جريدة الجرائد

أمريكا تتلاعب بالثورة السورية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فواز العجمي


كلنا يعلم عندما انطلقت الثورة السورية وحملت معها شعارات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وضرورة تداول السلطة كيف رحب بها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، لأنها مطالب مشروعة لأي شعب يريد حياة كريمة في وطنه، بل إن النظام السوري ورئيسه بشار الأسد أقر بمشروعية هذه المطالب الإصلاحية وقال إنها كانت على طاولته منذ عام 2005 وانتظرنا وانتظر الثوار وانتظر العالم تنفيذ هذه الإصلاحات حتى برزت في الثورة قوة مسلحة تطالب بحماية المدنيين من المتظاهرين بعد أن سمعنا أن انشقاقات حدثت في الجيش العربي السوري وأطلقوا على أنفسهم الجيش السوري مما شكل خطراً على النظام وكان ذلك قبل التفجيرات التي حدثت في دمشق وحلب وقبل ذلك أعلن النظام السوري العفو الشامل عن هؤلاء المنشقين وطالبهم بتسليم أسلحتهم وإطلاق سراحهم فوراً في حال إذا لم تتلطخ أياديهم بالدماء كما أعلن ذلك النظام لكن الإدارة الأمريكية وعلى لسان وزيرة الخارجية السيدة هيلاري كلينتون طلبت من هؤلاء المسلحين عدم تسليم أسلحتهم بشكل علني وواضح، مما شجع هؤلاء على الاحتفاظ بأسلحتهم على أمل أن يجدوا الدعم والمساندة الأمريكية متسلحين بموقف كلينتون وموقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما طالب الرئيس السوري بالتنحي فوراً والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة والمراهنة على الشعب العربي وبالذات المراهنة على الشعب السوري وسماع صوت المعارضة السورية التي تنسجم مطالبها مع ما طرحه النظام السوري في الإصلاح وهذه السرعة لا تعني ضعفاً كما يتصور بعض أركان النظام السوري ولا تعني رضوخاً لمطالب الغرب كما يشاع لأن الغرب لا يبحث عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في سورية أو في أي قُطر عربي.. وإنما يتخذ من هذه الشعارات ذريعة للتدخل في الحياة العربية لتحقيق مصالحه ومن بين هذه الدول روسيا البلد الذي يبحث عن مصالحه ومستعد لبيع سورية وشعبها في سوق النخاسة الدولية إذا وجد سوقاً رائجة تحقق له أرباحاً تساعد الثورة السورية بمعدات غير قتالية.
هذا الموقف الأمريكي العجيب الغريب الذي كان بالأمس يطالب المسلحين بعدم تسليم أسلحتهم وضرورة استمرار القتال والمقاومة ضد النظام واليوم يرفض تسليح المعارضة يطرح أسئلة كثيرة ومهمة ما الذي دفع أمريكا إلى تغيير مواقفها وما هو السبب ولماذا بالأمس كانت تدفع بالمقاتلين إلى المواجهة مع النظام واليوم تتركهم وحيدين ومن هو المسؤول عن كل هذه الأرواح السورية التي أزهقت والدماء التي أريقت حتى وصلت إلى حوالي عشرة آلاف بين مدني وعسكري؟!
ولماذا بعض حلفاء الإدارة الأمريكية يصرون على تسليح المعارضة بينما هي ترفض الآن؟!
أجد نفسي عاجزاً عن الإجابة على هذه الأسئلة إنما الشيء الواضح الآن للجميع أن أمريكا تتلاعب بالثورة السورية!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف