الصواعق الكهربائية تحمي المصريات من خطر البلطجية والمتحرشين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة - محمود خليل
شهدت وسائل الدفاع عن النفس في مصر انتشاراً كبيراً منذ اندلاع ثورة 25 يناير وما واكبها وتبعها من انفلات أمني, وكثرة السرقات وحالات القتل والخطف والتحرش من قبل البلطجية ومعتادي الاجرام, فعلى أرصفة الشوارع تجد الباعة يعرضون بضاعتهم, صواعق كهربائية تتباين قوتها وقدرتها على صعق وردع المعتدين عن بعد, وهناك عبوات "الاسبراي" التي تسبب العمى الموقت, وأغلب المقبلين على تك الوسائل من الفتيات والنساء, حول وسائل الدفاع عن النفس من وجهة نظر المشترين والبائعين, وأثرها الصحي والنفسي والقانوني, يدور تحقيق "السياسة" التالي:
يقول حمادة.م - من بائعي الصواعق: الاقبال على شراء الصواعق الكهربائية زاد بشكل كبير خلال الفترة الماضية حيث أصبحت مهمة جدًا للدفاع عن النفس, في ظل حالة الانفلات الأمني الذي تشهده مصر منذ اندلاع ثورة يناير 2011 خاصة من قبل الفتيات, فمعظم المشترين من النساء للدفاع عن أنفسهن في مواجهة البلطجية والمتحرشين. وقد كانت أسعار الصواعق منذ ستة أشهر مرتفعة جدًا تتراوح بين 80 الى 300 جنيه, وفقًا للنوع ومدى تأثيره والصاعق الصغير يعمل بالشحن الكهربائي, ويجب أن يلمس جسداً أو ملابس البلطجي. بينما يمكن للصاعق الكبير أن يصيب المهاجم عن بعد متر كامل.
وحول تأثير الصاعق على المهاجم يقول حمادة تأثير الصدمة يسبب حالة من الاغماء تصل الى ربع ساعة وذلك لأنه يصدر كهرباء بقوة 3000 فولت. وهناك أشكال عدة لتلك الصواعق, منها ما هو على شكل هاتف جوال وذلك من أجل التمويه وحتى لا يلفت نظر أحد.كما توجد وسائل أخرى للدفاع عن النفس وتستخدمها الفتيات منها "الرشاش" وسعره "65 جنيهًا", وهو عبارة عن زجاجة بها سائل "يرشه" المستخدم على وجه البلطجي أو المهاجم, فيصاب بالاغماء لمدة ربع ساعة أيضًا, والعبوة الواحدة تكفي أكثر من 5 مرات.
وينفي حمادة أن يكون الصاعق محظورًا أمنيًا, لأنه لا يحتاج الى ترخيص أو تصريح أمني, مشيرًا الى انه يحصل على تلك الصواعق من تجار في شارع عبد العزيز أشهر الشوارع في منطقة العتبة بالقاهرة, والذين يحصلون عليها من مستوردين يجلبونها من الصين, فكل الصواعق صناعة صينية, رغم أن بعضها يحمل علمًا أميركيًا.
الصاعق الصغير
وبالقرب من حمادة بائع الصواعق كانت تقف بعض الفتيات ليشترين الصواعق من بينهن "نسرين" -طالبة بكلية العلوم جامعة عين شمس- التي أكدت أن الحالة الأمنية, وكثرت أعمال البلطجة والتحرش بالفتيات دفعها الى التفكير في شراء الصاعق لحماية نفسها, وتفضل "نسرين" الصاعق الصغير, حيث يسهل عليها حمله وهي تسير في الشارع, بعد لفه بمنديل حتى لا تلفت النظر . مؤكدة أن مجرد وجود الصاعق مع الفتاة يحقق لها نوعًا ما من الشعور بالأمان.
أما حسين عبدالمنعم -موظف- فيقول: "جئت لأشتري صاعقين من أجل زوجتي وابنتي, وقد اخترتهما من النوع الصغير لتستطيعا استخدامهما بسهولة".
ويرى عبدالمجيد الصعيدي -تاجر- أن الصاعق من أفضل الاختراعات التي تم استيرادها, مضيفًا قد اشترى لنفسه صاعقين الأول صغير وأستخدمه في الأوقات العادية, أما الكبير فأستخدمه خلال فترة الفجر عندما أخرج الى السوق, وكذلك في المساء عند عودته منه حيث يعيش في احدى قرى محافظة القليوبية, ويخرج يوميًا في الفجر لبيع الخضر والفاكهة, ويعود في المساء وذلك لأن الشارع لم يعد آمناً مع انتشار عصابات الخطف والسرقة, وهو ما يدفعه للاستعانة بالصاعق الكبير الذي يصيب عن بعد تجنبا لأي خطر, خاصة وأن حمل السلاح تترتب عليه آثارًا قانونية, كما أن ترخيصه يحتاج الى وقت كبير واجراءات عديدة.
ويؤكد صلاح محمود -موظف بمؤسسة صحافية حكومية- أنه اشترى اثنين ولكنهما تلفا بعد فترة من استخدامهما, وقام باصلاحهما ولكنهما تلفا مرة أخرى فتركهما, معتمدًا على الله فهو خير حافظ للعباد والبلاد.
صاعق بالليزر
وبالاتصال تليفونيًا بأحد الأشخاص ويدعي سعيد الفرماوي الذي نشر اعلانًا عن بيع الصواعق باحدى الصحف الحكومية طلبنا منه بيانًا لما لديه من أنواع الصواعق فأوضح أن كل الصواعق التي يبيعها منتج أميركي وأصلية, وليست صينية مقلدة تتلف بعد فترة, وهناك صواعق كثيرة أخطرها يمكن أن يصيب المهاجم أو البلطجي من بعد ثلاثة أمتار, ويبلغ ثمنه 800 جنيه, ويصل تأثيره الى مسافة خمسة أمتار, حيث يشعر المهاجم بسريان الكهرباء في جسده من تلك المسافة, بل ويستطيع اختراق الملابس حتى 3 سم. كما يوجد صاعق يصيب المهاجم من على بعد عشرة أمتار والجديد انه مزود بالليزر لتحديد الهدف, ويصل سعره الى 600 جنيه.
ويضيف: هناك انواع أخرى من مواد الدفاع عن النفس منها "لسيون" حارق للعيون بسبب رائحته القوية ومفعوله الممتد, ويجد اقبالاً كبيرًا من الفتيات والسيدات اذ أنه يستخدم عن طريق الضغط على العبوة مثل الولاعة أو عبوة البرفان, فيندفع منها سائل من مادة "الكبسيسين" يصاب على أثرها المهاجم بالاغماء من بعد ثلاثة أمتار, ويبدأ سعر العبوة من 25 جنيهًا, ومعها زجاجة ثمنها 40 جنيهًا لاعادة التعبئة, وتكفي لاعادة تعبئة عبوة الرش 4 مرات. وهناك أنواع أخرى أكبر تصل الى 100 ملي, ويبلغ سعرها 80 جنيهًا, وعبوة ثالثة تصل الى 300 ملي بسعر مئة جنيهًا, كما توجد عبوة على شكل قلم حتى لا يتم اكتشافها, ويسهل حملها خاصة لرجال الأعمال والسيدات, ويصل سعر القلم 50 جنيهًا.
غير مضمونة
حول التأثير الطبي لتلك الصواعق على الحالة الصحية يقول د.حسام ابراهيم معاطي أستاذ والأعصاب بجامعة بنها: الصواعق المنتشرة حاليًا في شوارع القاهرة غير معلومة المصدر, وبالتالي فان المعلومات المكتوبة عليها غير كاملة, ولا نستطيع قياس تأثيرها على جسد الانسان دون تلك البيانات وبشكل عام فان الجسم غير قادر على تحمل التيار الكهربائي, والهدف من استخدامها احداث صدمة, واضطراب موقت للمهاجم يسمح للشخص بالابتعاد عن مصدر التهديد, وفي الظروف العادية نجد أن الأجهزة المقبلة من شركات معترف بها يكون مدونًا عليها "الميغا هيرتز" الخاصة بالصاعق, والتي تسبب صدمة, وتبعد المهاجم, وقد تسبب فقداناً للوعي لفترة من ثانية الى ثلاث ثوان, ومن الممكن عند استخدامها بغرض الايذاء, وملامستها لجسد الانسان, أن تؤثر على نشاط المخ, وعضلة القلب.
والتيار الناتج عن تلك الأجهزة عادة ما يتراوح بين 800 وحتى ألف ميغا هيرتز, كما هو مدون على منتجات الشركات الأميركية والأوروبية, أما الصواعق التي تباع على الأرصفة فهي غير مضمونة. وبالنسبة لمواد "الاسبراي" فهي تستخدم لتهييج العين ما يضطر المهاجم لغلق عينيه بما يمكن الشخص من الهرب, أو الابتعاد عن مكان الهجوم, واذا كانت تلك المواد غير أصلية أو مجهولة المصدر, فقد تسبب العمي أو تضر الانسان بشكل كبير, خاصة اذا ما احتوت على مواد حارقة.
القانون يجرمها
وعن الأثر النفسي الناتج عن استخدام تلك الصواعق يقول د.خالد رجب عبد الحكيم - مدرس أمراض المخ والأعصاب: أن أعداد المرضى النفسيين قد زادوا عقب أحداث يناير 2011, حيث زاد المترددون على عيادتي النفسية بنسبة 50 في المئة اغلبهم ممن كانوا في ميدان التحرير خلال اضطرابات يناير 2011, وكانوا يعانون من حالة الخوف والهلع الشديد.لذلك فان استخدام الصواعق ووسائل الدفاع عن النفس أمر طبيعي جدًا في ظل حالة الانفلات الأمني التي تمر بها البلاد.
وحول رأي القانون في استخدام مثل تلك الأدوات في الدفاع عن النفس يوضح تحسين اسماعيل المحامي بالنقض أن القانون المصري لا يسمح بحمل أي أسلحة شخصية للدفاع عن النفس مثل أميركا ودول أخرى الا بترخيص, وخاصة الأسلحة النارية, لذلك غير مسموح باستيراد تلك الأسلحة -ومنها الصواعق والاسبراي- وتتم مصادرتها فور الكشف عنها في المطار والموانئ البحرية, وهناك قانون خاص قد صدر بعد انتشار الأسلحة البيضاء يجرم استخدامها وحملها كما هي الحال في الأسلحة النارية وما شابهها من الصواعق الكهربائية, الا أن تلك الصواعق دخلت البلاد بشكل غير قانوني, وهي تشكل تهديدًا للمواطنين, ولكن نتيجة للحالة الأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد حاليًا, يتم التغاضي عمن يحملون تلك الصواعق, وأسلحة الدفاع عن النفس, ولكن مع عودة الاستقرار الأمني للبلاد, فسوف يقع مستخدمو تلك الأسلحة تحت طائلة القانون خاصة أنها قد تكون سببًا في الاصابة بعاهة مستديمة أو الوفاة.