جريدة الجرائد

الديموقراطية باتجاه جبري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ناجي سعود الزيد


في هذا البلد، متى كانت الديموقراطية.. رأيي ولا رأي آخر؟
نحاول ان نجد الإجابة عن هذا السؤال: لماذا يجوز لنواب الأغلبية التعبير عن آرائهم، بينما يتم تسكير المايكروفونات على نواب معارضة المعارضة؟! أين المدافعون عن حرية الرأي.. أين هم مما يحدث في المجلس؟! فكما قرأنا في الصحف ما يحدث في المجلس من رئيس المجلس ونائبه لا يشجع أبداً، فالأخير أصبحت "عَلوقته" اسكت.. اسكت من كثر ما استعمل هذا النداء ضد نواب لا يتفقون مع آرائه أو آراء الأغلبية، والآخر يهدد النواب بالطرد وبقية النواب واحد يرفع والثاني "يجبس"، واحنا شاستفدنا؟! حرام عليكم استغلال الديموقراطية لخداع الشعب، فالديموقراطية رأي ورأي آخر كما يتشدق الكل بذلك، ولكن ما يحدث - من وجهة نظرنا - دكتاتورية تلبس قناع الديموقراطية.
ماذا حدث عندما هدد أحد نواب المعارضة باستجواب رئيس الوزراء فوراً؟ فحتى صاحبهم احتووه وبسرعة وفعل ما يريدونه، رغم انه كان الأكثر حماسةً ويدعي انه "شجاع سنافي" طلعت شجاعته "خرطي بخرطي"، وبطولاته خيال في خيال.. بل بدأ البعض باتهامه بــ "الخُبل" وفقدان التركيز.
اذا كانت المعارضة التي هاجمت جابر المبارك "ليَن قالت بس" تعتبره اصلاحيا حالياً، لأن صاحبهم فاز بالرئاسة وربما هناك بادرة بأن طلباتهم ستنفذ ورغباتهم ستلبى، فهي لا تعد على المستوى الشخصي لهم ولأقربائهم ولمؤيديهم من دون مساواة أو عدالة في توزيع المناصب، من دون عدالة بالتوزيع أو النظر الى الكفاءة، فهم كما وصف الكاتب شارلز ديكنز عن صلعته وتكلم عن شعره بأن ذلك "ناتج عن غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع"! لذا، ولكي تقنعونا بجدوى نجاحكم كنواب وجدوى وجودكم في بيت الأمة "ليتكم تجون على نفسكم شوية" وتطبقون الديموقراطية بحذافيرها لكي يستمتع الجميع بها. اعطوا الفرصة للآخرين، فالآخرون أيضاً مواطنون ولهم آراء تستمد نفسها من حبهم لهذا الوطن مثل ما تدعون انتم. فلنرَ بادرة إيجابية منكم بالإيمان بالرأي والرأي الآخر. فالرأي الآخر على الأقل لن يضركم لأنكم تدعون ان لديكم أغلبية عند التصويت.. فإذا كان ما تدعونه صحيحاً فلماذا حجب الرأي الآخر؟! وبالمناسبة، هذا ليس من حقكم.. وقد نستقرئ المستقبل، فنرى انه بعد فترة عندما يكتشف الشعب مدى التمادي.. فسيستعملون الأسلوب نفسه باللجوء الى ساحة الإرادة والشارع.. فقد أعلن الرئيس صراحة ذلك!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف