جريدة الجرائد

من المسؤول عن دم الحسين؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

علي يوسف المتروك

على أثر مقال نشره السيد أحمد الصراف بتاريخ الاول من الشهر الجاري في جريدة القبس الغراء، تحت عنوان المتاجرة بالثأر تعليقا على مقال السيد رشيد الخيون المنشور في جريدة الاتحاد، يعلق فيه على رأي أحد رجال الدين الشيعة بمسؤولية الأمة عن مقتل الحسين، ويرفع فيه ثأراً مفتوحا على مر الأجيال المتعاقبة، وكان بامكاني ان أعرض صفحاً عن التعليق على هذا المقال، لولا أن اتصل بي أحد الأصدقاء الأعزاء يسألني عن حقيقة هذا الأمر، وعن صحة هذا الافتراض، بعد ان دار كثير من النقاش حوله في ديوانه الأسبوعي بين الحضور.
لسنا بحاجة الى ان نصب الزيت على النار في مثل هذه الأيام العصيبة حيث التوتر الطائفي، والمذهبي، يأخذ بعدا غير معهود وكنت أود ألا تثار مثل هذه المواضيع في الوقت الحاضر، ولكن بما ان المقال قد نشر والتساؤلات أثيرت فلابد من تعليق.
يروي الحافظ الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين 88/87/1 والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص 119 واللفظ للأول عن علي بن الحسين عليه السلام قال: حدثتني أسماء بنت عميس قالت: قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين فلما ولد الحسين فجاءني النبي (ص) فقال: يا أسماء هات ابني فدفعته اليه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثم وضعه في حجره وبكى، قالت أسماء: فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك؟ قال: على ابني هذا، قلت: انه ولد الساعة، قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي، ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فانها قريبة عهد بولادته.
ومدلول هذا الحديث لا يحتاج الى تفسير، حيث حصر المصطفى (ص) مسؤولية قتل الحسين (ع) بتلك الفئة الباغية التي خططت وألجمت وأسرجت لقتال ولده الحسين (ع)، دون عامة المسلمين.
أما الحسين نفسه فيقول في خطبة له أمام جموع أهل الكوفة الذين زحفوا لقتاله: تبا لكم أيتها الجماعة وترحا حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم الباً لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم.
فهلا لكم الويلات؟ تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم اليها كطيرة الدبا وتداعيتم اليها كتداعي الفراش، فسحقا لكم يا عبيد الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم، وعصبة الآثام، ونفثة الشيطان ومطفئ السنن أهؤلاء تعضدون؟ وعنا تتخاذلون؟ أجل والله غدر فيكم قديم، وشجت اليه أصولكم، وتآزرت عليه فروعكم، فكنتم أخبث ثمر شجا للناظر وأكله للغاصب، الى آخر تلك الخطبة العصماء المفعمة بالفصاحة والبلاغة وكيف لا وهو ذلك الغصن من تلك الشجرة النبوية المباركة، على الرغم من عمق الجراح وحراجة الموقف وفقدان الناصر وكثرة الواتر في ذلك اليوم المشهود.
لم يكونوا أهل البيت طلبة ثأر أو سببا في تفرق كلمة الأمة، وانما كانوا هداة مهديين، سلكوا طريق جدهم المصطفى (ص) لاستكمال رسالته الخالدة، فهذا الحسين عليه السلام يقول في أول تصريح له في بدء نهضته المباركة: ما خرجت أشراً ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت طلبا للإصلاح في أمة جدي محمد، فمن قبلني بالحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي فساصبر حتى يحكم والله خير الحاكمين، فهو في هذا القول لم يتهم أحدا من المسلمين ممن يرد عليه بالخروج عن الدين والمساءله وانما قال: سأصبر حتى يحكم الله.
وكان الامام زين العابدين عليه السلام في دعاء مأثور يسمى دعاء الثغور يدعو لملوك بني أميه، فلما سئل عن ذلك قال: لأنهم يحمون ثغور المسلمين، وكان الامام جعفر الصادق عندما يسأل عن مسالة فقهية يجيب على رأي أهل الحجاز، وأهل العراق، ثم بمذهب أهل البيت، ويترك للسائل ان يختار الحكم الذي يطمئن اليه.
لقد تكفل الله سبحانه وتعالى بالانتقام من قتلة الحسين (ع)، فتتبعهم المختار بن عبيدة الثقفي عندما ثار بالكوفة، فاستأصل شأفتهم، ومن أفلت من المختار لم يفلت من عقاب الله سبحانه وتعالى، فقد أصيبوا بالجذام، والجنون، والبرص كما روت كتب التراث حول هذا الموضوع.
ومن هنا فان تعميم ثأر الحسين(ع) على عموم المسلمين حكم لا يستند على واقع، أو مسوغ شرعي، كما اتضح آنفا من حديث المصطفى (ص) وخطبة حفيده الحسين (ع) وسلوك أهل البيت، وموقفهم الايجابي والبناء تجاه الأمة.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الشيعي
مواطن -

حياة الشيعي كلها تتركز حول اللحظة التي قتل فيها الحسين رضى الله عنه وهو يمارس طقسا للحزن كل عام يستحضر فيها هذه الحادثة ويبكي عليها بل ويصل الامر ليؤذي نفسه حزنا على سيدنا الحسين والشيعي يكرة ايما يكره قتله الحسين ويكرة الامويين ويزيد الذي عادوا الحسين وقتلوة ويكره اعداء الحسين ويطلق عليهم النواصب والمشكلة ان الشيعي الذي يتعلم ويتربي على المظلومية منذ نعومة اظفارة وجد نفسه في مازق بعد اندثار مايسمونه النواصب وهم اعداء اهل البيت حسب وصفهم فهم يمارسون تلك المظلوميات واللطيميات والبكائيات وكيل الشتائم لاعداء ال البيت الامويين دون متنفس لهذا الغضب فمن كان يعادي سيدنا على والحسين اندثروا ولم يبق احد يبغضهم فلا السنة يبغضون سيدنا علي والحسين بل يحبونهم ولا الغرب يبغض ال البيت لانهم لايعرفونهم لكي يبغضوهم فتمدد تعريف النواصب ليشمل السنه جميعا وليتحملوا جميعا وزر دم الحسين رضي الله عنه رغم حبهم له ومعرفتهم بأنه مات مظلومة ولكن معاداه ال البيت هي جريمة كافيه من وجهه نظر الشيعي للقتل بل هي الجريمة الاشنع والاكبر على الاطلاق ويكفي الشك اوان يشير معمم او يفتي بأن السنه او فلان الفلاني قتل الحسين او يعاديه حتى تنطلق الجحافل لتاثر لمقتله فالجميع في نظرهم اعداء ال البيت ويستحقون القتل وهم الرعاه الرسميون لحب آل البيت....

الامويون في بغداد
Ako Aljaff -

وقد انتقم احفاده السادة (الجعفري والصدر وصولاغ والحكيم) من الامويويين والعباسيين السنة والمسيحيين القاطنين في بغداد وقتلوهم وشردوهم في ليل ظلماء

المحبة في الله
Ahmad Alamin -

لا يااخي العزيز من مصلحة من انك تدعي ان الشيعه يعتبرون اهل السنة نواصب لا ابدا انما نحن نؤاخذ البعض من السنة حينما لايرون فرقا بين الحسين وقاتليه ولانصفهم بالنواصب لاننا نعتقد ان هذا فهم وتفسير قاصر فقط ويحتاج الى تدقيق ورويه وتاريخ الحسين موجود لمن يريد ان يقرا ويصل الحقيقه وايضا تاريخ يزيد واعداء الحسين وان الحسين ليس اماما للشيعة فقط بل هو امام المسلمين وابن بنت نبيهم وسيد شباب اهل الجنه

من قتل الحسين ؟
sam -

لقد قتل سيدنا الحسين من خذله من شيعته وكذلك فعلوا مع سيدنا علي رضي الله عنهما . ولو طلب من أهل السنة في المدينة آنذاك نصرته لانتصر !! شيعته الذين يتبجحون اليوم في العراق وايران بأخذ الثار ، ممن ؟ من كل من يقول لاإله إلا الله !عجيب أمرهم والله ،هل كان سيدناعلي وسيدنا الحسين كافرين ؟؟ أعوذ بالله منهم ومن إفكهم . لقد أرادوا نصرة الحسين فذبحوا الشعوب من ألف سنة وإلى الآن وهم يرون فيها معاوية ويزيد . إنهم يريدون نصرته للتكفير عن ذنبهم فيضربون أنفسهم بالسلاسل والسواطير ، إنهم ينتقمون من أهل سورية فيحرقون الأطفال والنساء أحياء . من يفعل ذلك إلا من يعبد النار . الله برىء منهم ورسوله والمؤمنون وسيدنا علي وذريته الطاهرة المطهرة . ( اقرأ تاريخ الطبري - العقد الفريد - البداية والنهاية - تاريخ المسعودي - العبر لابن خلدون ....)

الحسين رضي الله عنه
د. فهد الماضي -

يقول تعالى قل لا اقول لكم عندي خزائن الأرض ولااعلم الغيب .ويقول تعالى قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء .ويقول تعالى ولا اقول لكم عندي خزائن الأرض ولا اعلم الغيب . ثم نقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال يا اسماء تقتله الفئه الباغيه ؟؟؟؟

حقيقه الموقف
عراقي جريح -

يقول الكاتب نقلا عن الحسين عليه السلام ما نصه(وإنما خرجت طلبا للإصلاح في أمة جدي محمد، فمن قبلني بالحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي فساصبر حتى يحكم والله خير الحاكمين، فهو في هذا القول لم يتهم أحدا من المسلمين ممن يرد عليه بالخروج عن الدين والمساءله وانما قال: سأصبر حتى يحكم الله.) وبذلك يتضح من هذا الكلام ان يزيد واتباعه قد خرجوا عن طاعه الله وتبعه بعد ذلك بعض اهل الكوفه ممن بايعوا الحسين عليه السلام ثم غدروا به عندما توجهه اليهم عبيد الله بن زياد بن ابيه وتوعدهم بالقتل والتشريد بمعيه عمر بن سعد بن ابي وقاص وقتل الحسين عليه السلام غيله دون ان يثأر له احد وهو ريحانه رسول الله وسيد شباب اهل الجنه

الفئة الباغية
ابن الرافدين -

البعض من الناس لا زال تفكيرهم في قمة الضحالة الحروب التي وقعت في زمان الامام علي (ع)بدا من واقعة صفين بينة وبين معاوية والكلام للرسول (ص)ياعمار تقتلك الفئة الباغية يعني هل هناك اكثر من هذا الوضوح يعني هذة السلالة الاموية الا من بعض الافراد كعمر ابن عبد العزير ام الباقين فهم بغاة على حسب قول النبي (ص)الدولة الاموية سارت على هذا المنوال فليس هناك من شيعي بسيط يوجة الاتهام الى السنة هناك دولة اموية وسلطة حاكمة هية المسؤلة عن تلك الجريمة وليس لها بعلاقة المسلمين السنة والحسين خاطب القتلة كما نقلت عنة المصادر التاريخية (ويلكم يا شيعة ابي سفيان الم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد الى اخرة)ملاحظةالى صاحب التعليق 4 طبعا احنا هاي المعزوفة ما تمشي علينا ان شيعة الحسين هم الذين قتلوة عليك ان تعرف ان هناك دولة وسلطة حاكمة هية الدولة الاموية تحكم في الجزيرة العربية والعراق والشام وهناك جيش يتامر وقوة عسكرية تئتمر بااسم الخليفة الاموي اكيد هناك ناس موالين لكن السوال كم مدى قدرتهم على تغير الوضع القائم بعدين من خروج الامام الحسين (ع)الدولة الاموية اتخذت اسباب الاحتايط فولت زياد ابن ابية الكوفة بعد خلع واليها اكيد تسال نفس السوال لماذا شعية العراق قاتلوا ايران الشعية لحرب استمرت 8 سنوات هل هولاء راضين باالحرب ؟

مرض نفسي
زاهر أبوعمر -

عندما يصحو الإنسان وينام على فكرة تستحوذ على ذهنه ، ويكررها في كل المجالس ، فهذا مرض نفسي . عندما يقوم بعض الناس بنبش مأساة حصلت قبل 1400 عام ويلعن ويشتم ليس من فعلوها فقط ، ولكن كل من عاصرهم ولو لم يوافقهم ، وكل من جاء بعدهم إلى عصرنا هذا ولو لم يكن لهم ذنب في تلك المأساة ، فعند ذلك ينبغي أن يقال لهذا الإنسان: أنت مريض وابحث عمن يعالجك نفسياً . ليس هذا الكلام سخرية ولا استهزاء ، ولكنه حقيقة ، والمشكلة أن المصابين بهذا المرض يتسببون في أذى عظيم لأمة الإسلام كلها فلا بد من إيقافهم عند حدهم .