مجلة تايم : دعم الغرب عسكرياً لثوار سوريا أمر مستبعد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن
قالت مجلة "تايم" الأميركية إن قيام الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الغربية بدعم الاحتجاجات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد بمعونة عسكرية هو أمر مستبعد، وذلك على عكس ما دعا إليه السناتور جون ماكين يوم الاثنين.
وأرجعت المجلة ذلك إلى عدة أسباب منها عدم تيقن المسؤولين الغربيين من هوية الجماعات المعارضة؛ حيث لا يوجد حتى الآن قيادة تمثل من يناهضون النظام بالمدن السورية، فضلا عن وجود دلائل لوقوف بعض أعضائها موقفا عدائيا ضد الدول الغربية. وسبب آخر هو عدم وضوح الرؤية أمام الغرب بشأن ما إذا كان تسليح الثوار سيوقف القتل أم إنه سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
ورأت المجلة أن هناك مشكلة تواجه المسؤولين الدوليين في مسعاهم للتوصل إلى إجماع بشأن الأزمة السورية تكمن في أن ظهور ما لا يقل عن ثلاث روايات مختلفة في وقت واحد أسهمت كل واحدة في تعقيد الرواية الأخرى. الرواية الأولى بحسب "تايم" هي عدم قدرة نظام الأسد الاستبدادي على سحق الانتفاضة الشعبية رغم مرور
عام على تنامي القمع، وهو ما ألحق ضررا باقتصاد البلاد لدرجة يصعب عليه استعادة الاستقرار أو حتى شرعيته.
والرواية الثانية هي الحرب الطائفية، حيث تقف الأقليات الطائفية والعرقية وعلى رأسها الطائفة العلوية الحاكمة، وكذلك المسيحيون والأكراد والدروز وغيرهم، إلى جانب النظام، أو تدعمه خشية من شبح الصراع الطائفي ولاسيَّما أن الطائفة السنية في الغالب هي التي تهيمن على الثورة.
أما الرواية الأخيرة فتتعلق بالمخاطر الجيوسياسية، حيث إن بعض الحكومات السنية ترى في مساعدة الثوار على الإطاحة بحليف طهران فرصة لتقييد حركة "خصمها" الإيراني. كما أن سوريا أصبحت ساحة للصين وروسيا لمنع توسع النفوذ الغربي بالشرق الأوسط عبر الإطاحة بالأنظمة.
وأشارت المجلة إلى أن القوى الغربية والعربية ترى أن التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد مجديا في ظل استمراره بالحملة العسكرية، وانتشار الاحتجاجات التي وصلت إلى ضواحي العاصمة دمشق. ورغم أن القوى الغربية تريد الإطاحة بالأسد، فإنها لا تسعى إلى ذلك بطريقة تفضي إلى فراغ سياسي قد يملؤه عناصر أكثر عداء من الأسد.
وقالت المجلة إن إعلان تنظيم القاعدة عن التزامه تجاه الثورة السورية، والاعتقاد لدى المخابرات الأميركية بأن شبكة الجهاديين هي التي كانت مسؤولة عن تفجيرين بدمشق وحلب، استوقفا المؤسسة الأمنية الأميركية التي باتت تستبعد تقديم المساعدة العسكرية للثورة.