جريدة الجرائد

العرب وبغداد .. من عاد لمن؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن حمد البشيت


كتبت هنا قبل انعقاد القمة العربية في العراق، أشير إلى أن عقد القمة في العراق حاليا غير مناسب للظروف غير المواتي عقدها بوجود الحكومة المالكية. ولكن حينما عقدت القمة ورأيت نقل وقائعها وتأملت في الوفود العربية ممن يمثلون بلدانهم بمستوى منخفض، أدركت صدق حدسي، بأنها ستكون فاشلة، وغشيتني غمة على وزن قمة، فانداح في مخيلتي شريط مؤلم عن القمم العربية المخيبة لآمال الشعوب العربية. ناهيك عن حال العراق التي لم تنعقد بها قمة عربية منذ سنوات طويلة، وقد مر العراق بحروب لم يتعاف منها بعد، حتى بعد الانسحاب الأمريكي عنه، لتأتي ثالثة الأثافي إيران لتجهز على ما تبقى منه، ليتم عزله وإفراغه من أصالته وعراقته العربية ليضحي عراق الرافدين كمحافظة إيرانية !!
عنوان مقالي عاليه، أتى على صيغة سؤال قلق، ربما اقترب من الإجابة فالصحيح أن العرب عادوا لبغداد ولو بشكل استثنائي بمؤتمر قمة عربية.. أما بغداد العربية فهي التي لم تعد بعد للعرب !!
القمة العربية في بغداد لم تأتِ بشيء جديد، وكل ما أتت به أو عليه هو تأييد مهمة عنان ذات النقاط الست، والتي وافق عليها النظام السوري، ثم عاد يعترض عليها، النظام يسخر من العرب وجامعتهم بشراء الوقت للقضاء على الثورة وتصفية جيوب المقاومة ــ الجيش الحر ــ لقد تهادنت الجامعة مع النظام طيلة عام، والبركة في نبيل العربي عراب المهادنة.
فتأييد مهمة عنان ليست كل شيء لحل المشكلة السورية، فكان هناك الكثير من الوقت الضائع الذي أهدر في مماحكات سياسية تزعمته دول عربية معروفة بمولاتها للنظام المشابه لأنظمة دولهم وحالة شعوبهم البائسة، بمثل ما يعاني منه الشعب السوري من استعمار نظام عائلي طائفي. فالنظام لا يعترف بالمندوبين والرسائل التي ذكرتني بمهمة المبعوث الأممي آنذاك الأخضر الإبراهيمي لصدام حسين. والمماثلة لمهمة مبعوث الجامعة والأمم المتحدة كوفي أنان كـ (مرسول)، توافقي عربي دولي، كما هو في أغنية "يا مرسول المراسيل.. لفيروز" !.. ففي الحالة السورية لم يكن الحب بين الحاكم والمحكوم مبنيا بشكل (توافقي) قوامه الحرية والديمقراطية التي يريدها ويطالب بها الشعب، بقدر ما هو بقاء حب مغتصب من قبل الحاكم الذي يستحب بقاءه في الحكم حتى ولو كان على أسنة الرماح وصليل الدبابات المجنزرة، للتربع على تلال الجماجم لترسيخ دعائم حكمه.
كحكم الدكتاتور الأسد، الذي تنازعه على هذا المسمى زوجته أسماء الأخرس، التي قالت في أحد إيميلاتها لصديقة لها (أنا الدكتاتور في العائلة !) حينما كشفت إيميلات الرئيس ومستشاراته اللاتي يمددنه ويمددن كبار ضباط جيشه بالمعلومات والتعليمات بنصائحهن الإجرامية التي تحولت من نصائح لفضائح !!.
فقمة بغداد واحدة من القمم المخيبة لآمال الشعوب العربية، تحت مظلة الجامعة العربية... فكفانا ذلك قمما في غياب ذمم وهمم!!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف