جريدة الجرائد

صحف عبرية : النار تقترب من الاسد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هآرتس

لاول مرة منذ بدء الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد في سوريا، وصلت المعارك بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه الى دمشق، عشرات الاشخاص قتلوا أمس وأول امس في ما يبدو كهجوم مشترك لقوات الثوار على رجال الاسد في العاصمة. وحسب نشطاء حقوق الانسان ووسائل اعلام عربية، يدور الحديث عن الاحداث الأشد في دمشق منذ اندلاع الثورة، وعدد القتلى فيها هو اكثر من 80. حتى الان نجح الاسد في ان يبقي دمشق خارج صورة القتال، ومظاهرات قليلة فقط جرت في العاصمة.
حسب تقارير في سوريا، فان سفينة روسية رست أمس في ميناء طرطوس في الدولة، وعليها قوة الوحدة الروسية الخاصة لمكافحة الارهاب. بالتوازي انضمت أمس موسكو الى دعوة منظمة الصليب الاحمر لوقف اطلاق النار يوميا في سوريا لمدة ساعتين، وذلك للسماح للمنظمات بتقديم المساعدات الانسانية.
تقارير رجال المعارضة عن الاحداث في دمشق جزئية، وصورة المعركة غامضة. وروى شهود عيان عن تبادل شديد للنار في منطقة حي المزة الفاخر، في العاصمة. في هذا الحي يوجد مقر المخابرات السورية العامة، بعض السفارات وكذا منزل آصف شوكت، صهر الرئيس الاسد وأحد كبار رجالات النظام.
وأفادت شبكة 'العربية' صباح أمس بان قوات الثوار هاجمت الحي أول أمس في حوالي الساعة العاشرة ليلا. وحسب 'العربية' هاجم الثوار مباني مكاتب وسكن لثلاثة من كبار رجالات الامن، في محاولة لضرب نظام الاسد في أحد الاماكن الهامة والاكثر حراسة في سوريا. وحسب التقارير، في اطار المواجهات بين جيش الثوار والجيش السوري استخدمت ايضا قاذفات الـ ار.بي.جي اضافة الى السلاح الاتوماتيكي.
معظم المعارك جرت في حي المزة، ولكن أصوات النار والانفجارات سمعت ايضا في احياء اخرى، بينها دامر والكسوة. مرتضى رشيد، نشيط المعارضة، روى امس بان المعارك اندلعت بعد عملية تصفية نفذها الجيش السوري الحر.
'المعارك تجري قرب سوبرماركت حمادة وتسمع اصوات انفجارات في كل انحاء الحي'، روت احدى سكان الحي واضافت بان 'الشرطة اغلقت الشوارع من عدة اتجاهات مختلفة وقطعت الكهرباء في الشارع'.
'نحو خمسين من قوات رجال أمن النظام قتلوا، بينهم ايضا ضابط'، روى لوكالة أنباء 'دي.بي.ايه' هيثم العبدالله، ناشط حقوق الانسان من دمشق.
رامي عبدالرحمن، احد الناطقين البارزين باسم المعارضة والذي يتخذ من لندن مقرا له وصف الاحداث في المدينة بانها الاشد في العاصمة منذ بدء الاحتجاج. رغم هذه التقارير، ادعى التلفزيون السوري بان 'ثلاثة ارهابيين وبضعة رجال أمن قتلوا في تبادل لاطلاق النار'.
المعارك الشديدة في دمشق تجري بعد يوم من انفجار سيارة مفخخة في مدينة حلب شمالي الدولة، قتل فيها 25 شخصا. وفي صباح السبت قتل 27 شخصا في انفجارين في دمشق.
النشاط في الاحياء المختلفة من العاصمة يدل على تطورات في نمط عمل الجيش السوري الحر، ولاول مرة ظهر بان هناك يد موجهة. المجموعة التي نفذت الهجوم على منازل ومكتب مسؤولين سوريين كبار في حي المزة سعت الى صرف النار من الجيش السوري عن حماة، حمص، دير الزور ودرعا، الى العاصمة دمشق. او بتعبير آخر مساعدة مجموعات الثوار في المدن الاخرى والتي تقف على شفا الانهيار.
يدور الحديث عن نشاط عسكري أول من نوعه يحتاج الى مشاركة عشرات المقاتلين العاملين بالتوازي. من هنا فان الحديث يدور عن حملة عسكرية خطط لها جيدا وابقيت في السر عن المخابرات السورية التي يسيطر عليها الاسد. اضافة الى ذلك نجح المقاتلون، رجال الجيش السوري الحر، المجلس العسكري الاعلى او رجال ميليشيا مسلحة اخرى، في الاستراق الى الحي الفاخر الذي كان فيه تواجد كثيف لقوات الامن السوريين، ولا سيما منذ وصول المظاهرات الى المنطقة. ومن هنا يمكن ان نفهم بان عناصر تزعم أنها موالية للاسد، تتعاون مع جيش الثورة وتوفر له المعلومات وربما ايضا قدرة الوصول الى اماكن استراتيجية.
الجيش السوري الحر، الذي يديره الجنرال رياض الاسعد، عمل حتى وقت غير بعيد كعصبة من الميليشيات المسلحة عديمة التنظيم. وعلق الاسعد نفسه في خلاف شديد مع جنرال سوري آخر فر من صفوف الجيش، هو مصطفى الشيخ، الذي أعلن عن اقامة المجلس العسكري الاعلى في سوريا. ولكن منذئذ وقعت عدة تطورات هامة. أولا، توصل الاسعد الى تفاهم مع المجلس الوطني بشأن التعاون بين الجهتين، التمويل والتنسيق بينهما. عمليا، خرج المجلس مؤخرا عن الخط الثابت لديه، وبموجبه ينبغي مواصلة المظاهرات غير العنيفة فقط دون استخدام للسلاح، وتبنى الى حضنه الاسعد ورجاله.
بالتوازي، وكما زعم في نهاية الاسبوع في وكالة الانباء الفرنسية، بدأت السعودية بتوفير وسائل قتالية للجيش السوري الحر. وحسب التقرير، نقل السلاح عبر الحدود مع الاردن، ومع أن الاردن نفت ذلك، الا أن الرياض لم تعقب.
وحسب تقارير مختلفة في الغرب، فان الجيش السوري الحر يضم اليوم قرابة 60 ألف جندي، ولكن عدد المقاتلين أقل بكثير. الجيش السوري النظامي يعد قرابة ربع مليون رجل، ولا يزال، جيش المعارضة، اثبت بانه من خلال الدافعية العالية لم يعد هناك للاسد حصانة، في دمشق أو في أي مكان آخر في سوريا. قرار اسماء الاسد تزويد زوجها بسترة واقية نوعية، كما يفهم من البريد الالكتروني السر للعائلة الرئاسية والذي انكشف الاسبوع الماضي، كان في مكانه أغلب الظن.
والى ذلك، افادت وسائل الاعلام امس بان سفينة روسية رست أمس في ميناء طرطوس في سوريا وعليها قوة من الوحدة الخاصة لمكافحة الارهاب الروسية. وحسب التقارير، فان هدف القوة هو حماية الدبلوماسيين في ضوء التخوف من المس بهم من جانب محافل في سوريا. مصادر في وزارة الدفاع الروسية نفت التقرير.
وانضمت روسيا أمس الى دعوة منظمة الصليب الاحمر لاجراء وقف للنار يومي لمدة ساعتين في سوريا يسمح لمنظمات المساعدات الانسانية بالوصول لتقديم خدماتها. في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية، فقد دعي النظام و 'المجموعات المسلحة' على حد سواء الى الموافقة بشكل فوري على وقف النار.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف