إيقاظ الأفاعي في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جاسر عبد العزيز الجاسر
من جديد تطل رؤوس الأفاعي في اليمن، فبعد إنجاز عدد من الخطوات التي أثارت موجة من التفاؤل بعودة هذا القطر العربي المهم إستراتيجياً إلى جادة الطريق وأنه يسير نحو التعافي خصوصاً بعد انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية والبدء في تنفيذ آليات المبادرة الخليجية وصدور تعهدات دولية وإقليمية بدعم ومساندة الحل ما عزز القناعات داخل اليمن بأنهم مقبلون على مرحلة من التنمية والتخلص من إشكاليات الماضي.في ظل هذا المناخ المتفائل يتم تحريك تنظيم القاعدة الإرهابي في جنوب اليمن، وقد جاء هذا التحرك بمثابة "إيقاظ" لخلايا نائمة لإشعال أزمة أمنية وسياسية تعيد فتح أبواب المشاكل مجدداً في اليمن.
يعرف المهتمون بالشأن اليمني أن تنظيم القاعدة كان يستغل الوضع الهش وغير الطبيعي في البلاد مما أوجد له موقع قدم في جنوب اليمن، ومثلما كان تنظيم القاعدة يستثمر ذلك الوضع، كانت أطراف يمنية عدة تستغل وجود التنظيم على أرض بلادها لتحقيق مصالح حزبية بل حتى إن البعض منها لم يتردد في التنسيق مع التنظيم وتوظيفه كورقة ضغط على الأطراف الأخرى.
في بداية هذا الأسبوع "أوقظ" تنظيم القاعدة وسهل له الاستيلاء على مناطق مهمة في عدن وأبين وزنجبار وحضرموت، وسيطر مقاتلو القاعدة على مواقع للجيش اليمني في منطقة الكود في محافظة أبين.
حصيلة المعارك أوقعت 103 جنود إضافة إلى مقتل 25 من مقاتلي القاعدة ما أزحم مستشفيات المنطقة بالعديد من القتلى والجرحى، بعد هذا الهجوم لتنظيم القاعدة، أعلن عن إقامة "إمارة زنجبار" رغم وجود ستة ألوية من الجيش اليمني.
اندلاع المعارك واستيلاء القاعدة على كل هذه المواقع وارتفاع عدد القتلى من جنود الجيش اليمني يثير العديد من التساؤل وهل جرى "إيقاظ" القاعدة لعرقلة ما أنجز من خطوات توافقية على أرض اليمن خصوصاً أن بعض الجنود الذين نجوا من هجوم مقاتلي القاعدة على قاعدة الكود يقولون إن المهاجمين حظوا بتواطؤ من صفوف الجنود من داخل معسكر الجيش، لأن الجنود يؤكدون بأنهم تعرضوا للهجوم من الوراء مع تواطؤ قسم من الحرس الذين سلموا أسلحتهم وسياراتهم إلى المهاجمين..!
هذا التواطؤ المزعوم الذي يؤكده عدد من الجنود الجرحى ويتهمون به ضباط وقادة دعا المراقبين والمتابعين لما يحدث في اليمن إلى القول إن "الأفاعي" يتم إيقاظها من سباتها لتخريب ما تم من توافق في اليمن وإعادة خلط الأوراق من جديد.