة في الكويت في بعدها الداخلي ضربا من ضروب التبسيط المخل، لكن البعد الإقليمي، على الرغم من ذلك، لا يستطيع لوحده الانعكاس داخليا دون توافر الأرضية اللازمة للتصعيد في الواقع الكويتي نفسه، وهو ما نملك التعامل معه مباشرة.
إن أدوات التعامل مع واقعنا الطائفي تبدأ بالعمل على استكمال أركان دولة القانون وسيادته، ومراجعة السلطة لتكتيكاتها السياسية القائمة على تحالفات آنية مع هذه الفئة على حساب تلك، ففي ظل واقع يشعر فيه الفرد بالمساواة في الفرص والحقوق تتضاءل عنده الحاجة للانتماء للهويات الأصغر والإحساس بالمظلومية والقهر وهو ما يدفع الناس دفعا للاصطفافات طائفية كانت أم غيرها.
نعلم أن المشكلة عميقة، وليست ذات بعد واحد، لكننا نزعم أن الحل يبدأ بهذه المقاربة، مع ضرورة قصوى لمعالجة قانونية لخطاب الكراهية والتحريض، وهو ما كنا نتمنى أن يتكفل المجتمع بأدواته المعنوية في معالجته دون اللجوء لتشريعات من هذا النوع قد تمس مبادئ مهمة كحرية التعبير والبحث العلمي، وذلك لإدراكنا أن ظاهرة "الحمقى والصعاليك والمأجورين" ممن احترف الشحن الفئوي والتأليب المرضي هي ظاهرة لن تختفي في أي مجتمع... وفي أي زمن...!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إبادة المعممين
عجاج -

حتى نجمع كل المعممين ونولع فيهم بالكاز !

بلا شيعة او سنة
علي ابن بابل -

الخلافات عميقة بالعقيدة ولاتنتهي الا بترك دجل رجال الدين وخلافاتهم جانبا من الطرفين وتكوين ربيع اسلامي بثورة شبابية متنوّرة متحضرة ويكفي ترّهات واحترابات لكن هذا الامر مطلوب له عزيمة وشجاعة فهل من نصير

استدراك
عجاج -

عفواً قصدت معممي الشيعة

مأساة الشيعه و السنه
حسين -

تعرفت في صغري على صديق كويتي وكانت علاقتنا طيبة و حميمه و لكنها انقطعت..لم يكن يعرف انني لست شيعياًواتذكر انه قال لي مره انني طيب و انسان جيد وانه مستغرب كيف تظهر هذه الصفات في شخص سني؟

التعصب المذهبي
غسان عبود -

لم نكن نعرف اونفرق بين السني والشيعي فكانو ا كلهم اخوه ولا نعرف الطائفية حتى جاء الخميني وقد اكتشفت منذ سنوات قليلة انه كان يدعوا الى المذهبية والتعصب المذهبي لاسباب سياسية واستراتيجية فهو يعتقد ان ايران لن تنجح في تصدير ثورتها واستمرار حكومتها ومشروعها الا با التفاف الشيعة في العالم وتكاتفهم حول المرجعية في ايران . وقد جاء ذلك في كتاب ًكشف اسرار ً للخميني الصادر عام 1941م . 

التمييز
sam -

لماذا نحكم على جميع المذاهب بنفس الدرجة ؟ لماذالانضع المذهب المطلوب على قوانين العقل ونقيس . بدأ المعتزلة بداية جيدة لكنهم غرقوا بمسائل ميتافيزيقية فضاعوا . إذا كان المذهب لايتطابق فهو مرفوض والعكس صحيح . إذا كان يحيط بحياة الانسان ويلبي حاجاته الفكرية والنفسية والمادية فهو كذلك . انظروا قول القرآن الكيم ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرص )

لماذا
عديل -

لماذاالسنة والشيعة المسيحبة والدرزيةجميعهم عرب.لاللطائفية نعم للأهية جميعهم يؤمنون بألله العظيم لماذا هذا التقسيم فى عصرنا هذا. لايوجد فى العالم دين أحسن من ألآخر

هل العالم يترك المذهب
طماطة -

المشكلة ليس بالدين او المذهب مشكلتنا في رجال الدين ان كانوا سنة ام شيعة الكل يريد ان يفصل ثوب الاسلام علئ طريقتة الخاصة حتئ يتربع علئ عرشة بالضبط مثل الملوك وحكام العرب اهم شي المكانة التي تميزة عن بقية الناس لنترك عمر ونترك عائشة ونترك علي وفاطمة علئ حدئ ونترك المذاهب بما حملت من زور وتخفي باسم الاسلام ونتخذ اللة ربنا ومحمد نبينا والكعبة قبلتنا ولا نجعل من المذاهب تطغي علئ الاسلام لنترك السلفي والحنفية والمالكية والحنبلية والشيعية ونبقئ فقط علئ اللة ومحمد والكعبة ولا نسمح لرجال الدين يتحكمون في عقولنا عندنا قران نسير علية ولا نتوجة من احد ولا نريد ولات الامور تحرك المشايخ علئ رغبتهم ونوقف الدعم الذي يتلقونة من اولاية نعمتهم من اموال النفط ونحاسب حكوماتنا حساب عسير عن اموال الفقراء والمساكين التي لا تتحملها بنوك الغرب

لى المعلق رقم 1 عجاج ال..
انسان من العرب -

ظهرت طائفية العرب فيما بينهم في ما يسمى الثورات من ثوار ليمن و القاعدة الى ثوار يستعينون بالناتو وثوار مصريه شبابية سرقة من الاخوان والسلفية وثوار تونس الى خربو حريتهم بمجيئ التطرف الى مساندة ثوار سوريا من العرب لسبب طائفي وترك ثوار البحرين لمصيرهم ومنها الى تقسيم السودان دون خجل وحياء من العرب والخ سبحان الله على الذكاء الامريكي الغربي والغباء العربي يا اسفاه على الامه العربية التي يعيش شعوبها دون خجل ولا حياء من افعاله