سوريا... الدواء الأسوأ!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله العوضي
منذ أكثر من عام والأزمة السورية الداخلية تتفاقم والدماء لا تزال تسيل، والحلول العربية والغربية كذلك أصابها التسييل، فالرقيب العربي رجع إلى مقره وهو خالي الوفاض، والرقيب الدولي آن له مباشرة مهامه، وحسب الخطة المرسومة لهذا الحل البديل لكل ما سبق من حلول لن تخرج نتائجه قبل ثلاثة أشهر، هذا إذا لم تفشل المهمة سريعاً وتقع المفاجآت غير المحسوبة سلفاً.
وإلى هذه الساعة فإن سوريا واقعة تحت خط تماس الدواء العربي والغربي، فإذا لم يُجْدِ ذلك نفعاً، فماذا بعد استنفاد مهلة الرقيب الأكبر؟
فالحل العسكري من قبل النظام لن يحسم الأزمة برمتها إلا عبر تضحيات جسام من أرواح الضحايا التي تقع بصورة يومية وفق التقديرات الحاصلة في الواقع الميداني، فإن دواء الرقيب الدولي سوف يأخذ في طريقه عدداً لا يقل عن 20 ألف قتيل، وقد يصل إلى 30 ألفاً، من غير الجرحى والمعتقلين والمفقودين، وهذا يعني إعادة ذكريات أزمة "حماة" من جديد التي قضت فيها أرواح لا تقل عن هذا العدد المفترض في الأزمة الراهنة، مع الأخذ بعين الاعتبار فارق ذلك الزمن، مقارنة بالوضع الحالي في عالم مفتوح على الكل.
وبعيداً عن أي مقارنة مباشرة بين النظام في سوريا وبقية الأنظمة العربية التي تغيرت في تونس وليبيا ومصر واليمن، فإن الموضوع السوري له امتدادات إقليمية ودولية أكثر من الأنظمة الأخرى التي اتضح الجزء الظاهر من صورتها الجديدة إلى الآن، وإن كانت الأوضاع العامة في تلك الدول لم تستقر وفق ما هو مرسوم.
فالوضع السوري يرابط على أكثر من خطوط التماس السياسي اشتعالاً، فـ"حزب الله" في لبنان، وتركيا التي تعد السياج الأمني للاجئين السوريين، والعراق الذي لم يحرك ساكناً تجاه الأزمة، وإيران الذراع الطولى التي تقف مع النظام قلباً وقالباً، وهذا النوع من التشبيك يعقد الوصول إلى حل فوري لما يحدث في سوريا.
والشق الآخر الذي يضيف تعقيدات أخرى إلى هذا المشهد، هو الخوف من أن البديل قد يكون إسلاميّاً على المدى المنظور، نظراً لما حدث في الأنظمة الأخرى التي جرى عليها التغيير وحلت التيارات الإسلامية في الواجهة.
وعلى رغم فظاعة ما يدور في الساحة السورية التي قد تنفتح على نبرة ونفس الحرب الأهلية، فإن الخوف الأكبر إذا لم يصل الرقيب الغربي إلى الحل الأسلم وليس الأمثل، فإن التدخل الخارجي المباشر، حتى وفق استراتيجية الضربات المحدودة من أجل حماية المدنيين أو اللاجئين والهاربين إلى حدود الآخرين، هو أحد السيناريوهات المطروحة منذ بدايات الأزمة، ومع ذلك، فإن آثارها السلبية لن تزول في فترة قصيرة ومثال العراق واضح، ومحنة البوسنة والهرسك في الخاصرة الغربية نفسها أوضح، والصومال كذلك، وكلها مضت على هذا المنوال ولم يستقر بها الحال.
وفي هذه اللحظة الحرجة من الأزمة السورية، فإن الفرصة والحل الأفضل والأمثل لايزال بيد النظام ذاته الذي بوسعه الحفاظ على نفسه، وإيقاف الكارثة عليه وعلى غيره.
فإذا كان النظام السوري يستخدم كل ما يملك من قوة للحفاظ على بقائه وإطالة أمده، على رغم أن الأرض من تحته أصبحت رمالاً متحركة، فإن عليه عدم السعي باتجاه الدواء الأسوأ والمستورد من الخارج، لأن العلاج من الداخل وبرضى كل أطراف المعادلة السياسية، أفضل في نتائجه المستقبلية من اضطرار العامل الخارجي للحسم.
التعليقات
اذا لم تستح فاكتب ما شئت
الى الايراني كاتب المقال -من المقال السابق:"فإن الفرصة والحل الأفضل والأمثل لايزال بيد النظام ذاته الذي بوسعه الحفاظ على نفسه" انك تدعو الى بقاء النظام!اذا ١٦الف قتيل,٤٠الف معوق و٣٠٠الف معتقل.اذا كان تسييج ملاعب الكره في سوريا وتحويلها الى زرائب بشريه اذا كان ٤٠٠٠مغتصبه لم تحرك فيك اي انسانيه فالرد على امثالك من الشيعه الطائفيين مضيعه للوقت.الهذه الدرجه اعمت الطائفيه الشيعه وقتلت الانسانيه والاخلاق فيهم .اذا لم تستح فاكتب ما شئت
الكتاب السوفسطائيون
متابع -الفرصة والحل الأفضل والأمثل لايزال بيد النظام ذاته الذي بوسعه الحفاظ على نفسه، وإيقاف الكارثة عليه وعلى غيره...... لاأعلم كيف لنظام أوغل إلى هذه الدرجة في سفك دماء شعبه أن يمتلك الحل الأفضل والامثل أيضاً وليس أي حل بعض الكتاب ينطبق عليهم المثل التالي نقول ثور يقولون إحلبوه هذا النظام إختار نهايته المحتومة منذأن وجه سلاحه إلى صدر شعبه وعلى فكرة هذا النظام ليس أقوى من بقية الانظمة الدموية التي على شاكلته والتي سبقته في السقوط بل قد يكون أضعفها جميعاً لكن تواطؤ المجتمع الدولي معه وتخاذله عن نجدة الشعب السوري هو الذي جعله يبدو قوياً وهو في الحقيقة كالشجرة التي نخرها السوس بحاجة إلى ضربة فأس واحدة لتسقط .