الإصلاح الطائفي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حسن عبد الله عباس
انتابني الضحك حينما ابدى احد الاخوة الاسلاميين تذمره من الاقلية، واتهم زملاءه من الاقلية وخصوصا أحد النواب بأنه مشاغب ولا يريد الاصلاح ولا يريد التنمية ولا الخير للشعب الكويتي.
بل اتهام فريق الغالبية للاقلية بأنهم يريدون عرقلة البلد ولا يريدون لعجلة الاصلاح ان تسير كان باديا من بداية ظهور النتائج. لكن قبل ان نصدق الاتهامات او نكذبها، لنسأل فريق الغالبية ما تعريفكم للاصلاح والتنمية؟
الاجابة واضحة، الاخوان اثبتوا للبقية ان مخاوفهم صحيحة. اثبتت كتلة الاكثرية انها تسير وفق خطة اقصائية كاملة للفريق المعارض.
يقولون: اصلاح وتنمية، ومباشرة يقولون امنعوا الكنائس! يقولون: اصلاح وتنمية ومباشرة يتنازلون عن حقهم برفع مراقبة مساجدهم ويستعيضون عن ذلك بل ويقبلون بشراهة ويركزون حملتهم "الاصلاحية التنموية" بتشديد الرقابة والتضييق على مساجد الشيعة! يقولون: اصلاح وتنمية ويريدون ان يكون الاسلام الـ"مصدر" الـ"رئيسي للتشريع واسلمة القوانين"، لكن مع ملاحظة اهم من دعواتهم الاصلاحية هو ان تكون الاسلمة وفق نظرتهم الشخصية للاسلام! يقولون: اصلاح وتنمية ويتركون كل مشاكل التنمية من فشل في التعليم والصحة والبنية التحتية والوحدة الوطنية والاقتصاد والمنطقة والربيع العربي، يتركون كل هذه القضايا المصيرية والتنموية ويهتمون بشكل عفوي وفطري وعقدي برفع الاعلام عن مقابر الموتى! كل هذا ظهر في غضون شهرين، ويريدون من المعارضة ان تنتظر وتتوقف عن الفوضى حتى ينتهوا من التنمية والاصلاح!
فهل الفوضى جاءتنا من الأقلية ام الحق انها آتية وبقوة من الاكثرية؟!