معركتا لبنان وسوريا... مع اللاشرعية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خيرالله خيرالله
كانت الجلسات الأخيرة التي عقدها مجلس النوّاب اللبناني، بناء على مبادرة من رئيس المجلس السيّد نبيه برّي، مفيدة الى حدّ كبير. أكّدت هذه الجلسات، بما لا يقبل الشكّ كم أن النائب المسيحي ميشال عون لا يستطيع إلاّ أن يكون أداة.
يستطيع عون، في سياق تأدية الدور المطلوب منه، بلوغ حدّ تبرير قتل ميليشيا مذهبية تابعة لإيران لضابط طيار لبناني لمجرّد أنه حلق فوق الأراضي اللبنانية. هل هناك من يمتلك القدرة على إنكار هذا الواقع المتمثل في دفاع ميشال عون، الذي لا يزال يسمّي نفسه "الجنرال"، عن الذين قتلوا الضابط الطيار سامر حنا كونه حلق في هليكوبتر لبنانية داخل الأراضي اللبنانية في منطقة تحت سيطرة "حزب الله"؟
في جلسات مجلس النوّاب اللبناني، دفع ميشال عون نوّابه، وهم من صغار الشبّيحة، الى مهاجمة نوّاب الرابع عشر من آذار والحكومات السابقة. كان واضحاً أن الهدف من الحملة التي شنها صغار الشبيحة، التغطية على المشكلة الرئيسية التي يعاني منها لبنان.
اسم هذه المشكلة سلاح "حزب الله" الموجّه الى صدور اللبنانيين والى كلّ ما يرمز الى ثقافة الحياة في الوطن الصغير، والى المسيحيين خصوصاً.
هذا السلاح منع كلّ تقدم على الصعيد اللبناني، بدءاً بالكهرباء وانتهاء بالاتصالات وصولاً الى العيش المشترك. هذا السلاح وراء الفوضى القائمة في بيروت وخارجها ووراء الحؤول دون عودة السيّاح العرب والأجانب الى لبنان. هذا السلاح تابع لمحور إقليمي لا يؤمن سوى بلبنان "الساحة"، وميشال عون ليس سوى أداة صغيرة تُستخدم في عملية تكريس لبنان "ساحة" عن طريق نواب ووزراء تابعين له يعتقد المرء أنهم أعضاء في حزب البعث السوري أو في "الحرس الثوري الإيراني" بعدما كانوا في الأمس القريب في فضاء آخر يكاد أن يكون إسرائيلياً، بل إن أحد رجاله من رشّحهم للانتخابات وسقطوا دين بالفعل بالعمالة لإسرائيل، علماً أن هذا المدان لا يمكن أن يتصرف من دون تغطية من "الجنرال" ومباركته.
من الواضح أن هناك انقلاباً يتعرّض له لبنان. كان مجيء الحكومة الحالية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في سياق هذا الانقلاب. إنها حكومة تشبه كلّ شيء ما عدا نجيب ميقاتي الذي لم يستوعب لدى قبوله بأن يكون رئيساً للوزراء، بفضل سلاح "حزب الله" وليس بفضل أي عامل آخر، أن سوريا مقبلة على أحداث ضخمة ستغيّر الخريطة السياسية، وربّما الجغرافية، للشرق الأوسط. لم يمتلك ميقاتي، رجل الأعمال والعلاقات العامة الناجح جدّاً، على الرغم من امتلاكه ذكاء من نوع خاص، أن المنطقة مقبلة على تطوّرات كبيرة تتجاوز لبنان وتتجاوز الحسابات الضيقة لأشخاص من أمثاله أو من أمثال النائب والوزير محمّد الصفدي.
نعم، كانت جلسات المناقشة في مجلس النوّاب مفيدة. يكفي أنها كشفت إفلاس الوزراء والنواب العونيين الذين لا يستأهلون، مثل معلمهم، أكثر من أن يكونوا أعضاء فخريين في نادي الشبيحة التابع للنظام السوري أو أدوات صغيرة عند "حزب الله". كان هناك ما هو أكثر فائدة من ذلك. تبيّن أن "حزب الله" الذي يشكّل الامتداد الطبيعي للمحور الإيراني- السوري لا يفكّر سوى بكيفية وضع اليد على لبنان. يبدو ذلك طبيعياً في وقت يبدو احتمال خسارة إيران لسوريا وارد جداً. إنه أمر أكثر من محتمل في ضوء استمرار الثورة الشعبية الحقيقية التي تثبت أن الشعب السوري بأكثريته الساحقة متمسك بثقافة الحياة ويرفض البقاء أسير نظام لا يستطيع إلا التحالف مع أسوأ نوع من أنواع اللبنانيين، أي أمثال ميشال عون وما شابه ذلك من شبيحة.
لا يزال الموضوع الأساسي في لبنان هو سلاح "حزب الله". يستخدم ميشال عون حالياً من أجل استبعاد مناقشة هذا الموضوع- المشكلة. لا يمكن أن يكون للبنان أي مستقبل في ظل وجود هذا السلاح الذي يمنع قيام لبنان الطبيعي، لبنان المؤسسات التابعة للدولة اللبنانية ولبنان العيش المشترك القائم على المساواة بين المواطنين وليس على غلبة السلاح. يعاني لبنان من هذا السلاح غير الشرعي منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم. حلّ السلاح الإيراني مكان السلاح الفلسطيني. بلغت الوقاحة بالسلاح الإيراني أن اعتدى على بيروت وأهلها. بعد ذلك، أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري، التي كانت حكومة وحدة وطنية ولكن دون طموحات اللبنانيين، وذلك لأسباب لم تعد تخفى على أحد. في مقدّم هذه الأسباب رفضه الانصياع للأوامر والشروط الإيرانية المعروفة جدّاً حفاظاً منه على لبنان واللبنانيين من جهة وتأكيداً لأن لبنان دولة عربية ليست تابعة لأحد من جهة أخرى.
مؤسف أن يكون هناك في لبنان من يلعب اللعبة الإيرانية في وقت تسير المنطقة كلّها، بما في ذلك سوريا وإيران، نحو عالم آخر. نحو عالم حضاري مرتبط قبل أي شيء آخر بثقافة الحياة والابتعاد عن الغرائز المذهبية التي أدت الى ما أدّت اليه في العراق...
سيستخدم "حزب الله" ميشال عون مرات كثيرة. لكنّ اللعبة صارت مكشوفة. في النهاية إن المعركة الحقيقية التي يخوضها لبنان هي مع سلاح "حزب الله" الهادف الى تحويله مستعمرة إيرانية لا أكثر. من يقرأ نص القرار 1701 يعرف ما هي المهمّة الجديدة- القديمة للسلاح الإيراني في لبنان.
في جوانب كثيرة، تشبه مقاومة اللبنانيين للسلاح غير الشرعي المعركة التي يخوضها الشعب السوري مع نظام غير شرعي. المعركة واحدة. خلاص سوريا من خلاص لبنان وخلاص لبنان من خلاص سوريا.
التعليقات
اعرف الحق تعرف أهله
عدو الأغبياء -يعني أيها الشاطر!! لو كان المقاتل الذي أطلق النار على الطوافة يعلم أنها لبنانية لما أطلق عليها النار،وهذا أمر بديهي فلا يعرف مقاتل حزب الله عدوا له سوى اسرائيل. وهو حتما اعتقدها اسرائيلية.المتبجحون أمثالك يعرفون أن لا طائرات حربية في لبنان بسبب سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها حكومات الأنعزال اللبناني منذ نشأته الأولى.أي..(لبنان)لا شرقي ولا غربي ،ولا عربي ولا نوري ،ولا سوري ولا قومي بل فينيقي مشرقي.كان وجود طوافة لبنانية في المنطقة أمرا نادرا وحتى شاذا وان كانت قد حلقت هناك فذلك بسبب تواجد المقاومة أصلا هناك لأنها لم تكن لتقدر على التحليق قبل تحرير حزب الله للمنطقة.هذا الكلام يعرفه الزبال والزعيم في لبنان.ولهذا فانه من الخسة والدناءة اجترار مسألة الطيار والمتاجرة بدمة كلما دق الكوز بالجرة وان دل على شيء فهو يدل على افلاس هكذا كتاب وتعنتهم المذهبي والفئوي!!فهم لا ينفكون ينفخون في نار الغتنة ويبحثون عن مكرمة للمقاومة واحالتها الى منقصة تماما مثل حادثة 7أيار أو قميص عثمان اللبناني.لا فائدة من هكذا تسطيح وتسخيف لشعب شريف مقاوم هزم انصار اسرائيل عندما تجرأ عليها.وهذا المقال خير دليل على ذلك،كفي استهبالا،وكفى استهتارا بعقول الناس..