جريدة الجرائد

فجعتنا يا برهان غليون!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

غسان إسماعيل عبدالخالق

قد يكون الراحل شفيق الحوت هو القائد والمثقف الفلسطيني الأكثر صدقاً على صعيد تفسير التأخر الفادح في إقامة الدولة الفلسطينية بالمواصفات التي حلم بها كل الفلسطينيين الشرفاء، فقد ذهب في مذكراته إلى القول بأن تضحيات الشعب الفلسطيني كانت على الدوام أكبر بكثير من كل القادة الفلسطينيين، ولذلك لم تجد هذه التضحيات ، على عظمها، من يترجمها إلى إنجازات على الأرض! هذا التفسير الصادق والموضوعي، ينطبق أيضاً الآن على الثورة السورية وعلى قيادة المعارضة السورية ممثلة في المجلس الوطني وعلى رأسه برهان غليون. فبلغة الكم وبلغة النوع يمكننا القطع بأن الشعب السوري خلال عام الربيع العربي قدّم من التضحيات البشرية والمادية ما لم يقدمه شعب عربي آخر. وهو الشعب العربي الوحيد الذي يستأثر الآن بتعاطف المجتمع الدولي وبعض القوى الاقليمية الفاعلة مثل تركيا، فضلاً عن تعاطف الأغلبية العظمى من العرب والمسلمين بعد أن تم إغلاق ملفات تونس ومصر وليبيا واليمن. وإذا أضفنا إلى ذلك كله حقيقة أن المعارضة السورية تضم في صفوفها عدداً كبيراً من المثقفين والإعلاميين والسياسيين المحترفين ورجال الأعمال، صار في مقدورنا الجزم بأن ما تسجله المعارضة السورية من أهداف في شباك النظام السوري، لا يتناسب أبداً مع حجم التضحيات السورية الخارقة لكل التوقعات أو حجم الدعم الدولي أو حجم الدعم العربي والإسلامي.

أين تكمن المشكلة إذن؟ -ودعك عزيزي القارئ من شماعة إيران وروسيا والصين فقد ثبت أن الأخيرتين عاجزتين تماماً عن التأثير في مجرى الأحداث في ليبيا رغم أنه أهم عندهما من المجرى السوري- المشكلة تكمن حتماً في المعارضة السورية المفسّخة بوجه عام، وفي المجلس الوطني الذي أقحم الثورة والمعارضة في تحالفات ومغامرات متناقضة وغير محسوبة بوجه خاص، وفي برهان غليون الذي يصر على تحصيل كل ما يريد عبر لغة الحرد والتمنّع كما يؤكد أكثر من مصدر موثوق من داخل المجلس الوطني بوجه اخص.

ولنفترض جدلاً، أن ما تنامى إلى أسماعنا وأسماع غيرنا بخصوص آلية تفكير وسلوك رئيس المجلس الوطني هو ضرب من التشويش المتعمد على شخصه، فهل يمكننا أن نتغاضى عن أدائه الإعلامي المهزوز وحضوره غير الكاريزمي على الإطلاق؟! لقد انتحلنا له العذر خلال الأشهر الأولى من الثورة، وقلنا ان الرجل أكاديمي ومثقف نظري ليس له خبرة عملية سابقة في العمل السياسي وأنه بحاجة لبعض الوقت كي يستوعب الدور القيادي الثوري الذي يضطلع به في مواجهة النظام السياسي العربي القطري الأقسى والأكثر استعداداً للقمع والتنكيل، وها هي الشهور تجري واحداً تلو الآخر، فيما أن أداء المفكر العقلاني النقدي ومؤلف (اغتيال العقل) يتراجع إلى الخلف.

في مثل الحالة السورية؛ إما أن النظام قد استعاد سيطرته على الأرض وهذا ليس صحيحاً على الاطلاق، وإما أن الشعب السوري قد استكان وتوقف عن التضحية والمقاومة وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق أيضاً، وإما أن قيادة المعارضة رخوة ومترددة وهذا هو الأصح قطعاً. وإلا فكيف يمكن لرجل طيب مثل عبد الجليل مصطفى أن يجتاز بالمجلس الوطني الليبي كل حقول الألغام المحلية والإقليمية والدولية، وأن يسقط نظام القذافي رغم أنه لم يقم في باريس يوماً ولا يجيد التحدث بثلات لغات وليس منظراً معدوداً، فيما أن برهان غليون لم ينجح حتى الآن في توحيد صفوف المجلس الوطني على الأقل؟! قد يقول قائل: لولا الحلف الأطلسي لما تمكن المجلس الوطني الليبي من إسقاط القذافي وأن ما يحدث في ليبيا الآن يؤكد أن المجلس لا يسيطر على الأرض الليبية، وسوف نقول: هذا صحيح، لكن عبد الجليل مصطفى امتلك زمام الأمور تماماً بعد إعلان الثورة على القذافي وتمكن من حشد تحالف دولي واسع قد يكون جزء منه مثار خلاف واعتراض، وأنجز الهدف الرئيسي للثورة وهو إسقاط القذافي، وما يحدث الآن هو تداعيات متوقعة أين هي من تداعيات الثورة الفرنسية قبل أن يجنح المجتمع الفرنسي إلى الديمقراطية بوصفها الخيار الأوحد والوحيد. ونقول أيضاً: إن الثورة السورية والمعارضة السورية تمتلكان من الميزات النسبية البشرية و اللوجستية والاستراتيجية ما يؤهلهما لإسقاط النظام بالضربة القاضية، إلا أن برهان غليون عاجز عن توظيف هذه الميزات لأسباب بسطنا بعضها ولأسباب أخرى لم نبسطها. فلا هو برهان ولا من يحزنون!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلمة حق !
محمد السوري -

مقال الكاتب كما تقول العرب , كلمة حق يراد بها الباطل .

كلمة حق !
محمد السوري -

مقال الكاتب كما تقول العرب , كلمة حق يراد بها الباطل .

باطل يراد به باطل
عبد -

هذا كلام مغرض وهو لخدمة النظام اقرب منه لنقد غليون ضعيف جدا ويجب على المجلس ان يحل هذه المشكلة عن طريق الانتخابات او الرئاسة الدورية التي وعد بها ولم يف بالوعدولكن ليس صحيحا ان المعارضة هي السبب فيم يجري من عرقلة مسار الثورة ولكن ارائيل لم تجد البديل الذي يحميها بعد النظام القذراوفق السيد محمد السوري

باطل يراد به باطل
عبد -

هذا كلام مغرض وهو لخدمة النظام اقرب منه لنقد غليون ضعيف جدا ويجب على المجلس ان يحل هذه المشكلة عن طريق الانتخابات او الرئاسة الدورية التي وعد بها ولم يف بالوعدولكن ليس صحيحا ان المعارضة هي السبب فيم يجري من عرقلة مسار الثورة ولكن ارائيل لم تجد البديل الذي يحميها بعد النظام القذراوفق السيد محمد السوري

قصير النظر أو متحامل مدسو
المهاجر -

حضرة الكاتب المحترم ينتف ريش السيد برهان غليون بمقارنة نتائج عمله بعمل مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الليبي الإنتقالي. من البداية أقول للسيد الكاتب : مقارنتك مغلوطة وغير صحيحة. لذا فحكمك على عمل السيد برهان غليون غير صحيح. السبب في ذلك شديد الوضوح والإختلافات أكثر من أن تُحصى. السيد عبد الجليل كان متواجداً في داخل ليبيا وكان يدعمه قائد عسكري كبير انشق عن القذافي مع فرق عسكرية كاملة وشكلوا منطقة شبه مستقلة على أرض ليبيا بنغازي وكل المنطقة الشرقية . لا حاجة للشرح كثيراً عن مدى الفارق الشاسع بين الحالتين، حيث أن الكتور برهان غليون وغالبية أعضاء المجلس الوطني كانوا يعيشون خارج سوريا أو خرجوا هرباً بعد بدء الأحداث في سوريا. أما لو أردنا المقارنة بين الموقع الإستراتيجي لكل من سوريا وليبيا، لوجدنا الاختلاف أقوى تأثيراً بكثير من الإختلاف الداخلي، الذي أشرت إليه أولاً. النفط الليبي- الموقع الإستراتيجي لسوريا وخاصة فيما يتعلق بحدودها مع إسرائيل. لا أريد التفصيل أكثر ، بل لا بد من القول أن السيد الكاتب، إما أنه قصير النظر فلم يأخذ الفوارق المشروحة سابقاً بعين الإعتبار وهذا مستبعد. أو أنه يدس السم في العسل لتشويه سمعة وقدرة السيد برهان غليون ومدسوس من قبل الأخوان المسلمين ، لكي يطاح بالسيد غليون ويستلم مكانه رجل من الجماعة وبذا تكون اكتملت الطبخة ، كي تشوط وتحترق على أيدي إسلاموية الثورة في سوريا ، تماماً كما يحدث الآن في مصر .

قصير النظر أو متحامل مدسو
المهاجر -

حضرة الكاتب المحترم ينتف ريش السيد برهان غليون بمقارنة نتائج عمله بعمل مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الليبي الإنتقالي. من البداية أقول للسيد الكاتب : مقارنتك مغلوطة وغير صحيحة. لذا فحكمك على عمل السيد برهان غليون غير صحيح. السبب في ذلك شديد الوضوح والإختلافات أكثر من أن تُحصى. السيد عبد الجليل كان متواجداً في داخل ليبيا وكان يدعمه قائد عسكري كبير انشق عن القذافي مع فرق عسكرية كاملة وشكلوا منطقة شبه مستقلة على أرض ليبيا بنغازي وكل المنطقة الشرقية . لا حاجة للشرح كثيراً عن مدى الفارق الشاسع بين الحالتين، حيث أن الكتور برهان غليون وغالبية أعضاء المجلس الوطني كانوا يعيشون خارج سوريا أو خرجوا هرباً بعد بدء الأحداث في سوريا. أما لو أردنا المقارنة بين الموقع الإستراتيجي لكل من سوريا وليبيا، لوجدنا الاختلاف أقوى تأثيراً بكثير من الإختلاف الداخلي، الذي أشرت إليه أولاً. النفط الليبي- الموقع الإستراتيجي لسوريا وخاصة فيما يتعلق بحدودها مع إسرائيل. لا أريد التفصيل أكثر ، بل لا بد من القول أن السيد الكاتب، إما أنه قصير النظر فلم يأخذ الفوارق المشروحة سابقاً بعين الإعتبار وهذا مستبعد. أو أنه يدس السم في العسل لتشويه سمعة وقدرة السيد برهان غليون ومدسوس من قبل الأخوان المسلمين ، لكي يطاح بالسيد غليون ويستلم مكانه رجل من الجماعة وبذا تكون اكتملت الطبخة ، كي تشوط وتحترق على أيدي إسلاموية الثورة في سوريا ، تماماً كما يحدث الآن في مصر .

مقال الكاتب حق
سليمان -

كلمة حق يراد بها حق.روسيا والصين عاجزتين تماماً عن التأثير في مجرى الأحداث في سوريا.

مقال الكاتب حق
سليمان -

كلمة حق يراد بها حق.روسيا والصين عاجزتين تماماً عن التأثير في مجرى الأحداث في سوريا.

لا لأستنساخ الديكتاتوريين
مواطن عربي مهاجر -

كلام الكاتب استخدام لبعض ما يبدو حق لمساندة باطل. ثورة الربيع العربي قامت ضد الديكتاتورية وعبادة الصنم. ولن نسمح باعادة استنساخ الطواغيت تحت عباءة الكاريزما ورئيسنا ما في احلى منو والله وسوريا صغيرة عليه؟؟؟!!!!! نريد قيادات تتصف بالعقلانية وتحليل الامور والعملية في الملاحقة والتنفيذ والجهد الجماعي في وضع الاستراتيجيات والسياسات والتعاون مع المجتمع الدولي، واللي مش عاجبوا مافي مشكلة ينفصل ويروح لحال سبيله بدون الخوف من تعليق المشانق او الاعدام رميا بالرصاص العسكري او الاغتيال الخ. ما بعد الثورة غيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ما قبلها.

لا لأستنساخ الديكتاتوريين
مواطن عربي مهاجر -

كلام الكاتب استخدام لبعض ما يبدو حق لمساندة باطل. ثورة الربيع العربي قامت ضد الديكتاتورية وعبادة الصنم. ولن نسمح باعادة استنساخ الطواغيت تحت عباءة الكاريزما ورئيسنا ما في احلى منو والله وسوريا صغيرة عليه؟؟؟!!!!! نريد قيادات تتصف بالعقلانية وتحليل الامور والعملية في الملاحقة والتنفيذ والجهد الجماعي في وضع الاستراتيجيات والسياسات والتعاون مع المجتمع الدولي، واللي مش عاجبوا مافي مشكلة ينفصل ويروح لحال سبيله بدون الخوف من تعليق المشانق او الاعدام رميا بالرصاص العسكري او الاغتيال الخ. ما بعد الثورة غيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ما قبلها.