جريدة الجرائد

الشيعة والسنة في كأس العالم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جعفر رجب

تم عمل قرعة الدور الأخير لتصفيات كأس العالم، في قارة اسيا وتم توزيع الفرق على مجموعتين، ووفقا للتصنيف المذهبي، كالتالي:
المجموعة الاولى: كوريا الكونفشيوسية، وايران الشيعية، واوزبكستان الصوفية، وقطر السنية، ولبنان الكوكتيلية!
المجموعة الثانية: اليابان الشنتوية، واستراليا الكاثوليكية، وعمان الاباضية، والاردن السنية، والعراق الشيعية!
لقد قامت قارة آسيا مشكورة بتوزيع المنتخبات وفقا للمذهب، حتى يحجز كل مذهب مقعده في كأس العالم، تطبيقا للمحاصصة الطائفية، لا اسخر يا سادة رغم ان الوضع مسخرة، فقد تم تصنيف كل حياتنا وفقا للمذهب، ادخل الى "اليوتيوب" الموقع الذي يعرض ملايين الصور والافلام والمقاطع بمختلف الاشكال والانواع، واكتب مثلا "زراعة الاناناس في الفيليبين" ستشاهده ثم اقرأ التعليقات، لن تتعدى... لعنة الله على الرافضة، ويرد عليه "امك لا ابو ابوك".... ثم رد آخر، "سندمركم ونسحلكم يا نواصب"... ورد آخر، "بل انتم الاذلاء العملاء وو... ويستمر الشتم المتبادل في التعليقات، مع ان الموضوع اناناس في الفيليبين، وثعبان يأكل فارا في الامازون، وفيلة في الهند تلعب الكرة.. .الناس تسير مطمئنة ونحن نعود الى الوراء ونسأل "هل انت سني ام شيعي؟!".
يقال بان الجوع كافر، ونحن جائعون في بيئة فقيرة عقلا وعلما ومنطقا، ولهذا نأكل من "اللحمة" الوطنية قليلا حتى نشبع جهالتنا ورغبتنا في سب وشتم الآخرين، واظهار تفوقنا العرقي والمذهبي والديني، فمن لا يملك فنا ولا علما ولا ادبا يفتخر به، لا بد ان يبحث له عن مذهب او دين او عرق او قبيلة، يفتخر بها، تأتيه جاهزة على طبق من الغرور الانساني الذي يعتبر كل الاخرين برابرة اولاد القردة، أما هو وشجرته من سلالة ابناء الشمس، الذين تطرز مهادهم بخيوطها!
كنا مراهقين نتناقش في القضايا الطائفية في المدرسة، ثم نستلف من بعض لنشتري من المقصف، كبرنا واستمرت المراهقة في البلد، ونقاش المراهقين الكبار في المجلس ايضا لم ينقطع على نفس هذا المنوال، فقضايا زيادة الرواتب، وارتفاع سعر البيض، وكادر المعلم، والجمارك، وبسطات الخضرة... هي ساحة خصبة لصراع سني وشيعي!
كنا مراهقين... ومع الاسف ما زلنا مراهقين!



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى الامام
احمد -

انا من اليوم بشجع اوزبكستان