الصحافة الدولية: سوريا تعزل روسيا إقليميا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم
إلى أي مدى تتضرر روسيا جراء موقفها الداعم لنظام الأسد؟ وهل دخلت بيونج يانج في طور المغامرات العسكرية؟ وماذا عن السلبيات المترتبة على قرار إغلاق أكاديمية "زوكوف" العسكرية الروسية؟ ومن هم المرشحون الثلاثة لرئاسة البنك الدولي؟... تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.
عزلة روسيا
في مقالها المنشور بـ"ذي موسكو تايمز" الروسية يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "طرق للخروج من عزلة روسيا في سوريا"، رأت "مارجريت كلاين" أن روسيا لاعب رئيسي في الأزمة السورية، بسبب علاقاتها بدمشق وامتلاكها لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي. موسكو تصرفت كما لو أنها تحمي بشار الأسد وتقاوم الضغوط المفروضة عليه من مجلس الأمن. لكن في 20 مارس الجاري وقفت موسكو إلى جانب قرار مجلس الأمن الذي يدعو الأسد إلى تنفيذ خطة السلام التي طرحها كوفي عنان، وينوه إلى خطوات أكثر سيقدم عليها المجلس في حال رفض الأسد تنفيذ الخطة. الموقف الروسي الأخير يأتي بمثابة اعتراف من موسكو بصعوبة تحقيق توازن في سياستها تجاه دمشق.
الكاتبة، وهي زميل رئيسي بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، ترى أن موسكو تحاول تأمين بقاء أهم حلفائها السياسيين في المنطقة، دون أن تتضرر مصالحها - على المدى البعيد- داخل المنطقة. الموقف الروسي له تداعيات تتمثل في أن استمرار موسكو في عرقلة أي خطوة تجاه روسيا في مجلس الأمن، يلحق الضرر بأهم وسائل التأثير الروسي في السياسة الدولية، والنتيجة أن المجتمع الدولي بحث عن حلول أخرى خارج نطاق مجلس الأمن الذي يحتوي على عقبة "الفيتو"، وضمن هذا الإطار تأتي "مجموعة أصدقاء سوريا"، التي تضم عشرات الدول الداعمة للمعارضة السورية، وقد أجرت مباحثات في تركيا الأحد الماضي لوضع خطة للتغيير السياسي في سوريا. ومن التداعيات المحتمل حدوثها جراء الموقف الروسي، هو أن موسكو تضع نفسها في عزلة على الصعيد الإقليمي، خاصة أن أطرافاً إقليمية فاعلة كتركيا ودول مجلس التعاون والجامعة العربية تنأى بنفسها بعيداً عن الأسد.
وكلما بدت روسيا مدافعة وحامية للأسد، كلما غامرت بسياستها في الشرق الأوسط الرامية إلى بناء علاقات جيدة مع الفاعلين المحليين في المنطقة وإرساء علاقات جيدة ورسم صورة على المدى الطويل تظهر فيها روسيا كوسيط نزيه في المنطقة. وثالث التداعيات التي تطرحها الكاتبة، هي أنه إذا تراجعت موسكو عن منظورها الخاص بحماية الأسد، فإنها بذلك تكون فقدت مصداقيتها أمام المعارضة السورية.
إغلاق "الأكاديمية"
في تقريره المنشور بـ"البرافدا"الروسية يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "روسيا ستغلق أكاديمية عسكرية وستخسر المليارات"، أشار "سيرجي بالماسوف" إلى أن إلغاء أكاديمية "زوكوف" للطيران العسكري، بمنطقة "تفر"، سيسفر عن خسائر بمليارات الدولارات، فهذه الأكاديمية الأكثر شهرة، سيتم إغلاقها مطلع يوليو المقبل. التقرير لفت الانتباه إلى تداعيات منها أن مصدراً بوزارة الدفاع الجزائرية، قال في حوار مع "البرافدا" إن بلاده شريك أساسي لروسيا في مجال التعاون العسكري، وستضطر إلى البحث عن فرص أخرى لتدريب كوادرها في قطاع الطيران وأيضاً من أجل شراء معدات عسكرية جوية متطورة. وألمح المصدر الجزائري إلى أن بلاده قد تلجأ إلى الصين كوجهة لتدريب عسكرييها في حال لم تتمكن موسكو من تحسين شروطها الخاصة بالتدريب. ويُشار إلى أن الأكاديمية تضم طلاباً أجانب يصل عددهم إلى 300 طالب، ينتمون إلى 21 دولة تمتد ما بين صربيا وكوريا الجنوبية.
وحسب التقرير، فإن خطة إغلاق الأكاديمية تتعارض مع قانون أصدره الرئيس الروسي مطلع ديسمبر الماضي يتضمن إرساء أسلوب جديد للقوات المسلحة والقوات الجوية والفضائية، والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يتسنى تدشين قوات جديدة دون توفير نظام تعليمي خاص بها؟ بعض المتفائلين يرون أن المدربين الذين يعملون في أكاديمية "زوكوف"سيتم توزيعهم على مؤسسات تعليمية جديدة، لكن معظمهم تتراوح أعمارهم ما بين الخمسين والستين، وهؤلاء يفضلون الجلوس في منازلهم بدل الانتقال إلى مدينة جديدة من أجل العمل. ويتساءل كاتب التقرير: لماذا يتم إغلاق أكاديمية جوية؟ روسيا تنفق مليارات الدولارات على الألعاب الأولمبية المقرر تنظيمها في سوشي، وتنفق أيضاً على سباقات "فورمولا-1rdquo; وعلى استضافة قمة "إيبك" في مدينة فلاديفستوك"، فهل ثمة فرصة لدعم هذه الأكاديمية ذات الأهمية المحلية والدولية؟ الخبراء يعتقدون أن قرار الإغلاق مرتبط بدوائر معينة تنفق مبالغ ضخمة على العقارات في المنطقة التي تتواجد فيها الأكاديمية، مدينة "تيفر" حيث الأكاديمية الجوية، تبعد عن موسكو بقرابة 180 كيلو متراً، وهي تتكون من مبانٍ عتيقة وتعود إلى ما قبل الثورة البلشفية.
مغامرة عسكرية
تحت هذا العنوان، نشرت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية الأحد الماضي افتتاحية استهلتها بالقول: إن نافذة الدبلوماسية المفتوحة على كوريا الشمالية باتت مغلقة بسبب اقتراب موعد إطلاق صاروخ كوري شمالي بعيد المدى. وعلى الرغم من الضغوط الدولية على بيونج يانج، فإنها تواصل الاستعدادات الخاصة بإطلاق قمر صناعي خلال الفترة ما بين 12 و 14 أبريل الجاري. وتتوقع الصحيفة أن الخطورة الكورية الشمالية لن يترتب عليها أية تداعيات باستثناء العقوبات، وضمن هذا الإطار، فإن الولايات المتحدة التي تعهدت بإصلاح مقاربتها الشاملة تجاه بيونج يانج، إذا ما أقدمت على تجربتها الصاروخية، اتخذت بالفعل إجراءات عقابية ضد كوريا الشمالية، حيث علّقت واشنطن خطتها الرامية لتزويد الدولة الشيوعية بـ240 مليون طن من المساعدات الغذائية، وهو ما تراه الصحيفة خطوة هي الأولى من نوعها منذ أن قررت واشنطن ألا تكافئ كوريا الشمالية على سلوكها السيئ. ويُشار أيضاً إلى تحذيرات أطلقها الرئيس الأميركي أثناء انعقاد قمة الأمن النووي في العاصمة الكورية الجنوبية، مفادها أن بيونج يانج ستتعرض لمزيد من العقوبات إذا مضت في تنفيذ مخططها الرامي لإطلاق صاروخ بالستي. وتخطئ كوريا الشمالية إذا اعتقدت أن الولايات المتحدة وغيرها لن تنطلي عليها القصة التي تروج لها بيونج يانج من أن الأمر يتعلق بإطلاق قمر صناعي. الولايات المتحدة تعتبر البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي مصدر تهديد مباشر للأمن الكوري الجنوبي ولأمن حلفاء أميركا في المنطقة. وحسب الصحيفة، فإن التخطيط لإطلاق قمر صناعي يعد خطوة من بين خطوتين يندرجان ضمن مغامرات بيونج يانج العسكرية، التي تنبأ بهما أحد مراكز البحوث في كوريا الجنوبية. ففي يناير الماضي أشار "معهد الشؤون الخارجية والأمن القومي"- الكوري الجنوبي- إلى أن الزعيم "الشمالي" الجديد "كيم يونج أون"سيقدم على إطلاق صاروخ جديد، وسينفذ، تجربة نووية ثالثة، هذا العام كي يعزز سلطته ويُظهِر قيادته.
الملفت أن إعلان بيونج يانج عن عزمها إطلاق قمر صناعي على متن صاروخ بالستي بعيد المدى، جاء بعد أسبوعين فقط من اتفاق أجرته مع واشنطن يتعلق بتقديم مساعدات غذائية مقابل وقف التجارب النووية والصاروخية وتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم. كوريا الشمالية تستخدم تكتيكات قديمة تتلخص في توضيح التهديدات وتضخيمها كي تعود للتفاوض مرة أخرى طامحة في مكاسب أكبر. الكل يعرف أن الصراعات المسلحة تبدأ بغارات جوية، فهل تستفيد الإدارة الروسية من التاريخ؟ الغرب دمر من خلال القوات الجوية يوغسلافيا والعراق وليبيا ...فهل تطول القائمة لبلدان أخرى؟
مرشحون ثلاثة
يوم السبت الماضي، وعلى صفحات الرأي في "جابان تايمز" اليابانية، كتب "كيفن رافيرتي" مقالاً أشار خلاله إلى ترشيح "جيم يونج كيم" الأميركي من أصل كوري جنوبي لمنصب مدير البنك الدولي. وانتقد الكاتب تصريحات وزير المالية الياباني "جون أوزومي" التي بدا من خلالها كما لو أنه لم يحسم قراره بعد وأنه ينتظر طلب أميركي بدعم المرشح الذي اختاره أوباما لشغل المنصب. وحسب الكاتب فإن هذه هي المرة الأولى، التي أصبحت فيها المنافسة على الترشح لشغل المنصب بين ثلاثة أشخاص: ldquo;كيم" طبيب بشري حاصل على درجة الدكتوراه في الأنثروبولوجي، والثاني "خوسيه أنتاريو أوكومبو"، وهو مرشح البرازيل وكان وزير مالية سابق في كولومبيا، وحالياً هو أستاذ بجامعة كولومبيا، أما المرشح الثالث فقد اختارته جنوب أفريقيا ويدعى "نجوزي أوكنجو إيويلا" وهو يحظى بدعم الاتحاد الأفريقي وشغل منصب وزير مالية نيجيريا وعمل لفترة طويلة موظفاً في البنك الدولي.
إعداد: طه حسيب