الشاطر وبديع والغنوشي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فهد صالح الخنـة
خيرت الشاطر مرشح الاخوان المسلمين اذا فاز وأصبح رئيساً لمصر فهل سيكون تابعاً لبديع مرشد جماعة الاخوان المسلمين ويكون حاله كحال نجاد مع خامنئي؟ أم سيكون بديع تابعاً له بصفته رئيساً لكل المصريين كما هو مفترض شرعاً ودستورياً؟ وهل سيقبل الشاطر يد بديع كلما رآه اعلاناً للولاء والسمع والطاعة أم سيعلن بديع أنه مواطن يحترم السلطة الشرعية والدستورية للشاطر كونه رئيساً منتخباً من الأمة، ان المشهد الذي أمامنا يدل والله أعلم أننا أمام تكرار لتجربة ايران في السلطة ولكن هنا مرشد للجماعة ليس له موقع في الدستور كحال ايران ورئيساً شرعياً ودستورياً هو حاكم البلاد ولكنه تابع للمرشد الأعلى للجماعة وليس للدولة أو الثورة. وهو وان لم يكن له مسمى أي المرشد العام في الدستور المصري الا أنه له موقع في دستور جماعة الاخوان المسلمين ونظامها الأساسي وسيكون أمامنا رئيساً لا يحكم بل هو واجهة لمرشد يحكم ولا يحاسب أمام الأمة لأنه يدير الرئيس والبرلمان والشورى والحكومة هو ومجلس شورى الجماعة دون ان يكونوا مسؤولين أمام الأمة المصرية لمحاسبتهم.. فالجماعة تدير رئيساً وحزباً يدير الدولة فلا مسؤولية عليهم ولا تطولهم يد الشعب لمحاسبتهم. ان على الأمة المصرية ان تكون واضحة وصريحة للمحافظة على حقوقها الشرعية والدستورية في انتخاب الرئيس والبرلمان والحكومة ومحاسبتهم وعدم القبول بالنموذج الايراني المراد تطبيقه في مصر.
وختاماً، الغنوشي قلب ظهر المجن للتونسيين بعدما بطشت قوات الداخلية وميليشيات حزب النهضة بالمواطنين المسالمين بفض تظاهرهم السلمي في شارع بورقيبة وخرج علينا الشيخ راشد الغنوشي قائلاً ان تغيير الحكومة منوط بصناديق الاقتراع أو المجلس التأسيسي وهذه كلمة حق أريد بها باطل ومنها قوله "نؤكد على ان الحرية مبدأ أساسي ومن ذلك حرية التعبير ومن ذلك حرية التظاهر حرية الاعلام"، ونؤكد ان الحرية والقانون لا ينفصلان.. "وقوله: تونس ليست مهددة بالدكتاتورية بل مهددة بالفوضى ونحن ندين العنف من حيث أتى عن الشرطة أو عن المتظاهرين". ثم عقب قائلاً بعد هذا الكلام واصفاً مخالفيه في الرأي المتظاهرين: "ان اللجان الثورية الستالينية تقف وراء اثارة الفوضى والبلبلة في البلاد"، وقال: "الفاشلون في الانتخابات ومن يتبنون فكر العنف الثوري والمنهج الستاليني هم يسعون الى الاطاحة بالحكومة وبث الفوضى في البلاد".
الشيخ راشد الغنوشي رائد مدرسة الاعتدال في العمل الاسلامي عامة وفي جماعة الاخوان المسلمين خاصة كما يروج له مؤيدوه ومع ذلك يحظر على مخالفيه حق التظاهر السلمي الذي يقر به ويصفهم بأنهم ستالينيون ثوريون في خطاب عنيف قاس شمولي ضد مخالفيه وهو يعطيهم الحق بالتظاهر باليد اليسرى ويضربهم على رؤوسهم باليد اليمنى برجال الأمن بحكومته وميليشيات حزبه فاذا كان هذا عاقلهم ومعتدلهم فماذا تنتظر الأمة من باقيهم؟ نسأل الله الهداية لهم والسلامة للأمة من شر كل ظالم.
والله المستعان