جريدة الجرائد

رحل بن بله... رفيق جمال عبد الناصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

معن بشور

حمل الرئيس احمد بن بله سنواته التسع والتسعين المليئة كفاحا وشجاعة واستقامة وعروبة واسلاما، ورحل بهدوء بعد ان ودع اعز رفاق السلاح في الثورة الجزائرية، واحب رفاق النضال في الامة العربية.
احب القابه اليه، وهي الكثيرة، كانت عندما يصفه المواطن العربي برفيق جمال عبد الناصر... ولا انسى كيف طفرت دمعة بين عينيه خلال زيارته التاريخية للبنان عام 1997 لدى هجوم مواطن بيروتي في تلة عائشة بكار ليقبله قائلا: نحن نشم فيك رائحة جمال عبد الناصر.
حكاية هذا المقاتل والقائد والرئيس والرمز، تحتاج بالطبع الى مؤلفات ومجلدات، منذ ان شارك في اطلاق الرصاصة الاولى لثورة شعبه في الفاتح من تشرين الثاني 1954، الى وقوعه مع رفاقه الاربعة في اسر المستعمر الفرنسي الذي اختطف طائرة كانت تنقلهم من المغرب عام 1955.
الى قيادته، وهو الاسير، مفاوضات الاستقلال في اوائل الستينات من القرن الفائت، الى عودته الى بلاده رئيسا، ليلاقيه استقبال شعبي عز نظيره، لم يضاهه اثرا في نفسه سوى استقبال الشعب اللبناني له حين حل ضيفا على المنتدى القومي العربي في احتفالاته السنوية بذكرى ثورة يوليو الناصرية بعد مرور 45 عاما عليها. توحد اللبنانيون حوله شعبيا ورسميا. ففتح له الرئيس الراحل الياس الهراوي قصر بعبدا واستقبله كرئيس حالي، واستقبله الرئيس نبيه بري في دارته في مصيلح على ابواب الجنوب المقاوم، واصر عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري تأجيل سفره اسبوعا ليتسنى له الاحتفاء المميز به.
كان لقاؤه ايضا مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لقاء مقاوم تاريخي في بلاده مع مقاوم يسهم في صنع تاريخ بلده.
وكانت دار الفتوى أول الدور المستقبلة له، وكانت الديمان مفتوحة القلب والعقل له، بعد أن استقبله سيد الديمان آنذاك على مائدته. وكان المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى شديد الترحيب به، وكذلك الامام الراحل السيد محمد حسين فضل الله الذي كان بن بلّه يكنّ له تقديراً عالياً.
وحين أراد الرئيس سليم الحص أن يزور الرئيس بن بلّه في مقر اقامته، أصرّ الرئيس بن بلّه على زيارة الرئيس الحص في منزله وخارج البروتوكول لأن أمثال الحص لا يعاملون بالبروتوكول. كما لبّى يومها دعوات عديدة في بيروت وطرابلس وصيدا وبعلبك والمختاره وزحله والنبي شيت وسعدنايل وبشري وبعبدات في المتن، والقليعات في كسروان، وبتخني في المتن الأعلى.
وحرص على وضع اكاليل زهر على أضرحة شهداء قانا وصبرا وشاتيلا، كما على أضرحة المفتي حسن خالد والرئيس رشيد كرامي والزعيم معروف سعد، والزعيم كمال جنبلاط، والقائد الشهيد عباس الموسوي، وكان يقول لمرافقيه اثر كل زيارة لا تنسوا انني من بلد المليون شهيد بل ابن الشعب الذي أحياه شهداؤه.
وخلال زيارته للارز بدعوة من الشيخ الراحل قبلان عيسى الخوري، توقف في قرية بلّه قضاء بشري وقال لنا ضاحكا: الآن فهمت سر محبتي للبنان فأصل عائلتنا على ما يبدو من هذه القرية، ليقول جادا بعد ذلك: كانت اخبار نصرة الشعب اللبناني لثورة الجزائر تصلنا ونحن في سجن الاستعمار، تماما كما كانت اخبار تضامن اللبنانيين معي خلال فترة السجن تصلني خارقة صمتاً رهيبا حولي.
وطيلة اقامته مع زوجته الفاضلة الراحلة زهرة وابنته الغالية على قلبه مهدية، كان يتصدر حديثه دائما موضوعان رئيسيان: ذكريات الثورة الجزائرية وذكريات علاقته بعبد الناصر، وهما في الحقيقة موضوع واحد.
الا ان ما كان يميز عقل الرئيس الكبير الراحل دائما، هو ان الماضي لديه لم يكن سجناً بل كان مدرسة تواكب اهتمامه المذهل بالمستقبل. ولم تكن تخلو كلمة له او محاضرة او خطاب، من حديث مستقبلي مدعوم بالارقام والتحليلات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، خصوصا لدى ترؤسه المنتدى الاجتماعي الاقتصادي العالمي الذي يضم في كل دورة من دوراته عشرات الالاف من الناشطين والمناضلين والباحثين من كل انحاء العالم.
كان مسكونا بنظرية تفوق موازين الارادات على موازين القوى، مستندا بالطبع الى ثورة الجزائر التي بدأت ببضع بنادق لتهزم جيشا امبراطوريا عرمرما، وكانت قضية فلسطين هاجسه الدائم، لا يرى تحريرا مكتملا لبلاده اذا لم تتحرر فلسطين.
كان بن بله صاحب رؤية وهمة في آن، فلم تحل سنوات عمره المديد مرة دون ان يتحرك في اي اتجاه مهما بعدت المسافات اذا كان تحركه هذا يخدم قضية يؤمن بها او يجسد فكرة يقتنع بصوابيتها.
وفي آخر لقاء لي معه في منزله فيلا جولي في الجزائر، وبحضور مهدية، حدثته عن رغبتنا بعقد ملتقى دولي لنصرة الاسرى في سجون الاحتلال، تحمس بن بله وكأنه شاب في العشرينات... وقال: انا معكم بالتأكيد، فأنا اعرف معنى الاسر في سجون الاحتلال.
رحم الله احمد بن بله وابقاه رمزا عربيا مضيئا شامخا في كل زمان ومكان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Nasser
Rami hadad -

What is the matter with you, reader of Elaph?He writes Nasser and no bad comments till now?Attack!!!

Nasser
Rami hadad -

What is the matter with you, reader of Elaph?He writes Nasser and no bad comments till now?Attack!!!

كلمة حق
سعيد -

الله يكرمك يا أستاذ معن بشور على هذا المقال الرائع. أنت إنسان أصيل لا تتخلى عن الشرفاء والمناضلين وتقول فيهم دوما كلمة الحق رغم أنهم غير موجودين أمامك لتنتظر منه الاعتراف بالجميل. رحم الله أحمد بن بلا وجمال عبدالناصر وكل شهداء هذه الأمة العربية ومناضليها الذين ضحوا بأرواحهم فداء لقيم آمنوا بها وسعوا لتحقيقها.

كلمة حق
سعيد -

الله يكرمك يا أستاذ معن بشور على هذا المقال الرائع. أنت إنسان أصيل لا تتخلى عن الشرفاء والمناضلين وتقول فيهم دوما كلمة الحق رغم أنهم غير موجودين أمامك لتنتظر منه الاعتراف بالجميل. رحم الله أحمد بن بلا وجمال عبدالناصر وكل شهداء هذه الأمة العربية ومناضليها الذين ضحوا بأرواحهم فداء لقيم آمنوا بها وسعوا لتحقيقها.

ردح من الزمن
نزار الحافي -

ذهب هؤلاء الزعماء.......لقد حان التقاعد والركون وترك القياده والرياده لجيل تويتر وفيسبوك

ردح من الزمن
نزار الحافي -

ذهب هؤلاء الزعماء.......لقد حان التقاعد والركون وترك القياده والرياده لجيل تويتر وفيسبوك

الخيال بدل الوقائع
نزار المالكي -

يا اخ معن ........ مع كل الاحترام لما كتبته ، لماذا تناسيت فترة حكم هواري بومدين وما عاناه بن بلا في سجن "رفيقه في النضال" و"اخيه في الكفاح" ؟ فجأة عاد جمال عبد الناصر ليصبح بطلا وهو الذي جلب الدمار والخسائر الهائلة في الارواح جراء مغامراته في اليمن وفي بلاد عربية اخرى منها لبنان عام 1958 ثم جرّه اسرائيل الى الحرب عام 1967 والعواقب الوخيمة لتلك الحرب ,انا واخوتي الفلسطينيين في القدس العربية المحتلة من جملة ضحاياها، ناهيك عن الحكم الدكتاتوري الذي ساد في ايامه. ماذا فعل عبد الناصر بالاخوان المسلمين وبزعيمهم سيد قطب وغيره؟ وفي ايامنا هذه تكيل المديح للسيد حسن نصر الله الذي جر لبنان الى حرب دمرت فيها آلاف البيوت والمباني والجسور وقتل فيها ما يزيد عن الالف لبناني وفيما بعد صرح بأنه لو علم ان اسرائيل كانت سترد بهذا العنف لما امر باختطاف الجنديين الاسرائيليين . هل هذا تصرف زعيم يشعر بالمسؤولية تجاه ابناء بلده وطائفته ام هذه تصرفات مغامر او بالاحرى مقامر ينفذ اوامر سادته في طهران ؟ واليوم يختبئ نصر الله في ملجأ يصمد في وجه اكبر القنابل ويخشى الظهور علنا الا لدقائق معدودة في مناسبات خاصة وهو محاط بالآلاف خشية اغتياله. ان كان حقا بطلا ويؤمن بما يعلنه في خطاباته التلفزيونيةمن ان ما يقوم به هو الجهاد بعينه وان من يسقط فسيُعتَبَر شهيدا فلماذا يخشى " الشهادة" وهو الذي يحرض ابناء طائفته على الاستشهاد ؟ اليس الاَوْلى به ان يكون على رأسهم فيحظى بما يقول ان الشهداء سيحظون به في الجنة؟ لماذا يتجاهل السيد نصر الله المقولة المنسوبة لأحد الائمة : كل راية تُرفَع قبل ظهور المهدي هي راية ضلالة"؟ هل ذلك الامام اخطأ وهو معصوم في نظر الشيعة ام ان هذا القول موضوع على لسان الامام وسار عليه الشيعة طوال مئات السنين الى ان ظهر الخميني فألغى ذلك ليتحكم في رقاب العباد بدلا من تحكّم الشاه المخلوع؟ استاذ معن المحترم، لا احد يريد ان ينتقص شيئا من منجزات المرحوم بن بلا ، فالتاريخ سيذكرها لهوسيفيه حقه ان كان له حق .....

الخيال بدل الوقائع
نزار المالكي -

يا اخ معن ........ مع كل الاحترام لما كتبته ، لماذا تناسيت فترة حكم هواري بومدين وما عاناه بن بلا في سجن "رفيقه في النضال" و"اخيه في الكفاح" ؟ فجأة عاد جمال عبد الناصر ليصبح بطلا وهو الذي جلب الدمار والخسائر الهائلة في الارواح جراء مغامراته في اليمن وفي بلاد عربية اخرى منها لبنان عام 1958 ثم جرّه اسرائيل الى الحرب عام 1967 والعواقب الوخيمة لتلك الحرب ,انا واخوتي الفلسطينيين في القدس العربية المحتلة من جملة ضحاياها، ناهيك عن الحكم الدكتاتوري الذي ساد في ايامه. ماذا فعل عبد الناصر بالاخوان المسلمين وبزعيمهم سيد قطب وغيره؟ وفي ايامنا هذه تكيل المديح للسيد حسن نصر الله الذي جر لبنان الى حرب دمرت فيها آلاف البيوت والمباني والجسور وقتل فيها ما يزيد عن الالف لبناني وفيما بعد صرح بأنه لو علم ان اسرائيل كانت سترد بهذا العنف لما امر باختطاف الجنديين الاسرائيليين . هل هذا تصرف زعيم يشعر بالمسؤولية تجاه ابناء بلده وطائفته ام هذه تصرفات مغامر او بالاحرى مقامر ينفذ اوامر سادته في طهران ؟ واليوم يختبئ نصر الله في ملجأ يصمد في وجه اكبر القنابل ويخشى الظهور علنا الا لدقائق معدودة في مناسبات خاصة وهو محاط بالآلاف خشية اغتياله. ان كان حقا بطلا ويؤمن بما يعلنه في خطاباته التلفزيونيةمن ان ما يقوم به هو الجهاد بعينه وان من يسقط فسيُعتَبَر شهيدا فلماذا يخشى " الشهادة" وهو الذي يحرض ابناء طائفته على الاستشهاد ؟ اليس الاَوْلى به ان يكون على رأسهم فيحظى بما يقول ان الشهداء سيحظون به في الجنة؟ لماذا يتجاهل السيد نصر الله المقولة المنسوبة لأحد الائمة : كل راية تُرفَع قبل ظهور المهدي هي راية ضلالة"؟ هل ذلك الامام اخطأ وهو معصوم في نظر الشيعة ام ان هذا القول موضوع على لسان الامام وسار عليه الشيعة طوال مئات السنين الى ان ظهر الخميني فألغى ذلك ليتحكم في رقاب العباد بدلا من تحكّم الشاه المخلوع؟ استاذ معن المحترم، لا احد يريد ان ينتقص شيئا من منجزات المرحوم بن بلا ، فالتاريخ سيذكرها لهوسيفيه حقه ان كان له حق .....

اتفاقية الجزائر المشوؤمة
umed -

هواري بو مدين مهندس اتفاقية الجزائر المشوؤمة عام ١٩٧٥ يقع على عاتقه دم ومعاناة كل ضحايه من العراقين من العرب والكرد وكذلك الايرانين القتلى في حرب الثمان سنوات الى المرحوم بن بلا الذي انقلب عليه وعزله عن السلطة وكانت نهاية بو مدين مفجعة الذي اصيب بمرض اوقعه بغيببوة ولم يستفق ومات .

اتفاقية الجزائر المشوؤمة
umed -

هواري بو مدين مهندس اتفاقية الجزائر المشوؤمة عام ١٩٧٥ يقع على عاتقه دم ومعاناة كل ضحايه من العراقين من العرب والكرد وكذلك الايرانين القتلى في حرب الثمان سنوات الى المرحوم بن بلا الذي انقلب عليه وعزله عن السلطة وكانت نهاية بو مدين مفجعة الذي اصيب بمرض اوقعه بغيببوة ولم يستفق ومات .

allah yerhamou
Al-kahina Friga -

but Algeria was stonger in BOU MEDYEN era

allah yerhamou
Al-kahina Friga -

but Algeria was stonger in BOU MEDYEN era