محمود عباس... ياسر عرفات آخر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سركيس نعوم
على اعتقاد البعض ان توجيه اميركا ضربة عسكرية الى ايران بدلاً من اسرائيل افضل لها لأنه يحول دون عودة التقدير العربي والاسلامي لها بعدما فقدته بسبب تأييد النظام السوري وأمور اخرى، علّق المسؤول السابق في احدى الادارات الاميركية المهمة نفسه واللاحق ربما، والباحث حالياً، قال: "ربما يكون في الاعتقاد المذكور شيء من الصحة. لكن كما قلت قبل قليل فإن الإسلاميين السنّة، وغالبية العالم الإسلامي سنّة، لهم عدوّان اسرائيل واميركا. لذلك لا فرق إذا ضربت اسرائيل او اميركا ايران لأن ما سيقال في هذا العالم إن الضربة هي عدوان اميركي - اسرائيلي". ماذا عن ايران وسوريا؟ سألت. اجاب: "هناك انطباع ان المرشد الاعلى السيد علي خامنئي يريد ان يموت في صورة طبيعية. وهناك معلومات ان "الحرس الثوري" الايراني هو القوة الفعلية داخل النظام الإسلامي - الايراني. لكنه لا يريد إظهار ذلك رسمياً الآن. أما في موضوع سوريا فانني اعتقد ان نظامها لن يُواجِه عملاً عسكرياً كبيراً ضده إلا اذا حظي بموافقة مجلس الامن. ولا يبدو أن في الأفق موافقة كهذه. روسيا متمسكة بنظام بشار الاسد او تستعمله كذريعة. لا يعني لها الأسد شيئاً ولا حتى "القاعدة" في مدينة طرطوس. هناك بوتين المزهو بنفسه الذي اعتبر ولا يزال يعتبر ان زوال الاتحاد السوفياتي كان مأساة (Tragedy). يريد ان يعيد الامجاد الروسية بنوع من حرب باردة، لكنه لن يذهب الى الآخر". علّقت: هذا يعني ان لا عمل عسكرياً ضد النظام السوري خلال سنة انتخابات رئاسية في اميركا، ومن دون موافقة مجلس الامن. ويعني أيضاً ان روسيا ليست مستعجلة. ونتيجة ذلك استمرار الحرب وتمسّك بشار برفض التنازل. ردّ: "كان امام الاسد فرصة جدية في بداية الحوادث في بلاده وتحديداً في الاشهر الثلاثة الاولى. لكنه لم يغتنمها. كان يمكن ان يفعل شيئاً مهماً. على كل ان احوال المقاومة في الداخل السوري ليست بالسوء الذي يصوّر. وكذلك احوالها لجهة التنسيق في ما بين القائمين بها وفاعليتها. في أي حال اذا كان التدخّل العسكري في سوريا مستحيلاً الآن او صعباً فان هناك ضرورة للمساعدة من خلال دعم المقاومة بالأسلحة والمدربين. وتستطيع اميركا وغيرها تزويدها وسائل اتصال حديثة. وتستطيع مع غيرها ايضاً إرباك وسائل اتصال النظام السوري او تعطيلها علماً انه يجب الانتباه الى ان لدى الجيش السوري سلاحاً جوياً وسلاح دفاع جويّاً متطوّراً وأسلحة كيماوية".
ماذا عن الفلسطينيين ومشكلتهم وعملية السلام بينهم وبين اسرائيل؟ سألت. هل تراجعت ولم تعد اولوية؟ اجاب: "ليست القصة انها لم تعد اولوية، بل هناك مشكلة وهي ان عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لا يريد ان يفعل شيئاً. ربما بدأ يصبح عرفات آخر كما يقول بعض القريبين منه. اي يقبل ويرفض ويناور ويغيّر مواقفه، ولا يلتزم في صورة نهائية. في أي حال تمكّن ملك الاردن عبدالله الثاني من الحصول من نتنياهو على امور جيدة لعباس والفلسطينيين، وحملها اليه، لكنه رفضها. لماذا؟ اعتقد انه يخشى ان يؤدي صعود الإسلاميين و"الاخوان المسلمين" في المنطقة الى تقوية "حماس" فيضعف هو. يهمه وضعه ووضع عائلته وابنائه. ان ما يحصل بين اسرائيل وغزة لا تريده "حماس". وهذا يُظهر ان ما تريده ايران ضد اسرائيل صارت تنفّذه الآن حركة "الجهاد الاسلامي" الفلسطينية. طبعاً يمكن في نظري احتواء النفوذ المذكور. لكن ليست هناك ضمانات من احد. نحن طبعاً نتمنى ان يتجاوب عباس. نخشى انه يندفع في مبادرات غير جدية كما فعل في موضوع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. نحن نعرف ان الضفة الغربية تعيش وضعاً امنياً واقتصادياً جيداً. نحب سلام فياض رئيس الحكومة ونتعامل معه. نحن نموِّل 22% من المساعدات للضفة، لا نريد ان نضطر الى قطع المساعدات في ظروف صعبة. نحن يفرض علينا القانون قطع المساعدات او وقفها او تجميدها اذا قام الفلسطينيون بأشياء محددة". ماذا عن الاردن؟ سألت. اجاب: "الملك عبدالله الثاني يخشى "حماس" كثيراً. ولذلك حاول التوسط بين محمود عباس واسرائيل. انه يخاف "الاخوان المسلمين". وختم بالآتي: "ايران النووية عسكرياً ستطلق سباقاً على التسلح النووي في المنطقة. السعودية ستفعل الشيء نفسه، ومصر رغم ضعفها. والسعودية ستكون الأسرع في الحصول على القنبلة النووية لأنها تستطيع أخذها من باكستان".
ماذا في جعبة مسؤول اميركي كبير سابق لا يزال يتعاطى الشأن العام ويهتم بقضايا وأوضاع اقليمية ودولية؟