الإخوان والعسكر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أحمد الفراج
بات من الواضح حتى لمن يحسن الظن كثيراً أن هناك تحالفاً وطيداً بين المجلس العسكري بمصر وتنظيم الإخوان المسلمين، وفي تقديري أن هذا الحلف تم برعاية أمريكية خالصة، فكل الدلائل تشير إلى احتفاء غير عادي بأعضاء هذا التنظيم من قبل واشنطن وحلفائها منذ بداية الثورات العربية، فإلى جانب التكريم الذي لاقاه بعض أعضائه البارزين، نجد أن كثيراً من كتَّاب اليمين الأمريكي هلّلوا وباركوا فوز الإخوان في كل بلاد الثورات، ويأتي على رأس هؤلاء السيد فريد زكريا، ذلك الشاب الهندي النحيل، الذي عرف من أين تُؤكل الكتف، فعلى الرغم من أنه مسلم من أصل هندي، إلا أنه يفكر ويتحدث كأمريكي أبيض، فهو دائماً يبدأ حديثه بالقول "نحن الأمريكيين"، أو "إن الجماعات الإرهابية تستهدفنا في أمننا"، والضمير هنا يعود على الولايات المتحدة، ولا يكتفي بهذا، بل إنه يغالى كثيراً في تصنيف ذاته من أهل اليمين، حتى أضحى أحد المحافظين الجدد، ولذا تم الاحتفاء به في الإعلام الأمريكي، ورفعه إلى أعلى المراتب التي لا ينالها إلا قلة، وكان آخر ذلك منحه برنامجاً سياسياً في قناة السي إن إن العريقة.
وإلى جانب السيد زكريا، تحدث وكتب كثير من أقطاب اليمين الأمريكي عن تنظيم الإخوان المسلمين، وأشادوا به وبرموزه، وهلّلوا لفوزهم، وهنا لا بد أن نتذكّر أن هؤلاء - ذاتهم - هم من تولى كبر الحرب على كل ما هو إسلامي، منذ أحداث سبتمبر 2001، وحتى بداية الثورات العربية، فقد اتهموا معظم الشخصيات والمنظمات بدعم الإرهاب، وحتى الزعماء المسلمين لم يسلم كثير من ذات الاتهام، وهذا يعني أحد أمرين: فإما أن المحافظين الجدد غيَّروا نظرتهم عن الإسلام مؤخراً، وهذا بالتأكيد غير وارد، أو أنهم يعتبرون تنظيم الإخوان حركة سياسية، لا دينية وهذا هو الراجح، حسب كل المعطيات، التي نعرفها عن هذا التنظيم المعقد.
حسناً، إذا كان هناك تحالف بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين، فبماذا نفسر ما ظهر على السطح مؤخراً من خلاف بينهما؟ وهو سؤال تقتضي الإجابة عليه التوقف طويلاً عند تنظيم الإخوان، والطريقة التي يعمل بها، ففي مصر نجد أنهم استأثروا بكل شيء تقريباً، فمن السيطرة على البرلمان ولجنة كتابة الدستور، إلى التدخل في كل شاردة وواردة في الحياة الاجتماعية، وليس انتهاءً بترشيح أبرزهم وهو السيد خيرت الشاطر لانتخابات الرئاسة، مع أنهم قد قطعوا وعداً على أنفسهم بعدم تقديم مرشح رئاسي، فما هي يا ترى "عقيدة الإخوان"، التي تجعلهم يرغبون في السيطرة على كل شيء تقريبا؟ هذا سيكون حديثنا في المقال القادم.
التعليقات
عسكر وحرامية
على زياد -تعليق مكرر
عسكر وحرامية
على زياد -تعليق مكرر