جريدة الجرائد

منع الدعاة من دخول فرنسا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

سواء فعلها الرئيس الفرنسي من باب التكسب الانتخابي أم أنه أراد توجيه رسالة واضحة لدعاة التطرف والعنف؛ أن لا مكان لهم في بلاده، فإنها خطوة تعيد فتح المعركة حول حدود الحريات والمسؤولية العامة، وفرضت على الإسلاميين الناشطين أيضا أن يراجعوا مواقفهم، ويعلموا أن لأقوالهم على المنابر ثمنا.

القصة لم تبدأ في أعقاب جريمة محمد مراح، الذي قتل من دون ذنب سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال فقط لأنهم يهود. أيضا قتل ثلاثة مسلمين، لأنهم خدموا في الجيش الفرنسي. لو أن هذه الجرائم وقعت في أي بلد إسلامي لأوقع به حكم الإعدام قصاصا. وبالتالي ما فعله مراح جريمة فردية لا يعقل أن تُعمم عل كل المسلمين، ولا حتى على المتشددين منهم. وغضب الرئيس نيكولا ساركوزي مما حدث أمر طبيعي، وليس بالضرورة مسرحية انتخابية، كما يحلو للمتعصبين المسلمين أن يفسروه، ولو وقعت الجريمة في الجزائر، بلد مراح الأصلي، لقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أكثر مما قاله ساركوزي، وربما فعلت الأجهزة الأمنية أكثر مما فعله البوليس الفرنسي.

ماذا عن قرارات الحكومة بملاحقة المتشددين، وتهديد حتى الدعاة الفرنسيين من أصول إسلامية، بأنه سيطردهم من فرنسا؟ وقرار وزير الداخلية بمنع عدد من نجوم الدعاة الإسلاميين من دخول باريس معلنا أنه غير مرحب بهم؟

أعرف أن بعض الممنوعين فيه اعتدال يتجاوز اعتدال أئمة الحكومة الفرنسية أنفسهم، وأعرف أن شيخا مثل الدكتور عائض القرني نعتبره نحن رمزا للاعتدال ومن الخطأ جمعه في نفس السلة مع دعاة متطرفين. وهذا يستوجب الاستنتاج بأنه ليس كل الملتحين الإسلاميين متطرفين بل إن بعضهم أخذ على عاتقه مهمة مواجهة دعاة الإرهاب، وعرّض حياته للخطر من قبل تنظيمات خطرة، مثل "القاعدة"، لأنه حاربهم بالفكر، وأحدث تغييرا مهما في معركة الفكر الإسلامي السياسي.

وهناك من لا صلة له بالإرهاب لكنه يحرض على الكراهية والعنصرية، مثل الذين يحثون أتباعهم على عدم السلام على غير المسلمين، أو التعامل معهم، مع أن هذا يخالف أخلاق الإسلام التي تدرس منذ أربعة عشر قرنا. هؤلاء حري بهم (المتعصبين والعنصريين) أن يجلسوا في بلدانهم. بدخول مثل هؤلاء المتطرفين بلدا مثل فرنسا، فإن هناك مخاطر حقيقية على التعايش والسلم الاجتماعي. ففي فرنسا ملايين المسلمين الذين يتمتعون بحقوق أساسية كاملة، ومحاولة إفساد واقعهم الذي يعيشونه عمل خطر على المجتمع كله، وعلى مجتمع المسلمين هناك خاصة. وعندما يمنع ساركوزي مثل هؤلاء الدعاة المتطرفين، فإنه يحمي أولا مسلمي بلاده من تغلغل ميكروب التطرف إلى أبنائهم. وما الشاب مراح إلا نموذج لعملية الإفساد الفكري انتهت بارتكابه مذبحة بشعة ليس باسمه كشخص، بل ربطها بالإسلام ووزع أشرطة يفاخر فيها بقتل ضحاياه. جريمة هذا المتطرف التي وقعها باسم الإسلام تسببت في إيذاء الشريحة الكبرى من مسلمي فرنسا المسالمين، وعززت أوضاع المتطرفين العنصريين على الجانب الآخر من المجتمع الفرنسي.

ومن المؤسف، على الرغم من تكرار مثل هذه الحوادث المروعة، وعلى الرغم من ثبوت علاقتها بدعاة الفكر المتشدد، أن البعض يقفز للدفاع عن المجرم والجريمة يحاول تبريرها بأنها مؤامرة، في حين أن أمامنا تاريخا حافلا من الجرائم التي ارتكبها شباب مثل مراح في الدول الإسلامية نفسها. والمؤسف أن يسكت المثقفون فلا ينتصرون لإسلامهم برفض الإرهابيين والدعاة المتشددين. إن ملاحقة العنصريين الفرنسيين تستوجب منا أيضا الوقوف ضد متطرفينا، سواء كانوا نجوما لهم أتباع بالملايين، أو شبابا متحمسا غرر بهم. قبل أسبوعين، حكمت محكمة في بريطانيا على شاب بريطاني بالسجن شهرا ونصف الشهر لأنه كتب على "تويتر" سبابا عنصريا ضد لاعب كرة بريطاني أسمر. تخيلوا لو أن قاضيا قرر محاكمة الذين يكتبون على "تويتر" و"فيس بوك" ضد الغير، لأنهم غير مسلمين، أو لأنهم شيعة، أو سنة!

المجتمعات مهددة أكثر بسبب وسائل التواصل الشعبية التي سطا عليها جماعات متطرفة يستغلون سهولة التقنية ويسيئون استخدام قوانين الحريات، يحرضون ضد الغير.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القصاص
والادانة -

أحترم وأقدر حق كل دولة ديموقراطية بممارسة السيادة المطلقة على أراضيها وبلا تساهل أو تردد . ما يفعله أفراد جاهلون باسم الدين , وهو منهم براء , يطال جاليات بأكملها تعد بالملايين وتشوه صورة الدين في نظر الاخرين . الادانة بل حتى القصاص يجب أن يأتيا من أهل العشيرة قبل أن يأتيا من الغريب ..!!.

من أين تخرجوا؟
علي الأعرجي -

و يبقى السؤال: من أي مدرسة فكرية أو كفرية تخرج هؤلاء الدعاة المتطرفون و الذين لا يزالون يمجدون عقلية الغزو و الحرب ؟ هل تخرجوا من قم و النجف, أم من غيرها؟ فإن كان من غيرها, أليس حري بالكاتب أن يوجه نقده بشكل مباشر للمراكز التي لا زالت تنتهج نفس النهج الذي أنتج لنا بن لادن و الظواهري و الزرقاوي و ربما نحن مقبلون على ظاهرة عرعورية كذلك؟

القصاص
والادانة -

أحترم وأقدر حق كل دولة ديموقراطية بممارسة السيادة المطلقة على أراضيها وبلا تساهل أو تردد . ما يفعله أفراد جاهلون باسم الدين , وهو منهم براء , يطال جاليات بأكملها تعد بالملايين وتشوه صورة الدين في نظر الاخرين . الادانة بل حتى القصاص يجب أن يأتيا من أهل العشيرة قبل أن يأتيا من الغريب ..!!.

ازدواجية في ازدواجية
احمد الواسطي -

أتعجب من الكتاب الخليجيين والسعوديين بالخصوص فهم ينتقدون حكومات دول اخرى ويصفونها بالديكتاتورية واحتكار السلطة (بينما هي ومهما وصلت بديكتاتوريتها تبقى حكومات يشارك فيها طبقة واسعة من فئات الناس) بينما الاولى بهم ان ينظروا بين ايديهم ليروا من يحكمهم وكيف!! نفس الكتاب ينتقدون الارهاب ويدعون الدول لمحاربة هذا الارهاب ولكنهم ومع الاسف لاينتقدون ولايكتبون عن مصدره فالكل يعلم اين مدارس الارهاب ومن يفتي لهم!! فهل توجد ازدواجية كزدواجية هؤلاء الكاتب!؟ فالارهاب محاربته لا تتم في فرنسا او امريكا او اوربا محاربته تتم في المنبع مع التحيات

ياعلي رد رقم ٢
عبدالله المسلم -

ياعلي الإرهاب لا مذهبية به ، هو وجه قبيح لتخلف الإنسان مهما كان جنسه او لونه او دينه ، فلاتدخلنا بنفق الطائفية والتحزب والتعصب ، فهذه مؤشرات التخلف .

ازدواجية في ازدواجية
احمد الواسطي -

أتعجب من الكتاب الخليجيين والسعوديين بالخصوص فهم ينتقدون حكومات دول اخرى ويصفونها بالديكتاتورية واحتكار السلطة (بينما هي ومهما وصلت بديكتاتوريتها تبقى حكومات يشارك فيها طبقة واسعة من فئات الناس) بينما الاولى بهم ان ينظروا بين ايديهم ليروا من يحكمهم وكيف!! نفس الكتاب ينتقدون الارهاب ويدعون الدول لمحاربة هذا الارهاب ولكنهم ومع الاسف لاينتقدون ولايكتبون عن مصدره فالكل يعلم اين مدارس الارهاب ومن يفتي لهم!! فهل توجد ازدواجية كزدواجية هؤلاء الكاتب!؟ فالارهاب محاربته لا تتم في فرنسا او امريكا او اوربا محاربته تتم في المنبع مع التحيات

هناك فارق
محمد القاضى -

هناك دعاة ودعاة وحسنا فعلت فرنسا عقبالنا

هناك فارق
محمد القاضى -

هناك دعاة ودعاة وحسنا فعلت فرنسا عقبالنا

المسلم له عذره
عصفوره -

اخلاق المسلمين لا تختلف عن باقى البشر فموضوع السلام (المتبادل)مساله (ذوق)غير ان البعض منهم يقع فريسه لتفسير نصوص واصدار فتاوى واليك مثل او اكثر:(1)البدء بالسلام على غير المسلم لا يجوز بل ومحرم لان النبى ص قال" لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وان صادفوكم فى الطريق فاضطروهم الى اضيقه!!المرجع صحيح البخارى وسنن الترمزى (2)موضوع تهنئه غير المسلم باعيادهم البعض اعتبرها (برا)والبعض الاخر (حراما)! كما ان البعض يقع ضحيه نصوص من القران الكريم !! تحرض على قتل المختلف - اى غير المسلم - لكونه كافر!! وهذه النصوص تحتاج لمراجعه وربما القى بها الشيطان او اضيفت من البشر فمن غير المعقول ان الله يحرض على قتل المختلف كما اظن

السلفيون
متحضر -

مثلما كان القومجيون داء أتلف العرب وأضاع فلسطين يخلفهم السلفيون اليوم (سنة أو شيعة) ليهدموا ما نساه القومجيون.

السلفيون
متحضر -

مثلما كان القومجيون داء أتلف العرب وأضاع فلسطين يخلفهم السلفيون اليوم (سنة أو شيعة) ليهدموا ما نساه القومجيون.

اضم صوتي الى عصفوره
wesam -

اضم صوتي الى عصفوره ، فهناك آيات صريحه وواضحه في القرآن تامر بقتل الغير مسلم وعلينا ان نشطبها منه اذا رغبت هذه الامه ان تعيش بسلام مع باقي الامم

اضم صوتي الى عصفوره
wesam -

اضم صوتي الى عصفوره ، فهناك آيات صريحه وواضحه في القرآن تامر بقتل الغير مسلم وعلينا ان نشطبها منه اذا رغبت هذه الامه ان تعيش بسلام مع باقي الامم