الخليج والقبضة المصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالعزيز صباح الفضلي
مصر أم الدنيا، ولها فضل كبير على الكثير من الدول العربية، ومن بينها دول الخليج، فالكل يشهد لدور مصر في تصديرها لمربي الأجيال من المعلمين الذين ساهموا في النهضة العلمية لتلك الدول.
كما أن الدعاة والعلماء المصريين كان لهم الفضل بعد الله في انتشار الصحوة الإسلامية في دول الخليج، من أمثال الشيخ حسن أيوب، والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وغيرهما من العلماء الأجلاء، ومن المعروف تميز الخبراء القانونيين والدستوريين من القضاة والمستشارين، والذين استعانت بهم بعض دول الخليج في وضع دساتيرها وتشريع قوانينها، ولا تزال دول الخليج تستفيد من خدمات وخبرات الأشقاء من أبناء النيل.
إلا أن من المساوئ التي صدرتها مصر لمعظم دول الخليج هي القبضة الأمنية والاستخبارات المباحثية، والتي غالبا ما تلجأ إلى أسلوب العنف والإفراط فيه تجاه من يخالفون توجهات الدولة وخصوصا من الإسلاميين. بل إن الكثير من المحللين ليفسرون التعامل الأمني الشديد مع أصحاب التوجهات الإسلامية وخصوصا الإخوان المسلمين في بعض دول الخليج، أن مرجع ذلك يعود إلى التخويف المصري من هذه الجماعات.
لا أجد تفسيرا مقنعا لبعض الإجراءات التعسفية التي تمارسها بعض هذه الدول، فهل يعقل أنه لابد من الموافقة الأمنية كي تحصل على وظيفة أو رخصة بناء أو إيصال تيار كهرباء؟ هل يعقل أننا ومع هذه التحولات التي تشهدها الدول العربية ومنها مصر، لا نزال نتعامل مع المواطنين تعامل الأسياد والعبيد؟ هل يعقل أننا في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم ومنها الوطن العربي نحو إعطاء الشعوب المزيد من الحريات، والمشاركة الشعبية في صنع القرار، واختيار من يمثلهم حتى في رئاسة الحكومة ، بينما بعض دول الخليج لا تتيح للمواطن حتى أن يعبر عن رأيه أو يبث شكواه، فإن فعل كان الاعتقال هو مصيره؟ هل يعقل أن تسحب الجنسية من أهل التقوى والتدين وتشرد أسرهم ويهددون بالطرد من أوطانهم لأنهم دعوا إلى إجراء إصلاحات،في الوقت الذي تمنح فيه الجنسية للمغنين والمطربات؟
لماذا أيتها الحكومات فينا ... تفرقتم يسارا أو يمينا
وأجمعتم على شكوى شباب... تدين بعد أن عرف اليقينا
فللفساق قد فتحتم ملاهي... وللعباد قد فتحتم سجونا
إن سحب الجنسية من المواطنين السبعة في إحدى دول الخليج، لهي قضية تحتاج من يحرك ماءها الراكد، ومن حق المسلم على أخيه المسلم نصرته حين يُظلم، فمن يحمل ذلك اللواء؟