جريدة الجرائد

مارادونا في طريقه إلى فلسطين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمود منيرعاطفيٌ جداً, ولا يرى فاصلاً بين الرياضة والسياسة, إذ يهيمن الغرب على الفيفا والعالم في آن, وتواجهه أطراف مهمشة تسعى للتحرر في مواقفها السياسية, وفي كرة القدم أيضاً.

"تحرر" قاد مارادونا إلى الإعلان عن زيارة فلسطين المحتلة, في رحلة لن تكون عابرة, لشخصية تمتلك أبعاداً ثلاثة; فهو مناضل عتيد ضد التغول الأوروبي في الإتحاد الدولي لكرة القدم, وما يرافقه من فسادٍ منظم, رافضاً إحدى تجليات مركزية لا تكفّ عن تدخلاتها في الثقافة والسياسة والاقتصاد.

نضالات مارادونا كانت سابقة على تطور وعيه, فنشأته في أحد بيوت الصفيح, في العاصمة الأرجنتينية, بينوس آيرس, واكتشاف موهبته في الساحات العامة, ظل حاضراً في حياته, ومؤثراً على معظم قراراته, فغادر نادي برشلونة الإسباني رافضاً الإذعان لإهانة رئيسه.

الانتصار لكرامته دفعه إلى انتقاد الفيفا وفساد مسؤوليها وعنصريتهم, ما أزعج الاتحاد الدولي والجماهير الأوروبية على حد سواء.

انتقاداته المتكررة ازدادت شراسة واكتسبت رؤية لاحقاً, حتى أنه عادى النجم البرازيلي بيليه لاتهامه باسترضاء الغرب, وحين منَح الفيفا لقب أفضل لاعب في تصويت الجماهير لمارادونا, أهدى فوزه للشعب الأرجنتيني وكاسترو وجيفارا, لكنه غادر قاعة الاحتفال حين مُنحِ بيليه لقب أفضل لاعب في تصويت النقّاد.

البعد الثاني في شخصيته تمظهر منذ أن تعاهد مع الرئيس الكوبي كاسترو صديقين حميمين, إذ تحولت أحلام مارادونا وعذاباته رؤية للتغيير, باعثاً رسائله السياسية في كل الاتجاهات: عدواً للهيمنة الأمريكية, ومبشراً بقرب زوال الامبريالية وتحكمها بمصائر العالم.

ولما كان العرب يحتفظون بذكرى سيئة يوم زار مارداونا الكيان الصهيوني, وبكى قرب حائط البراق (المبكى), فإن مواقف النجم الأرجنتيني تستدعي, اليوم, نظرة مختلفة, بعد مؤتمره الصحافي الأخير, الذي أعلن فيه دعمه الشعب الفلسطيني العظيم في قضيته العادلة, وساوى بين محبته له ومحبة حفيده.

لن يكترث مارادونا للغاضبين من رحلته المنتظرة, متوّجاً تحولاته السياسية, طوال عقدين, في رفض مطلق للمركزية الأوروبية وتكريس سرديتها عن العالم, وفي دعمه للشعوب المقهورة ضد الغطرسة الأمريكية, وتأكيد عدائه للكيان الصهيوني المرتبط بتلك المركزية وغطرسته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف