جريدة الجرائد

صحن الصعيدي والعلاقات المصرية السعودية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مبارك بن شافي الهاجري

العلاقة بين البلدين يجب ألا يشوبها شيء

قبل سنوات حدثت مشاجرة في منطقة خيطان بين مجموعة من الصعايدة، أدت الى تطور كاد ان يحدث شرخا في العلاقات المصرية الكويتية، لولا احتواء الموقف من قبل الحكومتين! المشاجرة حدثت في احدى الأسواق الشعبية، حيث كان أحد الأخوة الصعايدة يتبضع، فحرك صحنا بطرف جلابيته، وأوقعه أرضا، دون قصد، ما أدى الى غضب الصعيدي الآخر، الذي كان يعمل بائعا في السوق.تطورت "الخناقة" وتجمع الصعايدة حول السوق، و"اللي يحب النبي يضرب" حتى تدخلت السلطات، وجاءت القوات الخاصة، التي أمرها صاحب السمو، بعدم استخدام القوة في تفريق المتظاهرين، والاستماع لمطالبهم.
بعضهم كان لا يعرف السبب الحقيقي لما يحدث، لكنه من باب "مع الخيل يا شقرا" تظاهر، وخرب، وكسر، وصرخ، وكان اسم مصر يتردد بين المتظاهرين، وكأن الأمر بين مصر والكويت، والحقيقة ان السبب كان صحن الصعيدي! احتوت الحكومتان الموقف، وجاء العماوي، وزير العمل المصري في ذلك الحين، وتم الاتفاق على برتوكول ينظم عملية عمل المصريين في الكويت.
تذكرت هذه الحادثة، وأنا أتابع الأزمة الدبلوماسية، التي تحدث الآن بين مصر والسعودية، على خلفية قبض السلطات السعودية على أحد المواطنين المصريين بتهمة ادخال مواد مخدرة للسعودية عن طريق مطار جدة.المواطن المصري اعترف بجريمته، وان قال ان المواد لا تخصه، وانما حملها لشخص في السعودية، بناء على طلب شخص آخر في مصر، لم يذكر اسمه! ولقد اطلع على التحقيقات القائم بأعمال القنصل ماهر المهدي، الذي قال في اتصال مع الاعلامي معتز الدمرداش: "انه اعترف له بحيازة ما يقارب 21 الف قرص زياركس"! مؤكداً ان القبض على الجيزاوي ليس له علاقة بقضايا سياسية أو حقوقية.وكذلك فعل السفير المصري في الرياض محمد عوف، الذي استنكر الافتراء على السعودية، قائلا في قناة اليوم: "يقولوا قضية سياسية! سياسية ايه يا عم الحاج؟".
ليس لنا ان نحكم على الجيزاوي، ولا على غيره، فهناك قضاء عادل في السعودية، قد لا يعجب البعض، لكنه قمين برد الحقوق لأهلها.لكن الذي نراه في هذه القضية، ان هناك أموراً لا تستقيم مع العقل والمنطق! يقولون ان السلطات السعودية منحته الفيزا لاستدراجه والقبض عليه! والسعودية لا تفعل ذلك مع خصومها السياسيين، سواء في الداخل أو في الخارج، والتاريخ يشهد لها بذلك.ويقولون ان المخدرات لم تكن بحيازته وانما وضعت في حقائبه، على الرغم من اعترافه، وهذا أمرٌ يمكن التأكد منه عبر التسجيلات المرئية التي تقوم بها السلطات هناك عليه وعلى غيره.
تهريب المخدرات في المملكة العربية السعودية تصل عقوبته للموت، والسعودية تفعل ذلك مع السعوديين أنفسهم، للحد من انتشار هذه الآفة القاتلة.
لمَ تطور الأمر لهذا الحد؟ ولمَ هذه الضجة، التي أدت لسحب السفراء، واغلاق السفارات؟ هل العلاقات بين البلدين هشة الى هذه الدرجة؟ يخطئ المصري، والسعودي، والكويتي، والمغربي، وغيرهم، ويطبق القانون على الجميع، في مصر والسعودية والكويت والمغرب، وفي كل مكان.أفاذا أجرم مواطن دولة ما في دولة أخرى صار لزاماً على دولته ان تمنع تطبيق القانون عليه، أو تطورت الأمور لتصل لقطع العلاقات الدبلوماسية؟ هناك سجناء في مصر ليسوا مصريين، وكذلك في الكويت، وفي السعودية، هل يعاب على الدولة تطبيق القانون على من يحاول العبث بأمنها اذا كان منتميا لدولة أخرى؟ أعتقد ان المصريين يبالغون كثيراً في تأكيد حريتهم، فالحرية لا تعني مخالفة القانون أبداً، والسعودية بلد اسلامي كبير، له ثقل لا يستهان به، وعلاقتها بمصر يجب ألا يشوبها شيء بسبب الجيزاوي أو غيره.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف